ألمانيا : ملف الهجرة و اللجوء يثير جدلاً واسعاً خلال مؤتمر عام حزب الخضر
على مدار أربعة أيام وبحضور نحو أربعة آلاف مشارك، شهد مؤتمر عام حزب الخضر في مدينة كارلسروه الألمانية مناقشات حامية الوطيس خيمت عليها الحرب في أوكرانيا والوضع في الشرق الأوسط وأزمة الطاقة ومعدلات التضخم. أما ملف الهجرة فكان الأكثر إثارة للجدل.
ومن جهتها صرحت رئيسة اتحاد شباب الخضر بألمانيا بأنها ترى بين صفوف الحزب تأييدا للانتقاد واسع
النطاق الموجه لسياسة اللجوء التي يتبعها قادة الحزب بصفتهم جزءا من الحكومة. وقالت كاتارينا شتولا، والتي تشارك في رئاسة اتحاد شباب الخضر، اليوم الأحد(26 نوفمبر تشرين ثاني 2023) في آخر أيام مؤتمر حزب الخضر: “تصدر إشارة قوية من هذا المؤتمر الحزبي بأن الحزب ليس راضيا عن سياسة اللجوء التي يتبعها الائتلاف الحاكم، الذي يشارك حزب الخضر نفسه في مسؤوليتها”.
وتابعت: “وجهة نظرنا هي: هناك حاجة لوضع نهاية للحلول الزائفة واتباع سياسة تحمي اللاجئين”. وأضافت شتولا أن شباب الخضر يشعرون بالإحباط، لأن أغلب المندوبين لدى مؤتمر الحزب لم يتبعوا نهج هذا الشباب.
يذكر أن اتحاد شباب حزب الخضر كان قد تقدم بطلب يسعى من خلاله لمنع وزراء وقيادات من حزب الخضر في الحكومة والولايات من تأييد “إدخال إجراءات مشددة أخرى على قانون اللجوء”.
يشار إلى أنه تم تأييد هذه الإجراءات بالأغلبية في مؤتمر الحزب بالفعل في وقت متأخر من يوم أمس السبت بعد نقاشات حامية الوطيس. وقالت شتولا: “نحن سعداء بأن انتقادنا وصل أيضا لقيادة الحزب، وعلى الرغم من ذلك نعلم أننا لا يمكننا الاعتماد على ذلك فقط”، وأشارت إلى أن شباب الخضر يعتبر حاليا مهمته هي تحريك الحالة المزاجية المجتمعية حول الموضوع. وتابعت: “سوف نقوم خلال الأسابيع القادمة مع كثيرين من حلفائنا بمسيرات في الشوارع وسوف نعارض بصوت عال التحول نحو اليمين، وسندعو للتضامن مع اللاجئين”.
من جهتها دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك خلال ثالث أيام مؤتمر حزبها، إلى الاستعداد للتوصل إلى حل توافقي بخصوص الإصلاح المزمع لسياسة اللجوء الأوروبية. وقالت أمس السبت:” بدون نظام لن تكون هناك إنسانية” مشيرة إلى أن حزب الخضر اضطلع بالمسؤولية داخل الحكومة ومن ذلك أيضا التفاوض من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل في سياسة اللجوء. وأضافت بيربوك أنها على قناعة “بأننا لا يجوز لنا أن نتنصل من هذه المسؤولية”.
تجدر الإشارة إلى أن بيربوك كانت تعرضت داخل حزبها في الصيف الماضي لانتقادات قوية بسبب موافقتها على خطط لإصلاح سياسة اللجوء الأوروبي والتي تنطوي على العديد من الإجراءات المشددة من أجل الحد من قدوم الأشخاص غير المرغوب فيهم إلى أوروبا. ومن المقرر تشديد التعامل بشكل ملحوظ مع الأشخاص القادمين من دول تندرج تحت تصنيف الدول الآمنة.
من ناحية أخرى رشح أعضاء الحزب تيري راينتكه، الرئيسة الحالية لمجموعة الخضر في البرلمان الأوروبي، لخوض الانتخابات البرلمانية الأوروبية العام المقبل. ولم تواجه راينتكه البالغة من العمر 36 عاما، أي معارضة تذكر إذ حصلت على المركز الأول في قائمة حزب الخضر وفازت الجمعة الماضي بنسبة 95.2 % في ثاني أيام مؤتمر عام الحزب. (DW)
[ads3]