صحيفة إسرائيلية : خطاب غانتس يكشف خطة إسرائيل في التعامل مع غزة

 

نشرت صحيفة “جيروساليم بوست” مقالاً للصحفي يوناه جيرمي بوب بعنوان “خطاب غانتس يكشف مستور خطة إسرائيل في التعامل مع غزة”.

يقول بوب إن في الكشف الأكثر تفصيلاً الذي قدمه زعيم حزب الوحدة الوطنية ووزير الحرب بيني غانتس عن خطط الحرب في غزة، قال غانتس إن الهدف الوحيد للحكومة المتمثل في تدمير حماس وإعادة تشكيل الواقع في غزة قد تم تعديله من خلال أهداف أخرى متعددة.

لم ينضم غانتس إلى الحكومة الحالية ومسؤولي الدفاع في تحمل المسؤولية عن الفشل في توقع غزو حماس فحسب، بل الأهم من ذلك أنه دافع عن تأخير الحكومة للغزو.

وهو بالطبع لم يقل هذه الكلمات الصريحة، لكنه قال إنه كان في المركز ويوافق على كل قرارات الحكومة فيما يتعلق بالحرب – وقد امتنعت الحكومة منذ ثلاثة أسابيع تقريباً عن إصدار الأمر بغزو مضاد لغزة.

وفي رسائل منفصلة، قالت الحكومة والجيش الإسرائيلي منذ البداية إنهما يريدان إعادة الرهائن وكذلك القضاء على حماس.

ومع ذلك، في الأيام الأولى من الحرب، أوضح مسؤول دبلوماسي كبير في ذلك الوقت أن القلق بشأن وقوع الرهائن في مرمى النيران لن يؤدي بأي حال من الأحوال إلى إبطاء هجمات الجيش الإسرائيلي على حماس.

وقد تبين في النهاية أن هذه الإشارة غير دقيقة، حيث تم تأجيل الغزو البري لأسابيع، وأوضح غانتس أن محاولة إنقاذ الرهائن لم تكن مجرد مسألة تكتيكية، بل اعتباراً استراتيجياً.

يُعتقد أن غانتس لا يزال يدرك أن تدمير حماس هو الهدف الأساسي، لكن حقيقة أنه لم يستخدم هذه الكلمات علناً، تظهر مدى ثقل مصير الرهائن عليه وعلى صناع القرار الرئيسيين كمسألة استراتيجية.

يقول بوب إن الولايات المتحدة كانت أقل خجلاً من المسؤولين الإسرائيليين، ودعت صراحة إلى غزو أصغر حجماً، على غرار التوغل الإسرائيلي المحدود في غزة عام 2014، مع توغل عدد أقل بكثير من قوات النخبة في المناطق الحضرية.

وأوضح غانتس أن استراتيجية غزة تتأثر بشكل كبير بالمخاوف بشأن التحركات التالية لحزب الله وإيران.

إحدى النتائج العملية لذلك هي الانتظار لفترة أطول حتى يتم نشر المزيد من الدفاع الصاروخي الأمريكي لإثناء حزب الله عن التدخل، وعندما يقوم الجيش الإسرائيلي في النهاية بغزو بري في غزة.

ومن غير الواضح ما إذا كان اعتقاد غانتس والحكومة بأن الولايات المتحدة ستستمر في دعم حق إسرائيل في التخلص من حماس حتى لأسابيع وأشهر سيكون صحيحاً.

ومن غير الواضح أيضاً ما إذا كان غانتس والحكومة يعتقدون أن الإسرائيليين الذين تم إجلاؤهم من الشمال والجنوب سينتظرون المدة التي قرر الجيش الإسرائيلي انتظارها لحين الدخول البري للعودة إلى ديارهم أو البدء في الاحتجاج على سياسة الحكومة.

وقبيل وقت كتابة هذا المقال، قام وزير الدفاع يوآف غالانت على نحو مماثل بتشويش الأهداف المتباينة المتمثلة في تدمير حماس وإنقاذ الرهائن، واصفا إنقاذ الرهائن بأنه “الهدف الأسمى”.

ومع غياب الوضوح، أشار خطاب غانتس، وإلى حد ما خطاب غالانت، إلى الأشياء التي تغيرت وإلى أين تتجه إسرائيل. (BBC)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها