واشنطن بوست .. عودة الذئاب إلى ألمانيا : ” قصة نجاح ” تتحول إلى مشكلة
تزدهر الذئاب مرة أخرى في ألمانيا، وهي الآن موطن لما يصل إلى 161 قطيعا، أو حوالي 1300 من تلك الحيوانات التي كان وجودها يقتصر، لفترة طويلة، على القصص الخيالية وكتب التاريخ، لكن وفقا لتقرير صحيفة واشنطن بوست، ليس الجميع سعداء بعودة هذه الحيوانات.
ونقلت الصحيفة عن رعاة أغنام محليين، في مناطق شمال وشمال غرب ألمانيا، قصصا عن مواجهات، بين قطعانهم والذئاب التي تتجول في الغابات القريبة.
وانقرضت الذئاب في ألمانيا منذ أكثر من قرن، لكنها بدأت تزدهر مرة أخرى، وهي “قصة نجاح نادرة في عالم يتناقص فيه التنوع البيولوجي”، وفقا لخبراء ومدافعين عن البيئة تحدثت معهم الصحيفة.
وقد زادت أعدادها بأكثر من ستة أضعاف في العقد الماضي فحسب، وفقا للصحيفة.
وأصبح انتشار الذئاب – عبر ألمانيا وبلجيكا وهولندا وخارجها – مشكلة على أعلى المستويات في الاتحاد الأوروبي.
وفي الخريف الماضي لامس وجود الذئاب رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين شخصيا، عندما قتل ذئب مهرها المربوط خارج منزلها في شمال غرب ألمانيا.
وكتبت في وقت لاحق أن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي تدرك “أن عودة الذئاب وأعدادها المتزايدة تؤدي إلى الصراع”.
وعلى المستوى المحلي، يضع الصراع المزارعين في مواجهة دعاة الحفاظ على البيئة.
وقد اتهم أناس من كلا الجانبين بأخذ الأمور بأيديهم، فقد أحرقت أكواخ الصيد، كما أطلق النار على الذئاب وقطعت أوصالها بشكل غير قانوني.
وفي ولاية سكسونيا السفلى، صادف متنزهون كيس قمامة أزرق عائم يحتوي على جثة ذئب مزقها الرصاص، الشهر الماضي. فيما ظهر رأس الذئب وذيله في حقيبة ثانية في اليوم التالي.
وفي أبريل، عثر على رأس ذئب مقطوع خارج مكتب محلي للحفاظ على الطبيعة.
وكان يعتقد أن آخر مجموعة ذئاب قد ماتت حوالي عام 1850 – حيث دفعها الصيادون إلى الانقراض.
لكن إعادة التوحيد لألمانيا في عام 1990 كانت أمرا جيدا للذئاب.
وفي ألمانيا الشرقية، كان من القانوني اصطياد الذئاب، وكان يتم إطلاق النار عليهم بشكل روتيني إذا عبروا الحدود من بولندا، لكن في ألمانيا الموحدة طبقت قوانين حماية الذئاب في البلاد بأكملها.
وفي عام 2000، ولدت أول ذئاب برية منذ 150 عاما في ألمانيا، واحتفل دعاة الحفاظ على البيئة بهذا الإنجاز.
لكن بعد عودتها إلى ألمانيا، التي لا تمتلك مناطق غابات كبيرة متجاورة كما هو الحال في الولايات المتحدة، قتلت الذئاب 4366 حيوان مزارع في عام 2022 لوحده، بما في ذلك 30 حصانا وأربعة حيوانات لاما. ويمثل ذلك زيادة بنسبة 30 في المئة عن العام السابق.
ومع نمو أعداد الذئاب ، أصبحت الهجمات أكثر تواترا. ووقع 216 هجوما في ولاية سكسونيا السفلى حتى الآن هذا العام، مما أسفر عن مقتل 601 حيوانات، مقارنة بـ 174 هجوما في نفس فترة الأشهر السبعة من العام الماضي.
وينص قانون الاتحاد الأوروبي على حماية الذئاب على الرغم من أن البرلمان الأوروبي أصدر العام الماضي قرارا غير ملزم يدعو إلى خفض التصنيف الخطر المحدق بالذئاب والذي منحها الحماية.
ويجادل وزراء البيئة من عشرات البلدان – بما في ذلك ألمانيا – ضد أي إضعاف للحماية، بينما قامت النمسا وفنلندا والسويد والنرويج بالسماح بإعدام الذئاب مؤخرا.
وفي الوقت الحالي، تسمح ألمانيا فقط بإطلاق النار على الذئب إذا اعتبر مصدر إزعاج خاص للماشية.
وبعد كل هجوم، يتم أخذ مسحة الحمض النووي من الحيوان الميت لمعرفة الذئب المسؤول. إذا وجد أن الذئب قد قفز الأسوار الكهربائية أو تجاوز خطوط الحماية مرتين، فيمكن منح تصريح إطلاق نار خاص.
ربما كان الذئب الأكثر شهرة الذي واجه أمر القتل هو GW950m، وهو ذئب مسؤول عن عشرات الهجمات، بما في ذلك الهجوم الذي قتل مهر أورسولا فون داين.
ويعتقد أن هذا الذئب قد تهرب من الصيادين حتى الآن. (alhurra)
[ads3]