سي إن إن : ضجة في الكونغرس بعد كشف معلومات استخباراتية خطيرة عن روسيا
قالت مصادر، لشبكة CNN، إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية جديدة متعلقة بجهود روسيا لنشر نظام نووي مضاد للأقمار الصناعية في الفضاء.
وأضافت المصادر أنه تم إطلاع الكونغرس وحلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين على تلك المعلومات الاستخبارية، والتي وصفها بعض النواب بـ”الخطيرة بدرجة كافية بحيث يجب رفع السرية عنها وإعلانها”.
وفي حين أن تلك المعلومات الاستخبارية “مثيرة للقلق”، فقد أكد العديد من كبار أعضاء الكونغرس الذين اطلعوا على المعلومات، الأربعاء، أن النظام الروسي “لا يشكل تهديدا مباشرا للولايات المتحدة أو مصالحها”.
ووفقا لـ3 مسؤولين أمريكيين مطلعين على المعلومات الاستخبارية، فإن النظام لا يزال قيد التطوير ولم يطلق بعد إلى الفضاء، وقال أحد هؤلاء المسؤولين إنه ليس من الواضح مدى تقدم التكنولوجيا المستخدمة في تشغيله.
وذكر مسؤول، لـCNN، أن “التهديد لا يتعلق بسلاح يمكن استخدامه لمهاجمة البشر”.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت المعلومات تشير إلى نظام مضاد للأقمار الصناعية يعمل بالطاقة النووية أم يتيح القدرة على التسليح النووي.
يذكر أن شبكة ABC الأمريكية كانت أول من أورد عن تلك المعلومات الاستخباراتية.
وكان رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، النائب الجمهوري مايك تورنر من ولاية أوهايو، أصدر بيانا “غامضا” أعلن فيه أن اللجنة لديها “معلومات تتعلق بتهديد خطير للأمن القومي”.
وفي رسالة إلى المشرعين يدعوهم فيها إلى الاطلاع على المعلومات الاستخباراتية الموجودة في الأماكن السرية للجنة، قال إن الأمر يتعلق “بقدرة عسكرية أجنبية مزعزعة للاستقرار يجب أن يعرفها جميع صناع القرار في الكونغرس”.
وعلى الفور، بدأ المشرعون في النزول إلى الطابق السفلي من مجلس النواب لمعرفة ماهية المعلومات الاستخبارية، ولكن بعضهم شعر بخيبة أمل، حيث قال أحد الأعضاء الديمقراطيين الذين يتمتعون بخبرة عميقة في مجال الأمن القومي إنهم لم يتلقوا قط هذا النوع من الاستدعاءات العاجلة بشأن مسألة تتعلق بالأمن القومي من قبل خلال فترة وجودهم في الكونغرس- وأن المعلومات الاستخباراتية التي رأوها لم تكن عاجلة بما يكفي لتبرير إنذار مايك تورنر .
وفي غضون ساعات، حاول رئيس مجلس النواب الجمهوري، النائب مايك جونسون، تخفيف هذا الوضع المعقد، قائلاً للصحفيين إنه “ليس هناك سبب للقلق”، مشيراً إلى أنه كان على علم بالمعلومات الاستخباراتية منذ يناير/كانون الثاني على الأقل.
وأضاف: “نريد فقط أن نؤكد للجميع أن الأيدي الثابتة هي التي تقف وراء عجلة القيادة، وحن نعمل على ذلك ولا داعي للقلق”.
وقال النائب جيم هايمز، كبير الديمقراطيين في اللجنة، في بيان، إن “المعلومات الاستخباراتية السرية التي لفتت لجنة المخابرات بمجلس النواب انتباه الأعضاء إليها الليلة الماضية مهمة، لكنها ليست سببا للذعر”.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، الأربعاء، إنه “مندهش” من أن تورنر أعلن عن المعلومات، مشيرا إلى أنه كان من المقرر بالفعل أن يقدم إحاطة لكبار الزعماء الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس النواب بالإضافة إلى تورنر وهيمز، الخميس، وأضاف: “لقد حددنا موعدا لعقد جلسة إحاطة لأعضاء مجلس النواب لذلك أنا مندهش بعض الشيء”.
وحث تورنر في بيانه إدارة بايدن على رفع السرية عن “جميع المعلومات المتعلقة بهذا التهديد حتى يتمكن الكونغرس والإدارة وحلفائنا من مناقشة الإجراءات اللازمة للرد على هذا التهديد بشكل علني”.
وفي الوقت نفسه، أشار الزعماء الجمهوريون والديمقراطيون في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، في بيان مشترك، إلى أنهم كانوا على علم بالمعلومات الاستخبارية، لكن سيكون من الصعب رفع السرية عنها دون الكشف عن مصادرها والأساليب الحساسة لجمعها.
وتأتي الضجة حول المعلومات الاستخباراتية الجديدة في الوقت الذي تعثرت فيه حزمة مساعدات بقيمة 60 مليار دولار لدعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا في مجلس النواب، وكان الرئيس السابق دونالد ترامب يدعم علنا أعضاء الحزب الجمهوري الذين عارضوا الحزمة.
وفي الأيام الأخيرة، قال ترامب أيضا إنه سيشجع روسيا على “فعل ما تريده” تجاه حلفاء الناتو الذين لا يحققون أهداف الإنفاق التي حددها التحالف على دفاعهم.
قال جونسون إنه لن يطرح مشروع قانون المساعدات الذي أقره مجلس الشيوخ، لكن تورنر أيد علنا الاستمرار في تمويل المجهود الحربي في أوكرانيا.
وتكهن بعض المشرعين والمسؤولين الأمريكيين سرا بأن جهود تورنر لإطلاع المشرعين على المعلومات الاستخباراتية – وهو الأمر الذي صوتت عليه لجنة المخابرات بمجلس النواب ليلة الثلاثاء- قد تكون محاولة لتعزيز الدعم الضعيف لأوكرانيا.
ورفضت المصادر تقديم مزيد من التفاصيل حول المعلومات الاستخباراتية أوالقدرات الروسية التي ذكرت بها، لكن لسنوات، عملت روسيا على أنظمة فضائية مضادة مصممة لتحييد أنظمة الفضاء العسكرية والتجارية الأمريكية، وفقا لتقرير وكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA) لعام 2022 حول أمن الفضاء.
وتدعو العقيدة الروسية إلى امتلاك القدرة على استهداف أقمار “العدو” الصناعية، باستخدام هجمات تهدف إلى التشويش المؤقت والتدمير التام.
وفي عام 2020، اختبرت روسيا سلاحا فضائيا مضادا للأقمار الصناعية يتمتع بقدرات متطورة يمكن أن يكون لها غرض مزدوج: يمكنه مساعدة الأقمار الصناعية “الصديقة” مع امتلاك القدرة على مهاجمة أقمار “العدو”.
وقال مدير مشروع المعلومات النووية في اتحاد العلماء الأمريكيين، هانز كريستنسن، إن السلاح المضاد للأقمار الصناعية “سيشكل تهديدا كبيرا للأقمار الأمريكية، سواء كان بقدرة نووية أم لا”. (CNN)
[ads3]