تايوان ترحب باستراتيجية ألمانيا تجاه الصين
رحب قادة تايوان بأول وثيقة استراتيجية للحكومة الألمانية بشأن الصين، تدعو فيها إلى بناء روابط أوثق بين ألمانيا والدولة الديمقراطية ذاتية الحكم.
وفسر المراقبون السياسيون في تايوان استراتيجية ألمانيا تجاه الصين كعلامة على أن مسألة تايوان تحركت أكثر من ذي قبل إلى مركز الاهتمام العالمي.
وقال الأستاذ بجامعة تامكانج في نيو تايبيه هونغ ماو نان: “إن الاعتراف بأن التصعيد العسكري في مضيق تايوان سيؤثر على المصالح الألمانية والأوروبية يعد تأكيداً على أن السلام والاستقرار في مضيق تايوان قضية عالمية”.
وذكر متحدث باسم وزارة الخارجية التايوانية، الجمعة، أن تايوان ستبذل قصارى جهدها “للعمل مع ألمانيا والشركاء الآخرين الذين يتبنون نفس الفكر والرأى للاستمرار في بناء نظام أمن دولي مبنى على القواعد، وتعميق سلاسل الإمداد الديمقراطية بشكل شامل، وتعزيز المرونة الديمقراطية العالمية”.
ورغم أن استراتيجية ألمانيا بشأن الصين جددت سياسة “صين واحدة” التي تتبناها البلاد، التي ترفض الاعتراف بتايوان كدولة مستقلة، إلا أنها حذرت الصين من محاولة استعادة الجزيرة بالقوة.
وذكرت الوثيقة “لا يمكن أن يحدث تغيير في الوضع الراهن في مضيق تايوان إلا سلميا، وباتفاق مشترك”.
وسعى المستشار الألماني، أولاف شولتس لتبديد المخاوف في الأوساط التجارية بشأن سيطرة الدولة المفرطة على الاستثمار في الصين، بعد يوم من إصدار الحكومة الألمانية أول تقرير استراتيجي على الإطلاق بشأن الصين.
وتدعو الاستراتيجية ألمانيا إلى تقليص الاعتماد الاقتصادي على الصين، لاسيما في القطاعات المهمة استراتيجياً، وتحث الشركات الألمانية على تفادي الاعتماد من جانب واحد على الموردين أو العملاء الصينيين.
وأضاف شولتس “انطباعي هو أن العديد من الشركات ستواصل الاستثمار بشكل كبير في الصين، وستصدر إلى الصين، وستشتري أيضاً بضائع وخدمات من الصين”.
ولكنه يتوقع أن الشركات “في نفس الوقت، بمعنى ما نسميه القضاء على المخاطر، ستستفيد من الفرص، التي تظهر لها للقيام باستثمارات مباشرة في أماكن أخرى، بما في ذلك على سبيل المثال في أماكن أخرى في آسيا”.
وأقرت برلين، الخميس، استراتيجيتها الخاصة للتعامل مع الصين، وتقوم على خفض الاعتماد الاقتصادي على بكين، من دون الوصول إلى القطيعة الكاملة، مع مواصلة التعاون بين البلدين في مجالات المناخ والتجارة.
وتتألف الوثيقة الألمانية من 64 صفحة، وأتت رداً على الصين التي تغيرت وتبدي تشدداً متزايداً، بحسب ما أكده المستشار الألماني أولاف شولتس، أمس الخميس، على تويتر.
والاستراتيجية الألمانية الجديدة رأت النور بعد أشهر طويلة من المداولات، وتهدف بحسب وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، إلى التعامل مع الصين بواقعية، لكن ليس بسذاجة. (DPA)[ads3]