مرضى أمراض مستعصية يحكون تجاربهم لأطفالهم في مشروع ألماني لكتب مسموعة

 

يخاطب مشروع كتاب الأسرة المسموع في ألمانيا مخاوف الآباء والأمهات المصابين بأمراض ميؤوس من شفائها الذين يواجهون احتمالية الوفاة مبكرا قبل أن يرون أطفالهم وهم يكبرون. يمكّن هذا المشروع هؤلاء الآباء والأمهات من كتابة سير ذاتية مسموعة تحكي عن تجاربهم لأطفالهم.

وأسست الصحفية جوديث جرومر مشروع كتاب الأسرة المسموع.

واتخذ المشروع شكلا ملموسا عام 2017، ويدعمه الآن فريق مكون من خمسة من الموظفين الدائمين، و60 من العاملين لبعض الوقت و20 متطوعا، ويحتل “كُتاب السيرة” الذين يقدمون المشورة للمشاركين في المشروع، مثل المخرجين والمدربين، أهمية خاصة، وجميعهم يتلقون تدريبا وينضم إليهم الفنيون والإخصائيون النفسيون وفنانو الجرافيك.

ويبدأ سعر الكتاب المسموع بحد أقصى 100 ساعة عمل، من نحو 5275 دولارا، ويتم تمويل الإنتاج من تبرعات الأفراد والشركات، إلى جانب بعض التعهدات التمويلية المؤقتة.

وتقول جرومر إن القائمين على المشروع يتلقون طلبات متزايدة، برغم أن التمويل الذي لديه يكفيه بالكاد، وتضيف “نحن جميعا نشعر بالقلق إزاء قائمة الانتظار، ذلك لأن المشاركين معنا ربما لا يسمح لهم وقتهم، وهم على قيد الحياة بالانتظار”.

وأحيانا قد يفارق المشاركون في المشروع الحياة، قبل أن يكملوا كتابهم الصوتي، وتوفت أم شابة بعد يوم من الانتهاء من تسجيل كتابها، وفي حالة أخرى تبقى أمام أم لديها ثلاثة أطفال صغار، نهاية أسبوع واحد لاستكمال الكتاب، لأنها كانت تعلم أنها ستجري جراحة في المخ يوم الثلاثاء التالي، مما سيؤثر على قدرتها على الكلام، غير أن الحظ حالفها ونجحت في التسجيل في الوقت المقرر.

وتعلق جرومر على النتائج الإيجابية التي حققها، فتقول إن المشاركين فيه، يمرون بعملية نضج أو تطور خلال جلسات التسجيل.

وتضيف “إنهم يبدؤون في التعامل مع مسألة موتهم الوشيك، بطريقة مختلفة مرة أخرى، فيدركون أنهم على الرغم من أنهم لا يزالون شبابا، فإنهم عاشوا بالفعل حياة غنية”، وهذا يساعدهم قليلا على الشعور بالسلام والسكينة مع اقتراب أجلهم. (DPA)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها