بي بي سي : كيف أصبح الاعتراف بإسرائيل شرطا للحصول على الجنسية الألمانية ؟
تعد ألمانيا موطنا لأكبر الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا وهي جالية تتميز بالتنوع العرقي، فمن بين الخمسة ملايين ونصف مليون مسلم في ألمانيا، والذين يشكلون 6.6 بالمئة من إجمالي عدد السكان، هناك نحو 2.5 مليون من أصول تركية ( نحو 45 بالمئة من عدد المسلمين في البلاد).
لكن في الآونة الأخيرة، فرضت حرب غزة تحديات غير مسبوقة على بعض المسلمين والعرب في ألمانيا، إذ أصبح التضامن مع الفلسطينيين وكيفية التعبير عن هذا التضامن، قضية رأي عام في البلاد.
وصدرت قرارات وتشريعات تضع قيودا على تنظيم الاحتجاجات، وأخرى تمنع ارتداء أزياء معينة مثل الكوفية الفلسطينية في مدارس العاصمة برلين.
وجاء إعلان ولاية ساكسونيا إدراج شرط جديد للحصول على الجنسية الألمانية، ليكون بمثابة أحد أحدث التشريعات التي أثار جدلا في الأوساط العربية والمسلمة في البلاد. إذ فرضت الولاية الألمانية الأسبوع الماضي على المتقدمين للجنسية، إعلان دعمهم لحق إسرائيل في الوجود.
وينص المرسوم الذي صدر عن وزارة الداخلية على أن “حق الدولة الإسرائيلية في الوجود هو سبب وجود الدولة الألمانية”، وعليه، يجب على المتقدمين للجنسية اعترافهم بذلك بشكل كتابي.
تقول الحكومة الألمانية إن القيود تُفرض لوقف الاضطرابات العامة ومكافحة معاداة السامية.
فبعد الهولوكوست وإبادة 6 مليون يهودي على يد الحكومة النازية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ترى الدولة الألمانية أن لديها “مسؤولية خاصة” تجاه إسرائيل، فالتزامها للدولة الإسرائيلية أمام إسرائيل ، حسب مسؤولين ألمان، هو ليس مجرد هدف سياسي؛ بل هو جزء أساسي من وجود ألمانيا في الوقت الحالي.
وخلال إدانته لهجمات مسلحي حماس في السابع من أكتوبر والتي قتلت نحو 1200 شخص في إسرائيل، قال رئيس الوزراء الألماني أولاف شولتس، في خطاب موجه للبرلمان (البونديستاغ) “في هذه اللحظة، هناك مكان واحد فقط لألمانيا، وهو جانب إسرائيل.”
كما استخدم مصطلح “شتاتسريزون” والذي يعني “سبب وجود الدولة”، أكثر من مرة لتأكيده على أن حماية الدولة الإسرائيلية هو سبب وجود ألمانيا. وسبق أن استخدمت رئيسة الوزراء السابقة أنجيلا ميركل نفس المصطلح والذي بات جزءا من الهوية الألمانية.
يقول الحكومة الألمانية إن القيود تُفرض لوقف الاضطرابات العامة ومكافحة معاداة السامية.
فبعد الهولوكوست وإبادة 6 مليون يهودي على يد الحكومة النازية في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ترى الدولة الألمانية أن لديها “مسؤولية خاصة” تجاه إسرائيل، فالتزامها للدولة الإسرائيلية أمام إسرائيل ، حسب مسؤولين ألمان، هو ليس مجرد هدف سياسي؛ بل هو جزء أساسي من وجود ألمانيا في الوقت الحالي.
وخلال إدانته لهجمات مسلحي حماس في السابع من أكتوبر والتي قتلت نحو 1200 شخص في إسرائيل، قال رئيس الوزراء الألماني أولاف شولتس، في خطاب موجه للبرلمان (البونديستاغ) “في هذه اللحظة، هناك مكان واحد فقط لألمانيا، وهو جانب إسرائيل.”
كما استخدم مصطلح “شتاتسريزون” والذي يعني “سبب وجود الدولة”، أكثر من مرة لتأكيده على أن حماية الدولة الإسرائيلية هو سبب وجود ألمانيا. وسبق أن استخدمت رئيسة الوزراء السابقة أنجيلا ميركل نفس المصطلح والذي بات جزءا من الهوية الألمانية.
