وسط تسجيل العالم درجات حرارة قياسية .. دول الخليج تواجه صيفاً أكثر حرارة من المعتاد هذا العام

فيما يسجّل العالم درجات حرارة قياسية، يقول المواطن المصري عصام جنيدي الذي يكسب قوته من غسيل السيارات في الخليج، وهو من أكثر مناطق الكوكب حرا، إن الصيف في الإمارات العربية المتحدة يبدو أكثر شدة هذا العام.

وقال جنيدي الذي يغسل السيارات مقابل 25 درهما (6,80 دولارات) في ظل درجات حرارة تتجاوز 40 مئوية كل يوم “هذا الصيف أصعب قليلا من السنوات الأخرى”.

وأضاف “بين 12 ظهرا والثالثة بعد الظهر أو الثالثة والنصف لا يمكننا العمل”.

والإمارات الغنية بالنفط والتي تستضيف قمة الأمم المتحدة للمناخ (كوب28) هذا العام حيث سيحاول العالم تعزيز استجابته لاحترار المناخ، معتادة على فصول الصيف التي لا تحتمل.

خلال هذه الفترة، تكون الشوارع مقفرة، ولا يجوبها سوى العمال المهاجرين، وهم يد عاملة رخيصة. ويحظى العديد من العمال بفترة راحة إجبارية في أكثر ساعات النهار حرا.

وهذا الأمر مماثل في كل أنحاء الخليج. في البحرين، قد يحطّم متوسط درجات الحرارة في تموز/يوليو الرقم القياسي البالغ 42,1 درجة مئوية المسجل في العام 2017.

وقبل أسبوعين، أقام أكثر من 1,8 مليون مسلم مراسم الحج في السعودية في ظل درجات حرارة وصلت إلى 48 درجة مئوية فيما عولج الآلاف من الإجهاد الحراري.

وفي الكويت التي دائما ما تسجّل أعلى درجات الحرارة في العالم، يحذر خبراء من أن الحرارة قد تتجاوز 50 درجة مئوية في الأسابيع المقبلة.

درجة الحرارة المحسوسة 60 مئوية

بالإضافة إلى تصنيف الأسبوع الماضي الأكثر حرا على الإطلاق في كل أنحاء العالم، تخنق موجة رطوبة منطقة الخليج.

وقال أحمد حبيب المتخصص في الأرصاد الجوية في المركز الوطني للأرصاد في الإمارات لوكالة فرانس برس “خلال الأسبوع الماضي، كانت الحرارة مرتفعة إلى حدّ ما وتراوحت في المناطق الداخلية بين 45 إلى 49 درجة مئوية لكن الشعور بدرجات الحرارة جعل الناس تتساءل ما إذا كانت درجات الحرارة أعلى (من المعدل)”.

وأضاف “أسباب الشعور بأن درجات الحرارة عالية هي الارتفاع في الرطوبة النسبية أي كميات بخار الماء. فارتفاع الرطوبة النسبية إلى جانب درجات حرارة عالية أصلًا تعطي شعورًا بأن الحرارة أكثر ارتفاعًا مما هي فعليًا”.

وأوضح “الكتلة الهوائية القادمة من بحر عمان أو من الخليج العربي كانت محملة ببخار الماء نتيجة مرورها فوق مسطحات مالية وهذا الأمر يزيد نسبة الرطوبة على الدولة بشكل عام. وصلت الحرارة المحسوسة إلى أكثر من 55 أو حتى بين 55 و60 درجة مئوية في بعض المناطق”.

وتعد الحرارة الشديدة في الخليج والرطوبة العالية مزيجا خطيرا، ففي مثل هذه الظروف يكافح جسم الإنسان لتبريد نفسه عن طريق تبخير العرق على الجلد.

يمكن للاجهاد الحراري قتل الإنسان

وقال حبيب “ننصح المواطنين بتعويض السوائل وألا يتعرضوا لأشعة الشمس بشكل مباشر”.

تعد منطقة الخليج واحدة من الأماكن القليلة التي سجّلت مرارا درجات حرارة فوق 35 درجة مئوية بمقياس ترمومتر البُصيلة المخضّلة، وهي عتبة بقاء الإنسان التي يمكن بعدها أن يكون الإجهاد الحراري قاتلا في غضون ساعات، بغض النظر عن العمر والصحة واللياقة البدنية.

ولهذا السبب يحذّر الخبراء من أن التغير المناخي المتسارع سيجعل أجزاء من منطقة الخليج غير صالحة للعيش بحلول نهاية هذا القرن.

وفي الكويت، قال خبير الأرصاد الجوية عيسى رمضان إن “ارتفاع درجات الحرارة خلال العام الماضي كان ملحوظا”.

وأوضح لوكالة فرانس برس “يتوقع أنه اعتبارا من منتصف الشهر حتى 20 آب/أغسطس، سيكون هناك ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة التي قد تتعدى 50 درجة مئوية في الظل”.

من جهة أخرى، قد تصل الرطوبة إلى 90 في المئة في البحرين بحلول نهاية الأسبوع، مع درجات حرارة قصوى تتراوح بين 42 و44 درجة مئوية وفقا للتوقعات الجوية الرسمية.

“مهمتنا صعبة”

يتوقع أن ترتفع درجات الحرارة في الخليج إلى مستويات مدمرة إذا ترك احترار المناخ دون رادع، بحسب باراك الأحمد من كلية تي إتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد ودومينيك روي من مؤسسة كلايمت ريسيرتش.

في العاصمة الإماراتية أبوظبي، سيرتفع عدد الأيام التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية بنسبة 98 في المئة بحلول العام 2100 إذا ارتفعت درجات الحرارة العالمية 3 درجات مئوية، وفقا للنتائج التي نشرها في حزيران/يونيو “فايتل ساينز”، وهو تحالف يضم مجموعات حقوقية تعمل على وفيات العمال المهاجرين في الخليج.

وأظهرت النتائج أيضا أن ارتفاع درجات الحرارة 3 درجات مئوية ستجعل الكويت والبحرين والسعودية تشهد 180 يوما في السنة درجات حرارتها تزيد عن 40 مئوية بحلول نهاية القرن.

وقال الأحمد لـ “فايتل ساينز”، “قد تؤثر هذه الظروف على المجتمعات البشرية بشكل خطير وبطرق بدأنا للتو نفهمها”.

وتؤثر الحرارة الشديدة والرطوبة بشكل كبير على الحياة اليومية لكثر في الخليج من بينهم آلاف سائقي الدراجات النارية من جنوب آسيا الذين يجوبون مدنها لتوصيل طلبيات الطعام وطرود أخرى.

وقال المواطن المصري محمد رجب، وهو أحد هؤلاء لوكالة فرانس برس في أحد شوارع دبي “مهنتنا صعبة”.

وأضاف “نحاول دائما تجنب وهج الشمس المباشر”. (Euronews)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها