استطلاع : تزايد نفوذ اليمين المتطرف في الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي
بعد أن كانت هذه الدول الست الداخلية، مهد مشروع التكامل الأوروبي، تحولت اليوم إلى بيئة خصبة للتيارات اليمينية المتطرفة، وذلك في ظل مخاوف متزايدة من مشكلة الهجرة.
أظهرت استطلاعات أجرتها شبكة “يورونيوز” ارتفاعًا في الدعم للتيارات اليمينية المتطرفة في بلجيكا، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ولوكسمبورغ، وهولندا.
وبعد أن كانت هذه الدول الست الداخلية، مهد مشروع التكامل الأوروبي، تحولت اليوم إلى بيئة خصبة للتيارات اليمينية المتطرفة، وذلك في ظل مخاوف متزايدة من مشكلة الهجرة.
وبحسب الأرقام، تشهد الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي، والتي تُعرف باسم “الدول الست الداخلية”، ارتفاعاً ملحوظاً في شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة.
وكان أبرز ما كشفه استطلاع “يورونيوز”، الذي شمل 26 ألف مقابلة (10 آلاف منها من الدول الست المؤسسة للاتحاد الأوروبي) في بلدان تمثل 96% من سكان الكتلة، ارتفاع شعبية الأحزاب اليمينية المتطرفة والمحافظة في هذه الدول.
ونظرًا لأن الدول الست الداخلية تُعتبر القلب النابض للاتحاد الأوروبي، فإنّ متابعة التطورات فيها ضرورية لفهم اتجاهات الاتحاد ككل.
ولكن من خلال تحليل توقعات المقاعد في البرلمان الأوروبي المقبل، يتضح أنّ هذه الدول تميل بشكلٍ ملحوظ نحو اليمين المتطرف.
وعلى الرغم من أنّ أحزاب يمين الوسط من حزب الشعب الأوروبي تحافظ على صدارتها في استطلاعات الرأي بألمانيا ولوكسمبورغ، إلا أنّ حزب إخوان إيطاليا اليميني يتوقع تحقيق أفضل أداء انتخابي له في تاريخه، حيث يُتوقع أن يزداد عدد مقاعده في البرلمان الأوروبي من 7 إلى 23 مقعدًا.
وأكثر ما يثير الإعجاب، هو تصدر ثلاثة أحزاب من المجموعة البرلمانية اليمينية المتطرفة “الهوية والديمقراطية” لاستطلاعات الرأي في فرنسا وهولندا وبلجيكا.
وبشكل عام، يتوقع أن يزداد عدد أعضاء البرلمان الأوروبي من أحزاب يمين الوسط أو اليمين المتطرف في الدول الست من 135 إلى 153 عضوًا، وفقًا لاستطلاع يورونيوز.
وهذا يعني، أنه إذا تم إجراء انتخابات البرلمان الأوروبي في الوقت الحالي، فإن ائتلافًا يمينيًا قد يحصل بسهولة على ما يقرب من نصف إجمالي أعضاء البرلمان الأوروبي المنتخبين.
وبينما قد يُصيب الرعب الآباء المؤسسين للاتحاد الأوروبي، مثل أديناور وشومان ودي جاسبيري، من نجاح بعض أشد خصوم التكامل الأوروبي، مثل خيرت فيلدرز أو مارين لو بان، فإنّ الآمال المؤيدة للاتحاد الأوروبي تعتمد على زواج المصلحة بين المحافظين وأحزاب يمين الوسط.
وقال مارغاريتيس شيناس، نائب رئيس المفوضية والعضو البارز في حزب الشعب الأوروبي، في لقاء مع “يورونيوز أون إير” يوم الثلاثاء (19 مارس): “لا أرى جيورجيا ميلوني كمحفز لبوتين، بل أراها بمثابة وابل من اليمين المتطرف”.
يبدو أن التغييرات في المشهد السياسي ناتجة عن قضايا الهجرة، حيث يعتقد عدد كبير من الذين شملهم الاستطلاع في فرنسا (62%)، وألمانيا (53%)، وهولندا (50%)، وإيطاليا (54%)، وبلجيكا (48%) أن الاتحاد الأوروبي كان له تأثير سلبي على سياسة الهجرة.
وتتصدر هولندا وألمانيا قائمة الدول التي تعتقد أن مكافحة الهجرة غير الشرعية يجب أن تكون أولوية قصوى، حيث يرى 70% من الهولنديين و 65% من الألمان ضرورة إعطائها الأولوية.
وتأتي بلجيكا وفرنسا وإيطاليا بعد ذلك، حيث يعتقد 62% من البلجيكيين و 59% من الفرنسيين و 54% من الإيطاليين أن مكافحة الهجرة غير الشرعية يجب أن تكون أولوية قصوى. (EURONEWS)
[ads3]