حقان فيدان يدعو لتجنيب المنطقة مخاطر اتساع صدام أمريكي إيراني

 

دعا وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، الأحد، إلى تجنيب المنطقة مخاطر اتساع صدام بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها خلال مقابلة مع إحدى قنوات التلفزة المحلية، تطرق خلالها للعديد من المستجدات الإقليمية والدولية.

وقال الوزير التركي: “الوضع ليس جيداً” محذّرا من خطورة اتساع صدام على نطاق إقليمي بين إيران والولايات المتحدة، داعيا لضرورة تجنبه.

وعلى صعيد آخر، قال فيدان إن “إسرائيل لا تسعى لتحقيق الأمن بل للحصول على المزيد من الأراضي”.

وأكد على أن “إسرائيل ستكون آمنة في اليوم الذي تعطي فيه الفلسطينيين دولتهم”.

وشدد على أن قرار التدابير المؤقتة الذي أصدرته محكمة العدل الدولية بحق إسرائيل في قضية “الإبادة الجماعية” مهم للغاية، مؤكدا على ضرورة وقف هذه المجزرة في المقام الأول، وإلا فإنه إذا لم يتم وقف العنف فإن المأساة ستعيد نفسها.

وأشار إلى وجود مخاوف كبيرة بشأن من قُتلوا جراء القصف الإسرائيلي والدمار الذي خلفته، لافتا أن أكثر من مليوني شخص في غزة يواجهون خطر الجوع والأمراض الوبائية.

وأكد فيدان أن أهالي غزة بمثابة رهائن الآن، حيث تحتجزهم إسرائيل في منطقة جغرافية محددة ولا تسمح بدخول المساعدات الإنسانية، وتقصف المساعدات التي يتم إدخالها دون إدارتها، وتقوم بتدمير البنى التحتية، وتقطع الكهرباء والمياه والاتصالات.

وأردف قائلا: “هناك حاليا اقتراح مطروح على الطاولة، وتقوم حماس بتقييمه الآن”، مشيرا إلى أن أحد أهداف حماس هو إطلاق سراح الرهائن بشكل متبادل مقابل وقف إطلاق النار بشكل دائم.

وتابع قائلا: “إلا أن إسرائيل تبدو غير متحمسة بشأن وقف إطلاق النار الدائم”.

وأفاد أن تركيا تجري محادثات استخباراتية ودبلوماسية مع الأطراف بصيغ مختلفة، لافتا أنها تمنح الأولوية لوقف إطلاق النار في أقرب وقت.

وشدد على ضرورة التحرك لدعم حل الدولتين، مضيفا “هناك بعض الجمل النمطية بخصوص القضية الفلسطينية الإسرائيلية على الساحة الدولية، لكنها تحتاج أيضا إلى التغيير، خاصة أن الرأي العام العالمي يجب أن يأخذ منظورا مختلفا لهذه القضية”.

وأضاف أنه بالرغم من أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تبدو وكأنها خطوات تكتيكية ناجحة، إلا أنه عند النظر إليها كاستراتيجية شاملة، نجد أنها جلبت كارثة كبيرة على كل من الشعب الإسرائيلي والشعب الفلسطيني وعموم المنطقة.

وأردف أن السؤال الذي يجب أن تطرحه إسرائيل على نفسها أولا “هل هي راضية عن حدود 67؟ وأن ليس لديها أطماع في أراضي أخرى”، لافتا أنه يجب على المجتمع الدولي أيضا توجيه هذا السؤال لإسرائيل.

وفي سياق أخر، أكد فيدان على عملية تطبيع العلاقات بين بلاده ومصر قد اكتملت إلى حد كبير، وأن البلدين حققا فائدة من ذلك، مضيفا أن الشعبين التركي والمصري يرتبطان ببعضهما بروابط تاريخية.

وشدد على أن العلاقات الثنائية بين تركيا ومصر مهمة للغاية من حيث الأمن الإقليمي، والعلاقات التجارية.

وأشار إلى أن هناك الكثير من المستثمرين الأتراك في مصر، قائلا تركيا لديها رغبة في زيادة الاستثمارات هناك.

كما أكد على أهمية الدور المصري على الصعيد الإقليمي، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

ولفت إلى أهمية تطبيع العلاقات لكي تحصل مصر على دعم معين وتقنيات محددة، مضيفا “لدينا اتفاق يقضي بأن تقوم تركيا بتوفير طائرات مسيرة وغيرها من التقنيات”.

وأكد على أهمية تعاون البلدين في إفريقيا أيضا، وخاصة في ليبيا، مشيرا إلى أنه كلما تم تطبيع العلاقات مع مصر كان لذلك تداعيات إيجابية مهمة، خاصة على السياسات في ليبيا”.

وشدد أيضا على أهمية تحقيق تعاون جاد بين تركيا ومصر فيما يتعلق بأمن البحر الأبيض المتوسط.

كما تطرق فيدان إلى المحادثات التي تجري بين بلاده والنظام السوري من وقت لآخر عبر قنوات مختلفة.

وأوضح أن “سعي النظام السوري للقيام بخطوة دبلوماسية من خلال وضع شروط مسبقة على تركيا هي طريقة خاطئة، وقد أبلغناهم ذلك أيضا، وكما قال الرئيس أردوغان، فإننا نبقي باب الحوار مفتوحا”.

وأكد على دعم بلاده لوحدة أراضي سوريا، بصفتهما بلدين جارين، مضيفا أن تركيا لم تقم بأي محاولات تخالف عملية أستانة.

