وزير الدفاع الألماني ينأى بنفسه عن تصريحات زعيم كتلة الاشتراكيين بشأن تجميد حرب أوكرانيا
نأى وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، بنفسه عن تصريحات زعيم كتلة الحزب الاشتراكي الديمقراطي، رولف موتسينيش، التي دعا فيها إلى تجميد الحرب في أوكرانيا.
يذكر أن بيستوريوس والمستشار الألماني ينتميان إلى الحزب الاشتراكي.
وفي أعقاب لقاء له مع نظيره البولندي فلاديسلاف كوسينياك-كاميز، قال بيستوريوس في وارسو اليوم الإثنين، إن هذه التصريحات “لن تفيد في نهاية المطاف سوى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين”.
ورأى بيستوريوس، أن هذا الموقف يمكن تبنيه للدعوة إلى السلام “ولكن لا يجب أن يكون هناك سلام مفروض، ولا سلام يؤدي إلى ذلك، أو وقف لإطلاق النار أو تجميد يتيح لبوتين في النهاية أن يخرج معززا ويواصل النزاع كلما شاء”.
وتجدر الإشارة إلى أنه خلال نقاش مسألة توريد صواريخ تاوروس لأوكرانيا في البرلمان الألماني يوم الخميس الماضي، كان موتسينيش تساءل قائلا: “ألم يحن الوقت لأن نتحدث ليس فقط عن كيفية خوض حرب بل أيضا لنفكر في كيف يمكن تجميد حرب وإنهاؤها لاحقا؟”.
وقوبلت هذه التصريحات أيضا بانتقادات من صفوف الحزبين الشريكين في الائتلاف الحاكم، وهما حزب الخضر والحزب الديمقراطي الحر.
في المقابل، أعرب المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر اليوم عن دعمه لموتسينيش، وقال شرودر، 79 عامًا: “يبدو لي أن رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي، السيد رولف موتسينيش يسير على الطريق الصحيح. ينبغي أن يدعم موقفه كل من الحزب والكتلة”.
وتجدر الإشارة إلى أن شرودر يرتبط بعلاقة صداقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ فترة توليه منصب المستشار (1998-2005)، كما أنه لا يزال يواصل العمل لدى الشركات الروسية صاحبة الأغلبية في خطي أنابيب نورد ستريم عبر بحر البلطيق.
ورغم أنه وصف الحرب الروسية الأوكرانية، بالخطأ فإنه لا يزال يتمسك بصداقته مع بوتين، ما عرضه للتهميش من جانب قيادة الحزب الاشتراكي.
وكانت هناك إجراءات لطرده من الحزب لكنها فشلت.
وبدوره، انتقد وزير الدفاع البولندي كوسينياك-كاميز اقتراح موتسينيش، وقال خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع بيستوريوس، وفقا للترجمة: “هذه فكرة لا ينبغي أخذها بعين الاعتبار”، مشيرا إلى أنها تعتبر “خطيرة”.
في الوقت نفسه، أعرب الوزير البولندي عن رفضه لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا، وقال: “بولندا ليس لديها نية لإرسال قوات إلى أوكرانيا”.
وأردف أن هذا هو موقف الحكومة البولندية “وسأكرر هذا في كل المحافل”.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طالب قبل ثلاثة أسابيع بجعل إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا خيارا مطروحا على الطاولة، وهو ما رفضه شولتس.
وكان رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك أدلى بتصريحات مماثلة لتصريحات وزير الدفاع البولندي، غير أن وزير الخارجية البولندي راديك سيكورسكي أعرب عن دعمه لاقتراح ماكرون.
وأعلن بيستوريوس وكوسينياك-كاميز اعتزامهما عقد اجتماع مع نظيريهما الفرنسي سباستيان ليكورنو في أقرب وقت ممكن.
ويذكر أن الاجتماعات بين البلدان الثلاثة هي اجتماعات تقليدية لكنها كانت تتم حتى الآن على مستوى زعماء الدول الثلاث ووزراء خارجيتها، وتحمل صيغة هذه الاجتماعات اسم “مثلث فايمار” نسبة إلى الموقع الذي بدأت فيه هذه الاجتماعات في عام 1991. (DPA)[ads3]