هيمنة الثقافة الألمانية حتى على الأجانب .. انتقادات لمسودة برنامج جديد للحزب المسيحي الديمقراطي بسبب فقرات متعلقة بالمسلمين

 

أكدت قيادة حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي أنها تريد العودة إلى برنامج «الثقافة الألمانية الرائدة» وهو ما يعني ضمان هيمنة الثقافة الألمانية حتى على الأجانب بها، فيما وصفت وسائل إعلامية هذا القرار بأنه انقلاب على قرارات المستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل التي تربعت على ضمن رئاسة الحزب سابقاً.

وحسب صحيفة بيلد، فإن زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، فريدريش ميرز، وأمينه العام، كارستن لينيمان، باتا متفقين على مسودة البرنامج الجديد بعد الاجتماع العام الأخير في مقر الحزب، وينص فحوى البرنامج الأساسي، الذي يبدو في بعض الأحيان وكأنه قطيعة متعمدة مع عصر ميركل بأنه يجب الاعتراف بالثقافة السائدة «من دون شروط أو تحفظات». كما يتضمن «الوعي المشترك بالوطن والانتماء» ولا يمكن أن ينجح «دون فهم تقاليدنا وعاداتنا» وكذلك «الثقافة واللغة الألمانية وكذلك تاريخنا والمسؤولية الناتجة عنه».

ويضع حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي حداً لأحلام التعددية الثقافية ويريد نهضة بالألوان الأسود والأحمر والذهبي. وأعلنت في مسودة البرنامج الجديد على نقاط أبرزها «نحن فخورون بألمانيا. نحن ندافع عن الوطنية العالمية، ولكن معرفتنا بذنبنا التاريخي لا تضع بلدنا فوق مكانتها».

وفي الوقت نفسه، يتخلى الديمقراطيون المسيحيون أيضاً عن شعار رئيس الحزب المسيحي السابق كريستيان وولف (64 عاماً) والمستشارة السابقة أنغيلا ميركل (69 عاماً)، اللذين أدليان بتصريح شامل مفاده أن الإسلام ينتمي إلى ألمانيا.

ويقول البرنامج الجديد: «المسلمون الذين يشاركوننا قيمنا ينتمون إلى ألمانيا». وورد في نص البرنامج أيضاً أن «الشريعة ليست جزءاً من ألمانيا» وهو ما يعد تقييداً واضحاً، بحسب بيلد ووسائل إعلام ألمانية أخرى.

وانتقدت اتحادات إسلامية في ألمانيا فقرات بشأن المسلمين وردت في مسودة البرنامج الجديد للحزب المسيحي الديمقراطي.

وفي تصريحات لمجلة «شتيرن» الألمانية الأسبوعية، اتهم أيمن مازيك، رئيس المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، الحزب المسيحي بمغازلة الناخبين من تيار أقصى اليمين بعبارة: «المسلمون الذين يتشاركون معنا قيمنا هم جزء من ألمانيا».

وأضاف: «الغش من حزب (البديل من أجل ألمانيا) في المدرسة لم يكن أمراً ذكياً، وبالمناسبة فإن التجربة أثبتت أن الناخبين يصوتون في نهاية المطاف لصالح ما هو أصيل».

وفي سياق متصل، أدلى برهان كسيجي، رئيس المجلس الإسلامي في ألمانيا بتصريحات للمجلة انتقد فيها أيضاً هذه الفقرات وقال إن «مثل هذه النقاشات إقصائية وتؤدي إلى حالة من الاضطراب»، ورأى أن « مثل هذه المقولات تُصَعِّب من تماهي المسلمين مع ألمانيا».

وتقول مسودة البرنامج الجديد للحزب أيضاً، إن الحرب ضد التطرف تستهدف الذين يحرضون على الكراهية والعنف ويتوقون لتطبيق نظام إسلامي. كما تنص مسودة البرنامج على التزام الحزب بـ«ثقافة توجيهية» لجميع المواطنين في ألمانيا، وتتضمن هذه الثقافة احترام كرامة كل إنسان والحقوق الأساسية وحقوق الإنسان وسيادة القانون والاحترام والتسامح بالإضافة إلى الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود.

ولوقف الهجرة غير الشرعية، يريد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي تأميناً فعلياً كاملاً للحدود الأوروبية: «يجب مراقبة الدخول بشكل شامل إلكترونياً على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي. وتأمينها يشمل أيضاً حماية الحدود حيثما كان ذلك ضرورياً. ويريد حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي من طالبي اللجوء تقديم طلباتهم في بلدان ثالثة آمنة خارج أوروبا في المستقبل وانتظار النتيجة هناك، بدلاً من القدوم إلى ألمانيا وربما البقاء هنا لأشهر أو سنوات. يتم نقلهم إلى بلد ثالث آمن والخضوع لعملية هناك. وينبغي توزيع المحتاجين إلى الحماية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي في إطار حلول الحصص. وقال كارستن لينيمان، الأمين العام لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي: «إذا كانت هناك انتخابات فدرالية مبكرة، فسنكون مستعدين». الناس في ألمانيا غير مستقرين ويحتاجون إلى التوجيه والدعم. وأضاف ماريو فويجت، مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي في تورينجين: «فقط أولئك الذين يشعرون بالأمان يمكنهم أن يكونوا أحراراً».

* صحيفة القدس العربي

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها