هولندا : مسيرة طمأنة بعد فوز اليمين المتطرف تحت شعار ” أيها الهولنديون المسلمون .. نحبكم ” ( فيديو )
تظاهر مئات الأشخاص في ساحة دام في أمستردام بعد فوز حزب غيرت فيلدرز اليميني المتطرف المناهض للاتحاد الأوروبي والهجرة في الانتخابات الهولندية. ومع بناء مسيرة فيلدرز المهنية على الخطاب المناهض للإسلام، فقد كُتب على اللافتات خلال الاحتجاج “أيها الشعب الهولندي المسلم … نحن نحبكم”، وحملت لافتات أخرى رسائل مناهضة للعنصرية.
البعض أشار إلى عدم رغبته في “تطبيع العنصرية والانقسام”. المتظاهرة روبين تروست فقالت: “هناك فعلا الكثير من الكراهية لهذا السبب نجتمع هنا معًا. لنكون معًا ونظهر بعض الحب للعالم”.
ثوور ريدين قال: “حسنًا، من ناحية، أنا أحترم النتيجة طبعا. فلقد صوت الكثير من الناس، وهذا رأي الأغلبية ورأيهم مهم أيضًا. ولكنني هنا بشكل خاص لأنني لا أريد تطبيع العنصرية، والانقسام والخلافات. أعتقد أنه من المهم تذكير الجميع بأن هذه المعايير يمكن أن تتغير بسهولة وعلينا أن نكون حذرين بشأن ما يمكن أن يؤدي إليه ذلك”.
وأضاف ريدين: “إنه شعور رائع أن أكون هنا اليوم. بخلاف ذلك، فوجودي هنا مع أصدقائي أمر جميل دائمًا، ولكن من الجميل أن أرى أن الكثير من الناس يهتمون أكثر بهذه المواضيع. حتى عندما تمطر وعندما يكون الجو عاصفًا وعندما يكون الطقس هل يجد الناس هذا أمرًا فظيعًا لدرجة أنهم ما زالوا يستعدون للخروج والوقوف هنا معًا، وهذا نعم منظر رائع ورائع جدا”.
وقالت سيلفي سبرينغرز: “أعتقد أن الأمر مرعب، ومن المحزن للغاية أن نجد مثل هذا الانقسام، وأن الكثير من الناس يشعرون أن هذا هو الحل بينما لا أشعر أنا بذلك على الإطلاق … أعتقد هذا هو ما أشعر به، ومن المحزن أن هذا هو ما يختاره الناس”.
وأعرب قادة الجالية المسلمة في هولندا عن غضبهم وخوفهم بعد الفوز الذي حقّقه غيرت فيلدرز المعارض الشديد للإسلام، غير أنّ بعض المسلمين أبدوا تقبّلاً أكبر وأظهروا استعداداً لمنحه “فرصة”.
ويتعهّد برنامج حزب الحرية، الذي يتزعّمه فيلدرز بفرض حظر على القرآن والمساجد والحجاب. كما نصّ البرنامج على “أننا نريد مسلمين أقل في هولندا”.
وسبق أن وصف فيلدرز المغاربة بـ”الحثالة”، وقارن القرآن الكريم بكتاب “كفاحي” لهتلر، بينما تلقّى تهديدات بالقتل بعدما هدّد بتنظيم مسابقة لرسوم كاريكاتورية للنبي محمد. لكنّه خفّف من حدّة خطابه المناهض للإسلام أثناء حملته الانتخابية، وركّز بشكل أكبر على قضايا أخرى مثل ارتفاع تكاليف المعيشة.
ويواجه فيلدرز مهمة صعبة في تشكيل الحكومة المقبلة بعد رفض رئيس الحزب الحاكم لعب أي دور في حكومته. وبالتالي فإن حلمه في قيادة ائتلاف يميني متطرف كرئيس للوزراء تلقى ضربة قوية على خلفية رفض الحزب الليبرالي التابع للزعيم مارك روته الانضمام إليه.
وتعني الحسابات الانتخابية المعقدة في هولندا أن فيلدرز يحتاج إلى دعم ثلاثة أحزاب أخرى على الأقل لبناء ائتلاف مستقر بعد فوزه المذهل.
ومع تأمين 37 مقعداً برلمانياً بالفعل، فإن أمام فيلدرز طريق طويل ليقطعه للحصول على الـ 76 مقعداً المطلوبة لتشكيل ائتلاف مستقر. (AFP)
[ads3]