تقول الأكاديمية كاترينا غالور المختصة بالدراسات اليهودية في جامعة براون الأمريكية، والتي تحمل الجنسيتين الألمانية والإسرائيلية، إن تعريف معاداة السامية في ألمانيا هو تعريف “سياسي بحت، ليس مبنيا على توافق علمي أو فهم تاريخي حقيقي لما يشكل معاداة للسامية.”
وتضيف أن البوندستاغ تبنى تعريفا لمعاداة السامية وضعته الإدارة الدولية للتذكير بالهولوكوست، وهو التعريف الذي يضم 11 نقطة منها بينها سبع متعلقة بموقف الفرد من إسرائيل، وقد أدى ذلك إلى الارتباك بين انتقاد إسرائيل وبين مظاهر معاداة السامية.
وتوضح كاترينا أن هناك خلطا بين معاداة السامية وانتقاد إسرائيل قائلة: “وأحيانًا يمكن أن يكون انتقاد إسرائيل معاديًا للسامية أو يمكن أن يكون غطاءً لمعاداة السامية. لكن هذا لا يعني أن الاثنين متطابقان. وهذا واضح بشكل خاص عندما نفكر في معاداة السامية كشكل من أشكال العنصرية التي توجه ضد اليهود. لأن هناك العديد من اليهود، واليهود الإسرائيليين الذين ينتقدون دولة إسرائيل”.
وتتراوح التقديرات حول عدد الفلسطينيين في ألمانيا أكثر من مئة ألف، وفي الوقت نفسه، تعد برلين موطنا لأكبر الجاليات الإسرائيلية في ألمانيا.
وترى غالور أن هناك رغبة، خاصةً بين حركات اليمين و بعض الأحزاب السياسية، في تحميل اللاجئين مسؤولية زيادة مظاهر معاداة السامية. وتضيف أن معظم حوادث معاداة السامية في ألمانيا منذ عام 2015 كانت من تنفيذ ألمان بيض وليس من اللاجئين. مضيفة أن هناك أيضا “اهتماما من قبل المهاجرين من الشرق الأوسط بالتعرف على الهولوكوست وفهم مفهوم الديمقراطية الألماني ومحاولة الاندماج، وهناك فعلاً استعداد كبير للتعلم وفهم الخطاب الألماني.”
ولكن بالطبع، تقول غالور، علينا أيضا الإقرار “بأن الألمان في كثير من الأحيان لديهم توجه للتعميم حيال الشعوب الشرقية وعدم رؤيتهم أو التعرف عليهم كأفراد”.
وأخيرا عبرت غالور عن قلقها من صحف التابلويد الألمانية التي “تتدعي أن حشود المتظاهرين بأكملها تدعم الإرهاب، وهو أمر مضلل. بالتأكيد يشمل جموع المتظاهرين أطيافا عديدة بما في ذلك الذين يمتلكون آراءً معقدة.”
وتشرح غالور الأمر بالقول إن هؤلاء الفلسطينيين يواجهون تحديات في التعبير عن آرائهم ومعرفتهم ومعاناتهم دون أن يُنظر إليهم على أنهم معادون لإسرائيل.
“يجد الفلسطينيون صعوبة في الظهور على التلفزيون أو إجراء مقابلات دون التعرض لاتهامات بمعاداة السامية. وتمتد هذه الصعوبة إلى المفكرين والأكاديميين والفنانين الفلسطينيين الذين، على الرغم من عدم قيامهم بأي تصريحات سياسية، واجهوا سحب الدعوات المشاركة في الفعاليات وخطر وصمهم بمعاداة السامية ، ما يعرض مسارحهم المهنية للخطر. أصبح مجرد كون الشخص فلسطينيا يجعله موضع اتهام”
وتختتم غالور حديثها بالقول إن “هناك رابطا تاريخيا واضحا في ألمانيا بين الهولوكوست وضرورة إنشاء إسرائيل، إلا أن الرابط الآخر والذي تتجاهله الحكومة الألمانية، هو العلاقة بين الهولوكوست والنكبة الفلسطينية، والتي أدت أحد أكبر أزمات اللاجئين في العالم”. (BBC)[ads3]