وشدد على أن “النظام السوري لا يزال غير قادر على الاجتماع مع تركيا لأسباب مختلفة، وحتى عندما يجتمعون معنا لا يكونون على طبيعتهم”.

وأضاف أنه “لم توجد أي فرصة لعقد لقاء ثنائي مع النظام السوري، دائما ما يكون هناك بلد آخر إلى جانبه، في الواقع، هذه ليست مشكلة بالنسبة لنا لأننا لدينا ثقة كاملة بأنفسنا، ونعرف ماذا نريد، والجميع يعرف مدى الأهمية التي نوليها من أجل الاستقرار في المنطقة”.

** مقاتلات “إف 35”

وفي سياق آخر، قال الوزير التركي إن إقصاء بلاده من برنامج تصنيع مقاتلات “إف 35″، دفعها للبحث عن خيارات أخرى في هذا المجال، والتركيز على تطوير قدراتها الوطنية الدفاعية.

وأشار إلى أن قرار الإقصاء أدى إلى خسائر مادية وأخرى أثرت على الجهود التي بذلتها في هذا الخصوص، مؤكداً استمرار مساعيهم لتقليل هذه الأضرار.

وكشف عن مواصلة المؤسسات التركية المعنية “جهودها المكثفة للحصول على تعويض جراء هذه الخسائر”.

وأكد أن تركيا ليست بمثابة دولة مشترية فقط لهذه المقاتلات، بل شريكة في برنامج تصنيعها.

فيدان أفاد بأن لجوء تركيا للبحث عن منظومات دفاعية من دول أخرى غير البلدان الغربية، جاء عقب رفض بيع أنقرة هذه المنظومات، مؤكداً في الوقت نفسه أن المسؤولين الأتراك “هم وحدهم صاحب القرار في هذا الخصوص انطلاقاً من “مفهوم السياسة الخارجية الوطنية”.

وفي معرض رده على سؤال حول عودة تركيا إلى برنامج تصنيع مقاتلات “إف 35″، قال فيدان إنه “لا مانع من ذلك في حال كانت مهارة إضافية نمتلكها دون أن نخسر أياً من مهاراتنا الأخرى”.

وتابع: “لكن إن كان سيتحقق هذا مقابل شروط مثل سلبنا إحدى مهاراتنا، أو تخلينا عن مهارة أخرى، أو مقابل تبعيتنا لسياسات مختلفة، فإن مثل هذه الشروط غير قابلة للتوافق على الإطلاق. ومن الطبيعي حينها مواصلتنا البحث عن بدائل”.

** عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي

فيدان وفي معرض حديثه عن العضوية التركية في الاتحاد الأوروبي، قال إن هذا العملية متواصلة منذ فترة طويلة، لافتاً إلى استخلاص الدروس منها مع النظر إلى ماضيها وحاضرها.

وأكد أنهم يبذلون جهوداً كبيرة حول المقاربات والسياسات الجديدة المتعلقة بالموضوع.

ويرى الوزير التركي أن “على الاتحاد الأوروبي أن يقرر أولاً حول ما إذا كان يرغب أم لا في قبول عضوية تركيا؟”.

** العلاقات التركية الروسية

وفي معرض رده على سؤال حول زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا خلال فبراير/ شباط الجاري، قال فيدان إن هذه زيارة مخطط لها من قبل، مبيناً أنها ستشهد الحديث مجدداً حول بعض الملفات والقضايا.

وأشار إلى وجود تعاون وثيق بين أنقرة وموسكو في العديد من المجالات وعلى رأسها الطاقة، وأن تركيا تنتظر من روسيا عدم غضها الطرف عن تنظيم “واي بي جي/ بي كي كي” الإرهابي في سوريا.

وأضاف أن أبرز أولويات تركيا في سوريا هو إزالة تهديدات “بي كي كي” الإرهابي بأقرب وقت سواء شرق أو غربي نهر الفرات.

وتابع: “هناك توقعات أخرى لروسيا وهذا أمر يحتاج لمفاوضات ومباحثات. لكن مهما كانت المواقف، فإن عملياتنا (في سوريا) متواصلة”.

وفيما يخص الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، قال فيدان إن موقف روسيا في هذا الشأن قريب من نظيره التركي.

وحول الحرب الروسية الأوكرانية، قال فيدان إن اتفاق شحن الحبوب عبر البحر الأسود كان ولا يزال دوماً على أجندة تركيا، مؤكداً أن الأمر سيكون مطروحاً بالتأكيد على جدول أعمال زيارة بوتين إلى أنقرة.

** التطورات شمال العراق

وعلى صعيد آخر، قال الوزير التركي إن “حقيقة التعاون” القائم بين الاتحاد الوطني الكردستاني وتنظيم “بي كي كي” الإرهابي في مدينة السليمانية العراقية، يتم الحديث عنه منذ فترة طويلة.

وأعرب عن انزعاج أنقرة إزاء عدم وضع مسؤولي “الوطني الكردستاني” مسافة واضحة بينهم وبين التنظيم الإرهابي.

وأضاف أن هذا الموضوع بات مدرجاً على السياسة الرسمية لتركيا التي قال إنها بدأت بفرض عقوبات وقيود على الأطراف المعنية، مستشهداً على ذلك بإغلاق المجال الجوي التركي أمام الرحلات الجوية من وإلى مطار السليمانية.

ودعا فيدان “الوطني الكردستاني” للعدول عن “الطريق الخاطئ الذي يسير فيه”، محذراً من أن تركيا ستضطر في حال لم يتحقق ذلك، لاتخاذ “خطوات متقدمة” في هذا الخصوص. (ANADOLU)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها