في مسعى لسد العجز في العمالة .. ألمانيا تستقطب أطقم تمريض من هذه الدول
قبل أربعة أعوام قام وزير الصحة الألماني السابق ينس شبان بحملة ترويجية لجذب عمالة ماهرة في مجال التمريض من المكسيك للعمل في ألمانيا. ومؤخرا أجرى وزير العمل الألماني هوبرتوس هايل أيضا جولة في أمريكا اللاتينية لنفس السبب. كما توجه إلى الهند لجذب عمالة ماهرة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
ولكن الموضوع لم يكن سهلا فبعض تلك العمالة تعرضت للغش من قبل شركات توظيف خاصة أو قدموا إلى ألمانيا ولم يحصلوا على ما وعدوا به، إلى جانب عائق اللغة حيث أن تلك الوظيفة تتطلب الكثير من الكلام والإيضاح للمريض، وربما تحذيره أو إعطاء تعليمات له بشأن كيفية تشغيل جهاز طبي. وقد يتسبب هذا في حالة إحباط عندما تكون لديك المعرفة ولكن لا يمكنك التعبير عن نفسك.
وفي بداية يونيو الماضي، قام وزير العمل الألماني هايل بزيارة مركز تدريب تابع للجامعة الكاثوليكية في العاصمة البرازيلية، برازيليا، ووقع بيان نوايا بعنوان “الهجرة العادلة” مع نظيره البرازيلي لويس مارينيو. يهدف بيان النوايا إلى تبسيط الهياكل من أجل تعزيز تبادل العمال المهرة. وترى وكالة التوظيف الألمانية الاتحادية أنه من الممكن توظيف ما يصل إلى 700 ممرض سنويا من هناك.
في المقابل تتشكك المؤسسة الألمانية لحماية المرضى في هذا الأمر، حيث قال عضو مجلس إدارة المؤسسة أويجن بريش: “لقد أخفقت الدولة على مدار عقود في توظيف أطقم تمريض أجنبية”، مشيرا إلى عدم وجود تحليل للبيانات يوضح التكلفة والفوائد، مضيفا أنه فات أجل مراجعة جميع النفقات التي خصصتها الدولة في هذا المجال من قبل المجلس المركزي للمحاسبات. وأشار بريش إلى أن هناك واجب من الدولة ينبغي أن تنفذه تجاه العاطلين عن العمل أولا، وذلك في ضوء وجود 44 ألف ممرض عاطل مسجل العام الماضي.
ومع ذلك، يرى رئيس مجلس إدارة الجمعية الألمانية للمستشفيات جيرالد جاس، أن سد فجوة نقص الممرضين لن يكون ممكنا بدون هجرة، حيث قال: “لا يمكن حاليا ملء ما لا يقل عن 31 ألف وظيفة في العناية العامة والعناية المركزة في المستشفيات. وبدون أطقم تمريض أجنبية سيكون هذا الرقم أعلى من ذلك بكثير”، مضيفا أنه من الضروري تقليص الإجراءات البيروقراطية المتعلقة بالاعتراف بالشهادات الدراسية وإصدار التأشيرات والعديد من العقبات الأخرى.
ويضطر الممرضون من الدول اللاتينية لتحمل الصعوبات التي تواجههم مثل الطقس حيث يأتي البعض من دول مشمسة، نظرا لظروف العمل الصعبة والأجور المنخفضة في الدول التي وفدوا منها، مثل البرازيل على سبيل المثال.
وحتى نهاية عام 2021 تم توظيف 236 ألف ممرض أجنبي في ألمانيا في إطار نظام مساهمات الضمان الاجتماعي، وفقا لرد الحكومة الألمانية على طلب إحاطة في البرلمان الاتحادي العام الماضي. وتأتي غالبية أطقم التمريض الأجنبية من أوروبا. وفي نفس العام قدم من البرازيل إلى ألمانيا 2109 ممرضين و652 آخرين من المكسيك. (DPA)
[ads3]