ألمانيا : طاقة الرياح تطيح بآمال الحكومة

 

على الرغم من وصول مناقصات طاقة الرياح في ألمانيا خلال العام الماضي (2023) إلى مستويات قياسية، فإنها لم تتمكن من تحقيق هدف الحكومة المتمثل بزيادة مساهمتها في المزيج الإجمالي بحلول نهاية العقد الحالي.

وأوضحت جمعية طاقة الرياح الألمانية “بي دبليو إي” (BWE)، في تقرير اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، أن حكومة برلين كانت تستهدف الوصول إلى 10 غيغاواط سنويًا بحلول (2030)، إلّا أن المناقصات الحالية لم تحقق سوى 6.4 غيغاواط فقط.

وتعول الحكومة على طاقة الرياح في ألمانيا، جنبًا إلى جنب مع مصادر الطاقة الشمسية، للوصول بالطاقة المتجددة ضمن مزيج الكهرباء في البلاد إلى 80% في عام (2030)، ارتفاعًا من 52% خلال العام الماضي (2023).

وقالت جمعيات صناعية، إن منشآت الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في ألمانيا سجلت رقمًا قياسيًا في عام 2023، لكن الطاقة الكهروضوئية فقط تمكنت من الوصول إلى أهداف الحكومة، متوقعة استمرار النمو هذا العام، مع انخفاض البيروقراطية.

وتسعى ألمانيا إلى تركيب قدرات برية من طاقة الرياح سنويًا بنحو 10 غيغاواط، إلّا أن تسجيل المناقصات 6.4 غيغاواط فقط، أحبط آمال الحكومة في تحقيق هدفها طويل المدى، على الرغم من تسجيل هذه المناقصات مستويات قياسية.

وبحسب جمعية طاقة الرياح في ألمانيا “بي دبليو إي”، فإن قوانين الحدّ من البيروقراطية في القطاع ما تزال غير موجودة، ولم تكن مشروعات القوانين الجديدة التي تمّت الموافقة عليها في 2023 فعالة بالكامل بعد، وفق ما نشرته وكالة رويترز.

من جانبه، قال رئيس الجمعية بايربل هايدربروك: “إذا أصبحنا قادرين حاليًا على تحديد المسار بسرعة للموافقات والحفاظ على الطبيعة، وإعادة التزود بالطاقة، فإن عام 2024 سيكون أكثر نجاحًا”، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.

وفي شهر يوليو/تموز الماضي 2023، تعرّضت نتائج أكبر مزاد لطاقة الرياح البحرية في ألمانيا لانتقادات كبيرة، بسبب ما وصفه الخبراء بـ”العطاءات السلبية”، إذ قدّمت وكالة الشبكة الفيدرالية الألمانية 4 مواقع، تعهّدت أكثر من شركة ببنائها دون أيّ دعم حكومي.

وفي هذا الإطار، حذّرت مؤسسة “ويند يوروب” -في بيان صحفي طالعته منصة الطاقة المتخصصة- من أن العطاءات السلبية ستؤدّي لتكاليف إضافية لمطوري طاقة الرياح البحرية؛ نظرًا لأن التكاليف ستمرر لسلسلة التوريد التي تعاني بسبب التضخم، أو تُمرر للمستهلكين الذين يعانون اقتصاديًا بدورهم.

وأوضحت المنظمة الأوروبية أن الأموال المدفوعة في العطاءات السلبية الخاصة بطاقة الرياح في ألمانيا لا يمكن للشركات استثمارها في مشروعات الرياح الأخرى؛ مؤكدة أنه يجب على حكومات أوروبا ألّا تحذو حذو برلين.

وخلال العام الماضي 2023، تمكنت ألمانيا من تركيب أكثر من مليون نظام طاقة شمسية جديد، يولّد 14 غيغاواط من الكهرباء في البلاد، بزيادة 85% على أساس سنوي، وذلك بفضل ازدهار الطلب السكني على الطاقة الشمسية.

وتضع هذه الخطوات ألمانيا على المسار الصحيح باتجاه الوصول إلى هدف برلين لعام 2030، وفق ما جاء في بيان أصدره اتحاد الطاقة الشمسية في ألمانيا “بي إس دبليو” (BSW)، واطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.

وشهدت الطاقة الشمسية في ألمانيا تركيب نحو 7 غيغاواط للقطاع السكني، بزيادة 135% عن العام السابق 2022، بما يشكّل نحو نصف إجمالي السعة المركبة، بينما نحو 31%، أو 4.3 غيغاواط من الكهرباء، جاء من مزارع الطاقة الشمسية، بزيادة 40% مقارنة بعام 2022.

ويتوقع اتحاد الطاقة الشمسية في ألمانيا أن ينمو الطلب بشكل أكبر خلال العام الجاري 2024، وهو ما يتوافق مع مسح حديث أظهر أنّ ما يزيد عن 1.5 مليون مواطن من مالكي المنازل يخططون لتركيب نظام شمسي على أسطحهم.

وأوضح رئيس الاتحاد كارستن كويرنيغ أن “بي إس دبليو” يتوقع أن تحدث طفرة شمسية مستمرة في عام 2024، داعيًا في الوقت نفسه إلى الحدّ من البيروقراطية بإجراءات مناسبة، مثل تسهيل الوصول إلى المواقع المناسبة لمزارع الطاقة الشمسية. (attaqa)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها