الجيش الأوكراني يكشف عن صعوبات بتجنيد عسكريين و إرسالهم لمحاربة القوات الروسية المحتلة
قال الكومندان أولكسندر فولكوف، وهو قائد كتيبة من اللواء الميكانيكي الرابع والعشرين، إنّ “وحداتنا تعاني من نقص في الأفراد. نحن بحاجة إلى شباب متحمسين تقل أعمارهم عن 40 عامًا”.
في صباح ذلك اليوم، فضل الضابط، بسبب الصقيع، إلغاء حصة تدريب خارجية بالقرب من باخموت للمجندين الجدد حرصًا منه على سلامة رجاله، واكتفى بحصة تدريب داخلية حول تفكيك الأسلحة الفردية وإعادة تجميعها والإسعافات الأولية.
وقال العسكري بأسف: “يُحتمل أن يكون مجتمع اليوم خدعته بعض وسائل الإعلام بقولها إن كلّ شيء على ما يرام (بالنسبة للجيش الأوكراني)، وإننا نلحق الهزيمة بالعدو وإن النصر بات قريبًا”.
وأضاف “لكن الوضع الحالي ليس بهذه البساطة. فالعدو حقًا قوي جدًا. ونحن نبذل قصارى جهدنا للتصدي له وإنزال الهزيمة به”.
وبعد فشل الهجوم الأوكراني المضاد في الصيف في الجنوب أمام الدفاعات الروسية القوية، استعادت قوات موسكو زمام المبادرة منذ الخريف وانتقلت إلى الهجوم في عدة قطاعات، لا سيما في الشرق.
في كوبيانسك وباخموت وأفدييفكا ومارينكا، وبفضل الإمدادات الجديدة بالموارد البشرية والذخيرة، يتقدم الجيش الروسي ببطء، على الرغم من الخسائر الكبيرة في الرجال والمعدات.
في المقابل، يبذل الأوكرانيون جهودًا كبيرة للدفاع عن مواقعهم بعد عامين عصيبين في ظل حرّ الصيف ومن ثم وحول وثلوج الشتاء، والقصف المستمر على الخنادق.
ويسيطر الإرهاق على بعض الذين يقاتلون منذ بداية الحرب في 24 شباط/فبراير 2022. ومع ندرة المتطوعين، يواجه الجيش صعوبة في التعويض عن القتلى والجرحى.
وقال الملازم إيغور بروكوبياك، قائد السرية، إنه في بداية الحرب “تحمس الجميع، كانت هناك حالة من النشوة واندفعوا للقتال ومن ثم لم تكن لدينا مشكلة في الأعداد”.
وأضاف الضابط، البالغ من العمر 32 عامًا: “لكن مع مرور الوقت، هدأت الأمور. اطلع الناس من خلال الشبكات الاجتماعية على الجانب الرهيب للحرب وعلى قسوتها. تبددت هذه الحماسة الأولية، واستيقظت العقول وظهر الخوف ونتيجة لذلك، بدأ الناس يخشون على حياتهم”.
وأشار أولكسندر فولكوف إلى أن المدنيين “لا يريدون حقاً الانضمام إلى القوات المسلحة”، ومتوسط عمر الجنود على الجبهة يرتفع.
استشهد فولكوف بوحدته التي تبلغ أعمار 40% من عناصرها 45 عامًا فما فوق، وقال “رأيت الكثير من الشباب في الخدمة المدنية، ولا أعرف لماذا لا يتم تجنيدهم”.
وقال إن على “الدولة أن تستجيب وتجند وتستبدل الوحدات وتستبدل الأشخاص الذين يقاتلون منذ عامين، بمن فيهم أنا”.
ومنذ عدة أسابيع، تتظاهر زوجات الجنود في كييف للمطالبة بعودة أزواجهن من الجبهة، ومن بين الشعارات التي يرفعنها “الآن جاء دور الآخرين”.
ووفي الأول من كانون الأول/ديسمبر، طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من القيادة العسكرية مراجعة نظام التجنيد. وقال “إنّ الأمر لا يتعلق فقط بالعدد، وبالأشخاص الذين يمكن تجنيدهم إنها مسألة جدولة مواعيد تسريح كل شخص يقاتل حالياً في الجيش، وأولئك الذين سينضمون إلى الوحدات”.
ولكن فولكوف ينتقد مكاتب التعبئة التي قال إنها تعمل “على الطريقة السوفياتية” وتركز “فقط على النتيجة الكمية”.
عدا عن ذلك، يعاني النظام من الفساد الذي سمح للمجندين بالفرار من الجيش. وهو ما اضطُر الرئيس زيلينسكي إلى إقالة جميع مسؤولي التجنيد في المناطق الصيف الماضي.
تاراس، على سبيل المثال، لا يعرف لماذا لم يتم تجنيده من قبل. فهو التحق حديثًا بوحدة فولكوف ويتدرب مع مجندين آخرين. وقال موظف البلدية البالغ من العمر 38 عاماً القادم من الغرب “تم إيقافي في الشارع واستدعوني إلى مكتب التسجيل العسكري. فذهبت لأكون صادقًا، كلما اقتربت (من خط المواجهة) صار الأمر أكثر أهمية وفهمت الحاجة لذلك. في المناطق البعيدة تمضي الحياة بهدوء”.
وأضاف “الآن فهمت أنه كان ينبغي علي الحضور قبل ذلك. لأن علينا واجب الدفاع عن أوكرانيا”. (AFP)[ads3]