تركيا : ترحيل مستمر للسوريين .. ” فتاوى مؤلمة ” لتجنبه و دعوات خليجية لـ ” مقاطعة البضائع التركية “

 

تواصل السلطات التركية عمليات اعتقال وترحيل اللاجئين السوريين، وسط انتشار العديد من المقاطع المصورة القديمة والحديثة التي تظهر التعامل السيئ والمهين معهم.

وبحسب تأكيدات ناشطين وشهادات وجهات حقوقية، فإن الترحيل لا يقتصر فقط على المخالفين على اختلاف أنواعهم، بل يشمل أيضاً من لم يرتكبوا أية مخالفة ولديهم أوراق (كيمليك) رسمية، حيث يتم إجبار عدد منهم على التوقيع بالموافقة على “العودة الطوعية” وهي أبعد ما تكون عن ذلك.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن السلطات التركية رحلت خلال 24 ساعة، 4 عوائل بشكل قسري من اللاجئين السوريين بينهم أطفال وسيدات، عبر المعبر الحدودي باتجاه منطقة تل أبيض/ كري سبي، الخاضعة لسيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها، ضمن منطقة “نبع السلام”، تزامناً مع ترحيل العشرات من الشبان دون عائلتهم، وسط مناشدات من قبل المرحلين الجهات المعنية بضرورة التحرك لإنقاذ مصيرهم من المجهول.

ووفقا لمصادر المرصد السوري، فإن المرحلين يعانون من مصير مجهول، ولا سيما الذين جرى ترحيلهم دون عوائلهم إلى منطقة تل أبيض شمالي الرقة، حيث أجبروا على ترك عائلتهم في الداخل التركي في ظروف صعبة، بينما يقابل ذلك، كل من يرغب الانتقال إلى مناطقهم في عفرين وحلب، يفرض عليهم دفع مبلغ مالي يتراوح ما بين 400- 500 دولار أمريكي، وسط عجزهم في تأمين المبالغ المطلوبة.

إلى جانب ذلك، رصد نشطاء المرصد وصول عدد من اللاجئين السوريين خلال 24 ساعة إلى منطقة رأس العين/ سري كانية بريف الحسكة، ضمن منطقة “نبع السلام”، جري ترحيلهم من الولايات التركية قسراً، بعد توقيعهم على أوراق المغادرة، وغالبيتهم من الحاملين للبطاقة التركية “كيملك”.

وطالب المرصد بإيقاف عملية الترحيل القسرية بحق اللاجئين السوريين في تركيا الذين هربوا من ويلات الحرب المستعرة في سوريا وسوء الأوضاع الأمنية والمعيشية ولاسيما بعد تهجير معظمهم من مدنهم وقراهم بعد سيطرة قوات النظام والميليشيات المساندة لها على أجزاء واسعة من سوريا.

كما ندد “بالطريقة المهينة واللا إنسانية التي تتعامل بها السلطات التركية مع اللاجئين السوريين الذين يجري ترحيلهم بشكل قسري، ويطالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه حماية اللاجئين السوريين في تركيا ومنع ترحيلهم تحت ذريعة وجود منطقة آمنة لهم”.

وكان المرصد نشر بتاريخ 16 تموز الجاري، في تقرير مفصل، تفاصيل عمليات الترحيل القسري التي نفذتها السلطات التركية بحق اللاجئين السوريين منذ مطلع شهر تموز الجاري، حيث وثق ترحيل 956 لاجئاً بشكل قسري من عدة معابر حدودية، غالبيتهم يحمل الأوراق الثبوتية وبطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك”، دون أي مبررات لترحيلهم.

وتحدث ناشطون سوريون عن اعتقال صحفي سوري مقيم في تركيا (أحمد طلب الناصر)، من قبل المخابرات التركية، فقط لأنه نشراً منشوراً عبر فيسبوك ينتقد فيه ما يتعرض له السوريون في تركيا.

كما تحدث ناشطون عن اعتقال وترحيل فلسطينيين لعدم امتلاكهم جواز سفر السلطة الفلسطينية (وائل العائدي، محمد صالح، وليد عبدالله، أسامة نداف، حسين عبود، طارق سبيتان، محمد عرب، مؤمن الداية، حسن مثقال، مهران عباسي، حسن عرسان).

وتداول سوريون على نحو واسع، عبر فيسبوك، فتوى نشرها محمد خير موسى، وهو “كاتب فلسطيني متخصّص في قضايا الجماعات والتّيّارات والمدارس الفكريّة الإسلاميّة” مقيم في اسطنبول، تحت عنوان “فتوى ممزوجة بالألم”.

وقال موسى: “من خشيَ على نفسه أنّ تتمّ ملاحقته أو إيقافه وترحيله أو انتشار الدوريّات للتفتيش على الكيمليك والإقامات المنتهية أمام المساجد فإنّ صلاة الجمعة تسقط عنه ويصلّي الظّهر في بيته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

قال الإمام الشافعي في الأم: “فَإِنْ كَانَ خَائِفًا إذَا خَرَجَ إلَى الْجُمُعَةِ أَنْ يَحْبِسَهُ السُّلْطَانُ بِغَيْرِ حَقٍّ كَانَ لَهُ التَّخَلُّفُ عَنْ الْجُمُعَةِ.

وجاء في الموسوعة الفقهية: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى اعْتِبَارِ الْخَوْفِ مِنَ الظَّالِمِ عُذْرًا مِنَ الأْعْذَارِ الْمُبِيحَةِ لِتَرْكِ صَلاَةِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ، لأِنَّ الأْمْنَ مِنَ الظَّالِمِ شَرْطٌ فِيهِمَا، فَكُل مَنْ خَافَ عَلَى نَفْسِهِ أَوْ عِرْضِهِ أَوْ مَالِهِ، أَوْ مَال غَيْرِهِ مِمَّنْ يَلْزَمُهُ الذَّبُّ عَنْهُ أَوْ خَافَ عَلَى دِينِهِ كَخَوْفِهِ إِلْزَامَ قَتْل رَجُلٍ أَوْ ضَرْبِهِ، أَوْ أَنْ يُحْبَسَ بِحَقٍّ لاَ وَفَاءَ لَهُ عِنْدَهُ، لأِنَّ حَبْسَ الْمُعْسِرِ ظُلْمٌ، فَكُل مَنْ كَانَ هَذَا حَالُهُ يُعْذَرُ فِي تَخَلُّفِهِ عَنِ الْجُمُعَةِ وَالْجَمَاعَةِ”.

وبالتزامن، عبر تويتر، أعلن عبدالعزيز ضويحي بن رميح، الذي يوصف على أنه رجل أعمال كويتي يتابعه الآلاف في موقع التغريد الشهير، عن “إنذار للحكومة التركية بمقاطعة المنتجات والسياحة في تركيا

إذا تم اضطهاد السوريين”.

وأضاف: “هذه الحملة سوف أقودها أنا شخصياً وادفع مالاً للترويج لها”.

وختم: “إذا تخلت الحكومات عن الشعب السوري نحن الشعوب العربية لن نتخلى عنهم وسوف نعمل عليكم عقوبات شعبية عربية”.

وحظيت تغريدة بن رميح بمئات المشاركات، إلى جانب الآلاف من الإعجابات.

يذكر أن المؤسسات المعارضة الموجودة في تركيا، ما زالت عاجزة على اتخاذ أي موقف مساعد للسوريين ومندد بما تفعله السلطات التركية بهم.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها