تطوير شبكة الهيدروجين في ألمانيا بمليارات اليوروهات

شهدت شبكة الهيدروجين في ألمانيا تطورًا جديدًا من شأنه أن يغذّي اعتماد أكبر اقتصاد أوروبي على الوقود النظيف، تحقيقًا لأهداف بلوغ الحياد الكربوني بحلول عام 2045.

ووافق التحالف الحاكم على آلية تمويل للشبكة التي تمتد لأكثر من 6 آلاف ميل (9.700 كيلومتر)، وستكلّف 20 مليار يورو (21.6 مليار دولار أميركي)، وفق ما رصدته منصة الطاقة المتخصصة.

وسيُموَّل المشروع من خلال الرسوم التي يدفعها المواطنون، وستقيمه شركات من القطاع الخاص.

وكان من المقرر إكمال شبكة أنابيب الهيدروجين التي ستربط المواني والصناعة ومحطات التخزين والكهرباء في عام 2032، إلّا أن الموعد تأجَّل 5 سنوات إلى 2037، لتخفيف العبء المالي على مقاولي المشروع.

وبعد الاتفاق بين المشرعين المعنيين بسياسات الطاقة في التحالف الحاكم المؤلف من 3 أحزاب، من المتوقع أن يناقش البرلمان الآلية الجديدة خلال الأسبوع المقبل.

وتبدي ألمانيا اهتمامًا خاصًا بالهيدروجين في مساعيها لخفض الانبعاثات وتحقيق التحول الأخضر؛ إذ تعوّل عليه ليحلّ بدلًا من الغاز الطبيعي لإزالة الكربون وتعويض تقطُّع إنتاج الطاقة المتجددة.

يبدأ العمل بشبكة نقل الهيدروجين في ألمانيا خلال العام المقبل (2025)، وستكون حجر الأساس لشبكة الهيدروجين في أوروبا؛ إذ ستُربط بالدنمارك والنرويج وإسبانيا.

وستشكّل شبكة خطوط أنابيب الغاز المعدلة ما يصل إلى 60% من شبكة الهيدروجين الجديدة، وستُقام الـ40% الأخرى من الصفر.

ولتشجيع الاستثمارات، سيحظى المستثمرون بحماية الحكومة؛ إذ لن يتحمل مشغّلو الشبكة المسؤولية في حالة تعرُّضهم للإفلاس مع تقديم ضمان حكومي بنحو 6.7% من إيرادات حقوق المساهمين قبل احتساب الضرائب.

وتدرس وزارة الاقتصاد تغطية تكاليف بناء شبكة الهيدروجين في ألمانيا على مدى مدة طويلة لتجنُّب تحميل المواطنين المبلغ الكامل للمستهلكين الحاليين، وثمة خطط لسداد التكاليف بحلول عام 2055.

وإذا كان الطلب ضعيفًا وفشلت السوق بالنمو، سيتحمّل مشغّلو الشبكة 24% فقط من التكاليف.

وبحسب الاتفاق، فالحكومة مسؤولة جزئيًا عن السيناريو غير المحتمل، وهو فشل الخطة، وفق ما جاء في تقرير نشرته وكالة رويترز.

ورحّبت الرابطة الفيدرالية لإدارة الطاقة والمياه (BDEW) بالاتفاق، لكنها دعت إلى تقديم المزيد من الحماية للمستثمرين من خطر خسارة أموالهم.

وقالت جمعية المرافق المحلية (VKU)، إن الاختبار الحاسم سيكون مرتبطًا باتخاذ قرارات الاستثمار الفعلية بناءً على الاتفاق من عدمه”.

وقالت شركة أورورا لأبحاث الطاقة والاستشارات المالية (Aurora Energy Research)، إن شبكة الهيدروجين في ألمانيا أطول من حجم الطلب المتوقع.

وتتوقع الشركة أن ينمو الطلب على الهيدروجين إلى 279 تيراواط/ساعة بحلول عام 2032، من 56 تيراواط/ساعة حاليًا، لكن الحكومة تتوقع أن يتراوح الطلب في عام 2030 بين 95 و130 تيراواط/ساعة.

وبناءً على تطور السوق حاليًا، ستحتاج ألمانيا إلى 73 تيراواط/ساعة من الهيدروجين بحلول 2030، ما يعني أن شبكة الأنابيب المقترحة ستعمل بربع قدراتها، وفق تقرير نشرته منصة هيدروجين إنسايت (hydrogeninsight) وطالعته منصة الطاقة المتخصصة.

كما ستظل شبكة الهيدروجين في ألمانيا أطول من احتياجات الطلب حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلًا بشأن تحقيق الحياد الكربوني، والتي تتوقع أن يبلغ الطلب 122.6 تيراواط/ساعة في 2030.

وبناءً على ذلك السيناريو، سينمو الطلب على الهيدروجين إلى 303.2 تيراواط/ساعة بحلول عام 2030، وفق مؤشرات السوق الحالية، وهو ما يقترب من نقطة التوازن مع طول شبكة نقل الهيدروجين والطلب، البالغ 562 تيراواط/ساعة، في حالة تحقيق الحياد الكربوني. (attaqa)

[ads3]