روسيا : أنباء عن تعيين قائد جديد للقوات الجوية بعد اختفاء ” جزار سوريا ” !

 

أفادت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الأربعاء، بأن موسكو عيّنت قائمًا جديدًا بأعمال قائد القوات الجوية، ليحل محل سيرغي سوروفيكين، الذي اختفى عن الأنظار بعد تمرد شنته مجموعة “فاغنر” العسكرية الخاصة ضد كبار القادة العسكريين.

وظهر سوروفيكين، الملقب “الجنرال هرمجدون” والذي قاد ذات يوم الجهود الحربية في أوكرانيا، في مقطع فيديو خلال تمرد فاغنر يومي 23 و24 يونيو/حزيران، وبدا متوترًا وبدون شارات عسكرية وهو يحث يفغيني بريغوجين قائد “فاغنر” على التراجع عن زحفه صوب موسكو.

وقالت بعض وسائل الإعلام الروسية والأجنبية إن سوروفيكين، الذي عادة ما كان يشيد به بريغوجين علنًا في الفترة التي سبقت التمرد، يجري التحقيق معه بتهمة التواطؤ المحتمل فيه وهو قيد الإقامة الجبرية حاليًّا. وانتهى التمرد بالتفاوض واتفاق تم إبرامه.

ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مصادر في الاستخبارات الأمريكية، أن سوروفيكين كان على علم مسبق بمخططات بريغوجين وأنه قد يكون اعتُقل. لكن الكرملين نفى المعلومات من دون أن يلغي ذلك الغموض الذي يلفّ مصيره.

وتشير التقارير الواردة عن إقالة سوروفيكين إلى أن السلطات وجدت خطأً في سلوكه، لكن تفاصيل المزاعم عن ارتكابه مخالفات لا تزال غير معروفة.

وأفادت قناة (آر بي سي) التلفزيونية الروسية وقناة (ريبر) المقربة من وزارة الدفاع على تطبيق تليغرام أمس، بأن سوروفيكين أُقيل من منصب قائد القوات الجوية.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم، عن مصدر لم تذكر اسمه القول “أُعفي القائد السابق للقوات الجوية الروسية سيرغي سوروفيكين من منصبه، وعُيّن الكولونيل جنرال فيكتور أفزالوف رئيس أركان القوات الجوية قائمًا بأعمال قائد القوات الجوية مؤقتًا”. بينما لم يصدرتأكيد رسمي.

وعرف سيرغي سوروفيكين بأساليبه الوحشية واستراتيجيته العسكرية الصارمة في أوكرانيا وقبلها في سوريا، لكن علاقته بمجموعة فاغنر المسلحة وزعيمها يفغيني بريغوجين أطاحت الجنرال من قيادة القوات الجوية الروسية في خضم الحرب.

وتولى مسؤولية العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكن الجنرال فاليري غيراسيموف رئيس الأركان العامة، تسلّم هذه المهمة في يناير/كانون الثاني، وعُيّن سوروفيكين نائبًا له.

وكان أفزالوف في السابق نائبًا لسوروفيكين ورئيس أركان القوات الجوية على مدى أربع سنوات على الأقل، وفقًا للمخابرات العسكرية البريطانية.

وخلال غياب سوروفيكين عن الأنظار، ظهر أفزالوف مع غيراسيموف الشهر الماضي في إفادة صحفية بثها التلفزيون.

وصرّح خبير عسكري روسي لوكالة الأنباء الفرنسية أن سوروفيكين “معروف جدا. الجيش يتحدث عنه كثيرا. وله سمعة بأنه قائد مجنون ومصاب بصدمات الحرب وقاس”.

وأضاف الخبير الذي طلب عدم ذكر اسمه أن الرئيس فلاديمير بوتين “يوقره. وفي سوريا طرد الضباط من هيئة الأركان العامة ليذهب هو ويقود الهجمات”.

وأشار محللون الى أن سوروفيكين قاد حتى الخريف الماضي القوات الروسية في جنوب أوكرانيا والتي حققت النجاحات الأبرز في الميدان منذ بدء الغزو.

ورجّح المدوّن العسكري ريبار الذي يتابعه أكثر من 1.2 مليون مشترك، أن يكون إعفاء سوروفيكين من مهامه تمّ عمليا “مباشرة في أعقاب” تمرّد فاغنر، مشيرا الى أن ذلك ليس بالضرورة “إدانة” له، بل قد يكون إجراء موقتا.

واتكأ القائد المخضرم الذي بات من رموز الشراسة العسكرية الروسية، على تراكم تجاربه الميدانية، والتي تمثلت في الغزو السوفييتي لأفغانستان، وحرب الشيشان الثانية مطلع القرن الحادي والعشرين، بالإضافة للتدخل في سوريا اعتبارا من عام 2015 إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، ما أكسبه لقب “الجزّار السوري”.

وقالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” في 2020 إنه كان من بين الضباط الروس “الذين قد يتحملون مسؤولية” الانتهاكات هناك، بما في ذلك الهجمات على المدارس والمستشفيات.

وهو معروف أيضا لدوره في الانقلاب الفاشل ضد ميخائيل غورباتشوف عام 1991 الذي أذِن ببدء سقوط الاتحاد السوفييتي.

وسُجن سوروفيكين بعدما قتلت مجموعة تأتمر به ثلاثة متظاهرين مؤيدين للديموقراطية، لكن أطلق سراحه بعد بضعة أشهر. (REUTERS)

 

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها