استطلاع : نحو نصف اللاجئين الأوكرانيين يريدون البقاء في ألمانيا

يرغب المزيد من  لاجئي الحرب الأوكرانيين البقاء لفترة أطول في ألمانيا، وذلك بحسب نتائج استطلاع جديد لدراسة: “اللاجئون من أوكرانيا في ألمانيا”.

وعلى الرغم أنه من غير الواضح ما إذا كان حق الإقامة الصالح لغاية آذار/ مارس 2024، سيتم تمديده أم لا، إلا أن ما يقارب من نصف اللاجئين (44 في المائة) يخططون للبقاء فترة أطول “أي على الأقل لبضع سنوات أخرى أو حتى بشكل دائم” حسب الاستطلاع. ومقارنةً بالاستطلاع الأول الذي أجري في أواخر صيف 2022 ، فإن هذا يزيد بخمس نقاط مئوية.

وبموجب الدراسة يخطط 71 في المائة لعدم البقاء في ألمانيا بشكل دائم. من بين هؤلاء، يريد 38 في المائة العودة إلى أوكرانيا بعد نهاية الحرب. فيما يرغب 30 في المائة البقاء على اتصال وثيق مع ألمانيا والعيش هنا على الأقل لفترة ما.

وقد أُجري الاستطلاع من قبل مجموعة معاهد ومراكز أبحاث ألمانية مختصة: معهد أبحاث التوظيف (IAB)،  والمعهد الاتحادي لأبحاث السكان (BiB) ، ومركز الأبحاث التابع للمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين (BAMF-FZ) ، و اللجنة الاجتماعية والاقتصادية (SOEP) في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW)  برلين.

دور الوضع العائلي في البقاء

في أول دراسة أجريت العام الماضي، قدم حوالي 11 ألف لاجئ تتراوح أعمارهم بين 18 و 70 عاما معلومات حول وضعهم في ألمانيا.

ويتبين أنه بالإضافة إلى الحرب القائمة في الوقت الحالي في أوكرانيا، يلعب الوضع الأسري دورا مهما على صعيد الرغبة بالبقاء في ألمانيا.  ويقول ماركوس غرابكا من اللجنة الاجتماعية والاقتصادية (SOEP) في المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية (DIW برلين) : “اللاجئون الذين يعيش شركاؤهم في الخارج هم أقل ميلا من العازبين للبقاء في ألمانيا بشكل دائم” .

السكن .. و دورات اللغة الألمانية

تلعب حالة السكن دورا هاما هنا أيضا. ويوضح غرابكا أن “الأشخاص الذين يعيشون في مساكن خاصة هم أكثر ميلًا إلى الرغبة في الإقامة بشكل دائم مقارنة بالأشخاص الموجودين في أماكن إقامة أخرى مثل الفنادق أو دور الضيافة”. ويسكن 79 في المائة من اللاجئين الآن في شقق خاصة، مقارنة بـ 74 في المائة أواخر الصيف الماضي.

كما لاحظ الباحثون تقدما في تعلم اللغة الألمانية. ثلاثة من كل أربعة لاجئين أوكرانيين شأركوا أو أكملوا دورة أو أكثر باللغة الألمانية، وغالبا ما تكون دورة اندماج. تقول نينا روثر من المكتب الفيدرالي للهجرة واللاجئين (BAMF-FZ) في نورمبرغ: “هذا يعني زيادة بنسبة 25 بالمائة مقارنة بأواخر صيف 2022”.

نتيجة لزيادة دورات تعلم اللغة، انخفضت نسبة اللاجئين الذين ليس لديهم مهارات باللغة الألمانية إلى النصف، من 41 في المائة إلى 18 في المائة. ويشتكي روثر: “من ناحية أخرى، لا يزال هناك مجال للتحسين. لأن نسبة اللاجئين الذين لديهم معرفة جيدة أو جيدة جدا باللغة الألمانية قد تضاعفت، لكنها ما تزال منخفضة”.

المهارات اللغوية كشرط وظيفي

تحدد مهارات اللغة والاندماج الفرص المتاحة في سوق العمل. ومع ذلك، ارتفع  معدل التوظيف بشكل طفيف فقط مقارنة بأواخر صيف عام 2022. إذا أن 18 في المائة من الفئات العمرية التي تتراوح بين 18 إلى 64 عاما كانوا يعملون هذا الربيع، في حين كانت النسبة 17 في المائة أواخر صيف 2022 .

نظرا لأن حوالي ثلثي الذين شملهم الاستطلاع كانوا يحضرون دورات اللغة الألمانية، لم يكونوا متاحين لسوق العمل أو بشكل محدود فقط. والجدير بالذكر أن أكثر من ثلثي العاطلين عن العمل  يريدون البحث عن عمل على الفور أو خلال العام المقبل.

تقول يوليا كوسياكوفا من معهد أبحاث التوظيف ((IAB) في نورمبرغ: “تتمتع اللاجئات اللواتي لديهن أطفال صغار على وجه الخصوص بمعدل توظيف منخفض للغاية يبلغ ثلاثة في المائة، كما أنهن يعشن عادة بدون شريك في ألمانيا”، وتضيف كوسياكوفا أنه “على النقيض من ذلك، فإن معدل توظيف الآباء الذين لديهم أطفال صغار أعلى بكثير حيث يبلغ 23 في المائة، ويعيش معظمهم مع شركائهم في ألمانيا”.

ومع الاستطلاع الثاني، تتوفر أيضا معلومات حول دخل الأسرة للاجئين لأول مرة. توضح كوسياكوفا: “في بداية عام 2023 ، كان متوسط ​​الدخل الصافي للأسرة من اللاجئين الأوكرانيين أقل بقليل من 850 يورو شهريا”. للمقارنة ووفقا لمكتب الإحصاء الاتحادي، كان متوسط ​​الدخل الصافي لأسرة في ألمانيا في عام 2021 حوالي 3800 يورو شهريا.

مشاكل تواجه الأطفال والآباء

يشكل الأطفال والشباب نسبة كبيرة من اللاجئين. وبينما يلتحق جميع الأطفال في سن المدرسة تقريبا بمدرسة عامة أو مهنية، وفقًا للدراسة، فإن عددًا قليلاً فقط من الآباء يستفيدون من مراكز الرعاية.

ويؤكد أندرياس إيت من المعهد الفيدرالي لأبحاث السكان (BiB) في فيسبادن أن: “توفر أماكن رعاية الأطفال النهارية بأعداد كافية مهم جدا لمجموعة كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين في ألمانيا، وذلك كي يتمكن الآباء من حضور دورات اللغة والالتحاق بوظيفة”. وفيما يتعلق بالأطفال فإن ذلك يساعدهم على تعلم اللغة والتمتع بحياة يومية منظمة وتكوين صداقات”.

نصائح لصناع القرار

ومنذ بدء العدوان الروسي في 24 شباط/ فبراير 2022، لجأ أكثر من مليون أوكراني إلى ألمانيا. لكن استيعاب ودمج الكثير من الناس في مثل هذا الوقت القصير مهمة ضخمة. في هذا الصدد، ترى المعاهد البحثية الأربعة أن نتائج دراستها تساعد في صنع القرار للسياسة والإدارة والسلطات الأخرى. ويوصي الباحثون صناع القرار بأن يقرروا بسرعة ما إذا كان عليهم تمديد الحماية المؤقتة للاجئين الأوكرانيين إلى ما بعد آذار/ مارس 2024 أو خلق فرص أخرى للإقامة طويلة الأجل. (DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها