أسوشييتد برس : هكذا تمكنت المُسيّرة من مهاجمة المنشأة العسكرية الأمريكية في شرق الأردن

 

وبينما كانت المُسيرة “المعادية” تحلق على ارتفاع منخفض، كانت طائرة أمريكية دون طيار عائدة في الوقت ذاته إلى منشأة “البرج 22”.

يبدو أن القوات الأمريكية أخطأت في الاعتقاد بأن المُسّيرة المعادية التي استهدفت قاعدة عسكرية في الأردن وتسببت في مقتل ثلاثة جنود أمريكيين وأصابت عشرات آخرين، هي طائرة أمريكية، لذا تمّ السماح لها بالمرور دون أي اعتراض، وهو ما أشار إليه تقرير أولي استشهد به مسؤولان، أصرا على عدم الكشف عن هويتهما.

فبينما كانت المُسيرة المهاجِمة تحلق على ارتفاع منخفض، كانت طائرة أمريكية دون طيار عائدة إلى منشأة “البرج 22”. لذلك لم يتم بذل أي جهد لإسقاط طائرة “العدو” التي استهدفت الموقع. وتعرض مرقد كان ينام فيه الجنود للضربة، في حين تعرضت المراقد المحيطة بأضرار محدودة بسبب الانفجار وتطاير الحطام.

ورغم عدم توفر أنظمة دفاع جوي كبيرة في “البرج 22” إلا أن القاعدة بها أنظمة مضادة للطائرات دون طيار، مثل طائرات اعتراضية من طراز “كويوتي”.

إلى جانب الجنود القتلى، قال البنتاغون إن أكثر من 40 جنديا أصيبوا في الهجوم بجروح وكدمات وإصابات في الدماغ، وقد تمّ إجلاء ثمانية منهم، بينهم ثلاثة كانوا في طريقهم لمركز لاندشتول الطبي بألمانيا. ومن المتوقع أن يعود الخمسة الآخرون، الذين عانوا من “إصابات طفيفة في الدماغ”، إلى الخدمة.

وردا على سؤال عما إذا كان الفشل في إسقاط المسيرة المهاجِمة “خطأ بشريا”، ردت المتحدثة باسم البنتاغون صابرينا سينغ بأن القيادة المركزية الأمريكية لا تزال تقيّم الحادث.

وجاء تفسير كيفية تسلل الطائرة بدون طيار من الدفاعات الجوية الأمريكية في الوقت الذي قال فيه البيت الأبيض إنه لا يسعى إلى حرب مع إيران، حتى مع تعهد بايدن باتخاذ إجراءات انتقامية، إذ تعتقد الإدارة الديمقراطية أن طهران كانت وراء الهجوم.

والتقى بايدن بمستشاري الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لمناقشة آخر التطورات و”الانتقام المحتمل” حيث تطلع إلى الرّد بطريقة قوية دون التسبب في أي تصعيد إضافي للصراع في غزة.

فيما قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي: “لا توجد إجابة سهلة … لهذا السبب يجتمع الرئيس مع فريق الأمن القومي الخاص به لدراسة الخيارات المطروحة أمامه”.

الهجوم الذي ألقت إدارة بايدن باللوم فيه على وكلاء مقيمين في إيران، يزيد من “تعقيد” الوضع المتوتر في الشرق الأوسط، إذ تحاول إدارة بايدن منع الحرب بين إسرائيل وحماس من “التوسع” إلى صراع إقليمي أكبر.

وأثناء لقائه بالبنتاغون مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن: “لن نتسامح أنا والرئيس مع الهجمات على القوات الأمريكية وسنتخذ جميع الإجراءات اللازمة للدفاع عن الولايات المتحدة وقواتنا”.

وكان هذا الهجوم بطائرة بدون طيار واحدًا من عشرات الهجمات على القوات الأمريكية في الشرق الأوسط منذ أن شنت حماس هجومها المباغت على إسرائيل في الـ 7 أكتوبر-تشرين الأول الماضي، مما أشعل الحرب في غزة. لكنها المرة الأولى التي يُقتل فيها عناصر من الجيش الأمريكي. (AP – EURONEWS)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها