ألمانيا: ناج من الهولوكوست يعرب عن صدمته تجاه الجدال حول إعادة التهجير

 

أعرب أحد الناجين من المحرقة النازية “هولوكوست” في ألمانيا عن صدمته تجاه الاجتماع الذي شمل يمينيين متطرفين في بوتسدام وناقشوا خلاله طرد أجانب من ألمانيا، الأمر الذي أحدث دويا في الأوساط السياسية والاجتماعية بألمانيا وتسبب في خروج مظاهرات بأعداد كبيرة لمعارضة التطرف اليميني.

وقال ألبرشت فاينبرج (98 عاما) الذي يعيش حاليا في بلدة ليير بولاية سكسونيا السفلى لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): “ما الذي يفكر به مثل هؤلاء الأشخاص.. هل نسوا ما كان في الحرب العالمية الثانية وماذا قامت به ألمانيا؟”

يأتي ذلك على خلفية ما كشفته منصة “كوريكتيف” الإعلامية الاستقصائية مؤخرا عن اجتماع عقده متطرفون يمينيون في نوفمبر من العام الماضي في مدينة بوتسدام القريبة من العاصمة الألمانية برلين. وبحسب تقرير “كوريكتيف”، حضر الاجتماع سياسيون من حزب البديل من أجل ألمانيا (إيه إف دي) اليميني المعارض وكذلك أعضاء من الحزب المسيحي الديمقراطي من تيار يمين الوسط، وجمعية “اتحاد القيم” التي تنتمي إلى غلاة المحافظين وحركة الهوية اليمينية المتطرفة.

وكان من بين المشاركين في هذا الاجتماع النمساوي مارتن زيلنر الذي تزعم على مدار فترة طويلة حركة الهوية الاشتراكية الأوروبية المتطرفة التي تعارض بشدة هجرة المسلمين إلى أوروبا.

وتحدث زيلنر خلال الاجتماع عن “إعادة التهجير”؛ وهذه عبارة يستخدمها المتطرفون اليمينيون للتعبير عن ضرورة ترحيل عدد كبير من الأشخاص من ذوي الأصول أجنبية، حتى وإن كان هذا بالقوة.

وصرح الناجي من الهولوكوست بأنه أمر مشجع أن كثيرا من الأشخاص يعارضون حاليا التطرف اليميني ويخرجون إلى الشوارع من أجل دعم الديمقراطية والحقوق الأساسية، واستدرك قائلا: “ولكن النسبة قليلة للغاية”، وأضاف أنه لا يزال هناك حاجة لمزيد من التوعية بشأن جرائم النازية.

يشار إلى أن ألبرشت فاينبرج نجا من القتل في ثلاثة معسكرات للاعتقال إبان الحقبة النازية، ولكن عائلته اليهودية قتلت بالكامل تقريبًا على يد النازيين.

وفي عام 2012، عاد من منفاه في الولايات المتحدة الأمريكية إلى موطنه بصحبة أخته.

ومنذ ذلك الحين يذهب إلى المدارس ويخبر تلميذات وتلاميذ هناك عن ذكرياته.

وبالتعاون مع الصحفي الألماني نيكولاس بوكسه، كتب فاينبرج قصة حياته في كتاب يحمل اسم “حتى لا تبهت الذاكرة مثل الرقم الذي على ذراعي”، وتم نشره قبل أيام. (DPA)

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها