ألمانيا : حاكم ولاية بافاريا يدافع عن قرار الإبقاء على نائبه رغم واقعة المنشور المعادي للسامية
رفض رئيس حكومة ولاية بافاريا الألمانية ماركوس زودر، الافتراضات التي أشارت إلى أنه أبقى على نائبه هوبرت ايفاجنر، في منصبه رغم واقعة المنشور المعادي للسامية خوفا من حدوث تضامن معه من قبل الناخبين في انتخابات الولاية.
وفي المقابلة الصيفية مع القناة الثانية بالتلفزيون الألماني، قال زودر الذي يترأس أيضا الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري اليوم الأحد: “الخوف ليس معيارا بالنسبة لي”.
وأضاف زودر: “من يعرفني يعرف أيضا أن الخوف ليس دافعا. لا، فما كان يعنيني في نهاية المطاف هو ببساطة أن أكون منصفا. كان الإنصاف ببساطة هو ما يعنيني”.
وأكد زودر في معرض دفاعه عن القرار وعدم فصل ايفاجنر الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد البافاري بأنه إذا تعلق الأمر بـ “شيء مر عليه 35 عاما ونأى عنه المرء اليوم على نحو واضح فإنه سيكون من قبيل الإفراط أن تتخذ في هذا الأمر قرارا بالفصل”.
في الوقت نفسه، قال زودر: “أعترف بأنه كان قرارا صعبا، لكنني اتخذته على أفضل نحو حسب علمي وضميري”.
كان اللافت للنظر دفاع زودر أيضا عن ايفاجنر جزئيا في وجه انتقادات وجهها أصحابها إلى تصريحات ايفاجنر التي قال فيها إنه يتعرض لـ “حملة قذرة”، وقال: “لدي انطباع بأننا هنا بصدد شخص يمر بوضع استثنائي على المستوى الشخصي، وهذا ما يمكن ملاحظته بشكل واضح عندما تتحدث معه. لذا فإنني لن أضع كل كلمة وكل انفعال على ميزان الذهب”.
كانت اتهامات جديدة ظهرت في هذه القضية حيث قال زميل دراسة سابق لنائب رئيس حكومة بافاريا أواخر الشهر الماضي إن ايفاجنر (52 عاما) كان يؤدي “تحية الزعيم النازي الراحل أدولف هتلر” عند دخوله إلى قاعة الدرس من وقت لآخر.
ورد ايفاجنر على الاتهام الأخير قائلا: “لا أستطيع أن أتذكر على الإطلاق أنني فعلت شيئا كهذا”، وقال في تصريحات تلفزيونية: “فيما يتعلق باتهامي عندما كنت في الخامسة عشرة من الممكن على أية حال أن تفسر الأمور في فترة الشباب على هذا النحو أو ذاك”. وتابع: “أنا على كل حال منذ سن الرشد أي في العقود الأخيرة لست معاديا للسامية، لست متطرفا بل أنا محب للبشر”.
وعلى إثر ذلك، طالب زعماء الائتلاف الحاكم في برلين بتوضيح شامل للواقعة، وهو ما اعتبره حزب ايفاجنر “الناخبون الأحرار” مطالب مفرطة، وأعرب زودر عن تأييده لهذا الرأي في تصريحاته الحالية حيث لفت إلى أن المستشار أولاف شولتس تذرع بأن الذاكرة لا تسعفه في تذكر بعض الأمور وذلك في رد منه على اتهامات ثارت ضده بخصوص فضيحة التهرب الضريبي الكبرى المعروفة باسم “كام إكس”.
وقال زودر: “لا أريد أن أسوق حالات مشابهة في السياسة الاتحادية حيث قال ساسة ألمان مرموقون إنهم لا يستطيعون تذكر أمور حدثت قبل عامين”. وتابع: “أيضا المستشار يقول إن هناك أسئلة يجب توضيحها، وهي الأسئلة التي كانت موجهة إليه أيضا بقوة في موضع آخر”. (DPA)[ads3]