زوارق أوكرانية مسيّرة ورخيصة أثبتت فعالية كبيرة وصارت كابوساً للأسطول الروسي ( فيديو )

منذ نجح الجيش الأوكراني في إغراق الطراد العسكري ماسكفا، الذي كان سفينة القيادة لأسطول البحر الأسود الروسي، في نيسان/أبريل 2022، تراجعت السفن الحربية التابعة لموسكو عشرات الكيلومترات إلى عمق البحر، تفادياً لضربات كبيرة أخرى. لكن الأمور لم تتوقف هنا.

في ذلك الوقت قالت مصادر أوكرانية إن قوات كييف تمكنت من إصابة الطرّاد الكبير الذي كان يبلغ طوله 186 متراً بصاروخين من طراز R-360 نبتون، أُطلقا مبدئياً من الساحل لا من سفينة حربية. ونبتون صواريخ من تصميم وصناعة أوكرانية، ويبلغ مداها نحو 200 كيلومتر.

ومنذ الحرب الشعواء التي قادها الطرفان على جزيرة الثعبان الصغيرة، التي تتميز بموقع استراتيجي، هدأت المواجهات نسبياً في البحر الأسود ولم تسجّل ضربات ذات أهمية بالغة في المنطقة.

قطعاً استهدفت كييف قواعد عسكرية في شبه جزيرة القرم ولكنها لم تتبنَّ ذلك إلا نادراً.

وكانت الهجمات الأوكرانية تتمّ في تلك الفترة غالباً عن طريق الجوّ، أي عبر استخدام الطائرات المسيّرة، باستثناء الهجوم على ميناء سيفاستوبول في تشرين الأول/أكتوبر 2022.

من جهتها، ورغم معاناة أسطولها، حافظت روسيا على سفنها منتشرة وراء القرم وجنوب بحر آزوف الذي افتخر بوتين بأنه أصبح بحراً داخلياً منذ سيطرة روسيا على ماريوبول الأوكرانية جنوباً.

ولا تزال تلك السفن والفرقاطات والغواصات تنفذ ضربات موضعية، صاروخية خصوصاً، لاستهداف أماكن مختلفة من أوكرانيا.

وعززت روسيا شبكة الدفاع الجوي لديها وأعلنت أكثر من مرة إسقاط طائرات أوكرانية، كما أنها تمكنت من تفجير زوارق هاجمت سفنها الحربية كما نرى في الفيديو هنا.

تطوّر نوعي في الـUSV

في الأشهر الأخيرة حدثت تطورات مهمة جداً: استهدف الجيش الأوكراني جسر كيرش الذي يربط شبه جزيرة القرم التي سيطرت عليها روسيا في 2014 بالبرّ الروسي، كما استهدفت القوات الأوكرانية ناقلة نفطية [شاهد الفيديو أدناه] قالت إنها تؤمن الإمدادات للجيش الروسي في البلاد.

كذلك استهدفت القوات الأوكرانية سفينة إنزال عسكرية روسية تنتمي إلى مشروع 775.

طبعاً هذه لم تكن المرة الأولى التي تطلق فيها القوات الأوكرانية زوارق مسيّرة [USV] باتجاه السفن أو المواقع الحربية الروسية، ولكن يبدو أن مدى تلك الزوارق صار أكبر.

كل تلك الضربات المتبادلة جاءت بعد انسحاب روسيا من اتفاق الحبوب منتصف تموز/يوليو الفائت، وبعد قصف عنيف نفذه الجيش الروسي على المنشآت الحيوية للتصدير في أوديسا وعلى نهر الدانوب في تزايد واضح للتوتر في المنطقة.

الخطاب الأوكراني أساساً تغيّر جذرياً عن العام الماضي، حيث قال مسؤولون أوكرانيون غير مرّة إن هدف الجيش الأوكراني تحرير شبه جزيرة القرم من الاحتلال الروسي. ففي السابق لم تكن كييف تتبنى الضربات على القواعد العسكرية الروسية في شبه جزيرة القرم ولا على جسر كيرش.

زوارق “ماغورا 5” من الجيل الثاني

ليل الثالث من آب/أغسطس الجاري، تمكن زورق مسير تابع للقوات الأوكرانية، رجح خبراء أنه من نوع Magura V5 من ضرب سفينة الإنزال الروسية أولينيغورسكي غورنياك.

الزوارق هذه من صناعة أوكرانية.

ونجحت وزارة الدفاع الأوكرانية في توثيق الهجوم ونشرته عبر وسائط عدّة، كما نجحت في اليوم الثاني بتوثيق عملية جرّ السفينة باتجاه أحد مرافئ القرم. وبدت السفينة غير متنبهة أبداً للزورق السريع، الأمر الذي يظهر بحسب مراقبين غربيين “نقصاً عالياً في التدريب والمهنية لدى البحارين الروس”.

وتقول مصادر إن السفينة التي صنعت عام 1976 من الصعب أن تتم صيانتها، ورغم أن القوات الروسية نجحت في سحبها إلى الميناء، فإن خروجها من الخدمة ممكن أيضاً.

من زاوية خاصة جداً، تمكن مقارنة هذه الزوارق بمسيرات لانسيت الروسية التي كتبنا عنها في يورونيوز سابقاً، إذ أن الاثنين رخيصان نسبياً، وأثبتا حتى الآن فعالية عالية في الحرب.

ميزات MAGURA V5

بدا أن الزوارق المسيرة التي تستخدمها أوكرانيا مؤخراً أكثر تطوّراً من تلك التي استخدمتها بداية الحرب، وأنها قادرة على ضرب أهداف بحرية أبعدَ إلى الشرق.

ويبلغ مدى MAGURA V5 تقريباً 830 كيلومتراً وتبلغ سرعتها نحو 75 كيلومتراً في الساعة. وهذا يعني أنها قادرة على اجتياز المسافة التي تفصل بين أوديسا ومدينة نوفوسييسك الروسية [على البحر الأسود] خلال ساعة واحدة فقط.

بإمكان هذه الزوارق التي لا يتعدى طولها الستة أمتار وعرضها المتر ونصف المتر أن تحمل 320 كيلوغراماً وحتى أكثر من المتفجرات، ويتم التحكم بها عن بعد، وهي مزوّدة بكاميرات تساعد خصوصاً في المرحلة الأخيرة من الهجوم.

وقال كتاب عسكريون روس إن أوكرانيا وزارة الدفاع الأوكرانية تستخدم أحياناً أسراباً من هذه الزوارق لضرب أهداف محددة، بهدف “شلّ أنظمة الدفاع الروسية”.

إضافة إلى ذلك، إن هذه الأسلحة غير متطورة نسبياً وغير مكلفة في الواقع [حوالي 250 ألف دولار للجيل الأول]، وهي ستجذب بلا شك انتباه خصوم الناتو والولايات المتحدة الأمريكية، على رأسهم إيران، نظراً لفعاليتها. (EURONEWS)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها