روسيا تقصف الموانئ الأوكرانية وتهدد السفن وكييف تنشر ذخائر عنقودية
في هزة لأسواق الحبوب العالمية وتصعيد للأزمة في البحر الأسود، واصلت روسيا الضربات الجوية لليلة الثالثة على التوالي لموانئ أوكرانية ووجهت تهديدا لسفن متجهة إلى أوكرانيا ردت عليه كييف بالمثل.
ووردت تقارير عن إصابة ما لا يقل عن 27 مدنيا جراء الضربات الجوية للموانئ، والتي أشعلت النيران في مبان وألحقت أضرارا بالقنصلية الصينية في أوديسا.
وقالت الولايات المتحدة إن تهديد روسيا للسفن يشير إلى أن موسكو قد تهاجم سفنا في البحر بعد أن انسحبت يوم الاثنين من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة للسماح لأوكرانيا بتصدير الحبوب. وأدت الإشارة إلى أن روسيا على استعداد لاستخدام القوة لإعادة فرض الحصار على أحد أكبر مصدري المواد الغذائية في العالم إلى ارتفاع الأسعار العالمية.
وتقول موسكو إنها لن تشارك في اتفاق الحبوب الذي أُبرم قبل عام إذا لم يوفر شروطا أفضل لمبيعاتها من المواد الغذائية والأسمدة.
وقالت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيجتمع غدا الجمعة لمناقشة “التداعيات الإنسانية” لانسحاب روسيا من الاتفاق.
وندد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة بالهجمات الروسية على موانئ أوكرانيا بالبحر الأسود وحذر من أن “تدمير البنية التحتية المدنية قد يشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي”.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك “هذه الهجمات لها تأثير يتجاوز حدود أوكرانيا”، مضيفا أن ارتفاع أسعار القمح والذرة يضر بالجميع، وخاصة الشعوب الضعيفة في جنوب الكرة الأرضية.
وتأمل كييف استئناف الصادرات بدون مشاركة روسيا. لكن لم تبحر أي سفينة من موانئها منذ انسحاب موسكو من الاتفاق، وتساور شركات التأمين شكوك في إمكان ضمان سياسات التجارة في منطقة حرب.
ومنذ الانسحاب من الاتفاق، أطلقت موسكو وابلا من الصواريخ خلال الليل على أكبر اثنين من الموانئ الأوكرانية، أوديسا وميكولايف. وكانت الضربات اليوم الخميس هي الأشد على ما يبدو حتى الآن.
ونشر أوليه كيبر، حاكم منطقة أوديسا، صورة يظهر فيها مبنى القنصلية الصينية وقد تهشمت نوافذه. ويقع المبنى في وسط مدينة أوديسا التي تحمل اسم المنطقة نفسها ولا يفصلها عن الميناء إلا خط للسكك الحديدية.
وقال كيبر عبر تيليغرام “المعتدون يقصفون عمدا البنية التحتية للميناء… لحقت أضرار بالمباني الإدارية والسكنية المجاورة”.
وقالت وزارة الخارجية الصينية إن موجة التفجيرات الصادمة “دمرت أجزاء من جدران القنصلية ونوافذها”.
وفي ميكولايف، كافحت فرق الإطفاء حريقا هائلا في مبنى سكني، والذي تحول إلى حطام. كما لحقت أضرار بعدد من المباني السكنية الأخرى.
ووصفت موسكو الهجمات على الموانئ بأنها انتقام من ضربة أوكرانية للجسر الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم يوم الاثنين. وقالت اليوم الخميس إن ضرباتها الانتقامية مستمرة وإنها أصابت جميع أهدافها في أوديسا وميكولايف.
وفي التهديد الأكثر صراحة حتى الآن، أعلن الجيش الروسي أنه سيعتبر جميع السفن المتجهة إلى الموانئ الأوكرانية بداية من اليوم الخميس ناقلات محتملة للشحنات العسكرية وسيعتبر الدول التي ترفع هذه السفن أعلامها أطرافا في الصراع مع الجانب الأوكراني. كما قال إنه أعلن أجزاء من البحر الأسود غير آمنة.
وردت كييف اليوم بإعلان إجراءات مماثلة، قائلة إنها ستعتبر السفن المتجهة إلى روسيا أو الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا ناقلات للأسلحة.
ووصفت واشنطن تهديد روسيا بأنه إشارة إلى أن موسكو قد تهاجم سفنا مدنية. وقال سفير روسيا لدى واشنطن أناتولي أنتونوف إن موسكو لا تعتزم مهاجمة سفن مدنية في البحر الأسود.
قنابل عنقودية
يأتي التصعيد في البحر الأسود في الوقت الذي قالت فيه كييف إن روسيا تستأنف الهجوم في شمال شرق أوكرانيا حيث حشدت موسكو 100 ألف جندي ومئات الدبابات.
قال جون كيربي، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، اليوم الخميس إن القنابل العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة لأوكرانيا تُستخدم في ساحة القتال ضمن معركة كييف ضد روسيا.
وقال كيربي في إفادة صحفية “تلقينا بعض ردود الفعل الأولية من الأوكرانيين، وهم يستخدمونها بفعالية إلى حد بعيد”. وأضاف أن القنابل العنقودية تؤثر على التشكيلات الدفاعية الروسية ومناوراتها.
وتعهدت أوكرانيا بأن يقتصر استخدامها للقنابل العنقودية في تفريق تجمعات جنود العدو الروسي. وحظرت دول كثيرة القنابل العنقودية التي تحتوي على عشرات القنابل الصغيرة التي تمطر الشظايا على منطقة ما باعتبارها خطرا محتملا على المدنيين.
ومنذ الشهر الماضي، تتحرك القوات الأوكرانية في الشرق والجنوب، مستعيدة مساحات صغيرة من الأراضي في أول هجوم مضاد كبير منذ العام الماضي. لكن التحرك كان بطيئا، ولم تهاجم القوات الأوكرانية بعد الخطوط الدفاعية الرئيسية لروسيا.
ودفع التصعيد في البحر الأسود العقود الآجلة للقمح الأمريكي إلى الارتفاع اليوم الخميس، بعد أن قفزت 8.5 بالمئة أمس الأربعاء في أسرع ارتفاع في يوم واحد منذ الأيام الأولى للغزو الروسي في فبراير شباط 2022.
وقال تجار أوروبيون في السلع الأولية اليوم الخميس إن مستوردي الحبوب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يتعاملون بهدوء ودون هلع بعد إغلاق ممر الشحن الآمن للصادرات الأوكرانية عبر البحر الأسود هذا الأسبوع. (REUTERS)[ads3]