هل تصبح أعضاء الخنزير حلاً لمعضلة نقص الأعضاء البشرية ؟ .. نجاح تجربة زرع كبد خنزير لدى شخص متوفى دماغياً
فكرة زرع أكباد الخنازير لا تهدف إلى إجراء عملية زرع نهائية، بل كأعضاء مؤقتة لتحقيق استقرار للوضع الصحي للمرضى الذين ينتظرون عملية زرع كبد بشري.
نجح فريق طبي في جامعة بنسلفانيا بالولايات المتحدة في زراعة كبد خنزير معدل وراثيا في جسم إنسان ميت دماغيا، وقد تمكّن كبد الخنزير من العمل بكامل طاقته خلال اثنتين وسبعين ساعة من الجراحة. يُثبت النجاح الكبير لهذه التجربة الجراحية ضرورة اعتماد واهتمام العلوم باستخدام أعضاء الخنازير لمواصلة الاكتشاف.
فكرة زرع أكباد الخنازير لا تهدف إلى إجراء عملية زرع نهائية، بل كأعضاء مؤقتة لتحقيق استقرار للوضع الصحي للمرضى الذين ينتظرون عملية زرع كبد بشري. وبالتالي، فمدة العملية، التي تبلغ بضعة أيام قد تكون كافية لإنقاذ مريض في آخر مرحلة من مرض الكبد، في حال وجود عملية زرع في نهاية الأمر.
يمكن أن يعمل كبد الخنزير أيضًا كدعم مؤقت للمرضى الذين لا يزال كبدهم يعمل ولكنه يحتاج إلى وقت للشفاء. ويوصف بأنه “وسيلة لزيادة فرص الشفاء”، والتي قد “تتجنب زراعة الأعضاء”، كما قال أبراهام شاكيد، الجراح بمعهد زراعة الأعضاء في جامعة بنسلفانيا، والذي أشرف على التجربة.
تمّت الإشارة إلى أن كبد الخنزير الذي زرعه فريق الدكتور شاكيد عمل لمدة ثلاثة أيام، وقد تقرر منذ البداية عدم إجراء التجربة مرة أخرى، بالاتفاق مع عائلة المتوفى دماغياً. أثناء هذا الوقت، أدى كبد الخنزير دوره على أكمل وجه حيث أنتج الصفراء كما حافظ على مستوى الحموضة المثالي في دم الرجل، الذي ظلت حالته مستقرة طوال العملية.
“لقد فوجئنا جميعًا لأن الكبد لا يزال يبدو في حالة جيدة جدًا بعد هذه الأيام الثلاثة”، أوضح أبراهام شاكيد. لذا يمكننا أن نفترض أن مثل هذه الحالة الانتقالية من المرجح أن تستمر لفترة أطول، ويمكننا أن نكون “سعداء” لأن العلم يواصل استكشافه لأعضاء الخنزير، التي تحظى باهتمام خاص لأنها تشبه أعضاء البشر في الحجم، كما أنه يمكن أيضا الوصول إليها بسرعة ويسر.
في كل عام في الولايات المتحدة، يحتاج أكثر من 330 ألف مريض بالكبد إلى علاج. وحاليا، ينتظر أكثر من 10 آلاف شخص إجراء عملية زرع كبد، من عدد إجمالي يقارب 103000 أمريكي هم بحاجة لإجراء عملية زرع. أما في فرنسا، فإن مدة الانتظار قبل إجراء عملية زرع الكبد تبلغ سبعة أشهر، حسب إحدى الجمعيات البحثية. (EURONEWS)
[ads3]