بثمانية آلاف دولار .. لاجئون وجدوا طريق هجرة جديد إلى الولايات المتحدة
اكتشفت عيساتة سال (23 عاماً) في أيار/مايو المنصرم على واتسآب طريقاً للهجرة من موريتانيا إلى الولايات المتحدة، فرأت في ذلك فرصة لهجرة بلادها وبدء حياة جديدة “في أمريكا”.
ولكن تلك الهجرة كانت فقط ممكنة عبر المرور بنيكاراغوا أولاً.
وأوصل الطريق الجديد سال والآلاف من المهاجرين الآخرين إلى إحدى ضواحي مدينة أوهايو الأمريكية في الأشهر الأخيرة، وهو تدفق مفاجئ وغير متوقع يسلط الضوء على القوة المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي لتغيير طرق الهجرة في جميع أنحاء العالم بشكل كبير.
ويقول كثيرون ممّن غادروا موريتانيا إنهم يفرون من انعدام الأمن الاقتصادي وعنف الدولة الموجه ضد السكان السود في البلاد من قبل الحكومة التي يقودها العرب. لكن البعض ممن غادروا يقولون أيضاً إنهم تعرضوا للتضليل بشأن مخاطر الرحلة والمستقبل الذي ينتظرهم في الولايات المتحدة.
وتشير سال التي تديّنت أموالاً من أسرتها ورفاقها للهجرة إلى أنها تعرّضت للسرقة في المكسيك عبر رجال انتحلوا صفة رجال شرطة كما أن هاتفها المحمول سُرق خلال السفر، تعرّضت لوعكة صحيّة بسبب الحرّ والإرهاق.
ويبدو أن حكومة نيكاراغوا أجرت تعديلات مؤخراً تتعلق بتأشيرات الدخول، فأصبح من الممكن للكثير من مواطني الدول الإفريقية الحصول على تأشيرة بسهولة أكبر وتكاليف أقلّ، من دون حتى شراء تذكرة العودة.
ومؤخراً قدّمت بعض وكالات السفر وأشخاص متورطون في الهجرة في وسائل التواصل الاجتماعي عروضاً لرحلات جوية، ونقل المهاجرين الأفارقة عبر مطارات في تركيا وكولومبيا والسلفادور.
ووجهة تلك الرحلات، التي تم توثيق بعضها، الأخيرة كانت نيكاراغوا. من هناك، يتم نقل المهاجرين شمالاً عبر أمريكا الوسطى، بواسطة حافلات، وبمساعدة المهربين الذي يتركونهم على بعد ساعتين من المشي بالقرب من ولاية أريزونا الجنوبية.
وقال أحد منظمي طريق الهجرة الجديد، وهو يعمل عبر تطبيق تيك توك، لوكالة أسوشييتد برس الأمريكية، من دون الكشف عن اسمه إن كلفة الرحلة تبلغ نحو 8.000 دولار أمريكي. ورغم أن الرحلة مكلفة، إلا أن المهاجرين من موريتانيا يفضلونها على الهجرة القاتلة في البحر الأبيض المتوسط.
وقالت حكومة هندوراس التي تقع إلى شمال نيكاراغوا إنها سجّلت عبور 4.000 مواطن موريتاني عبر أراضيها في الأشهر الثلاثة الأخيرة، بعدما كان عددهم في الفترة نفسها من السنة الماضية لا يتخطى الـ500.
وبعد فترة من الاعتقال والفحص الحدودي التي قد تستمر لساعات أو أيام، قد يدخل هؤلاء المهاجرون البلاد في انتظار موعد المحكمة لرؤية ما إذا كانوا سيحصلون على إقامة.
وسرعان ما يجد الكثيرون بينهم طريقهم إلى Cincinnati في أوهايو، حيث يساعد مجتمع صغير ولكن نابض بالحياة من الموريتانيين، الذين جاء الكثير منهم إلى البلاد كلاجئين منذ عقود.
وكانت موريتانيا واحدة من آخر الدول التي جرمت العبودية رسمياً ولا يزال السكان السود يعانون من القمع، وفقاً لمدافعين عن حقوق الإنسان.
وأدت الاحتجاجات الأخيرة ضد الحكومة والتي اندلعت بسبب مقتل رجل في حجز الشرطة إلى إغلاق شبكة الإنترنت ما أدى إلى توتر في أوساط الشباب. (EURONEWS)
[ads3]