مخاوف مستمرة من اليمين المتطرف .. رئيس ألمانيا يحذر من تصاعد العداء ضد مسؤولين محليين بعد بعد تلقيهم تهديدات
دق الرئيس فرانك فالتر شتاينماير دق ناقوس الخطر بشأن التهديدات المتزايدة التي يواجهها الساسة المحليون في البلاد، وحث على عدم التراخي في مواجهة العداء المتزايد تجاه رؤساء البلديات والمسؤولين المحليين.
وفي كلمته أمام حشد من أكثر من 80 رئيس بلدية فخرياً في برلين، أكد شتاينماير الحاجة إلى “دفاع قوي” عن الديمقراطية على المستوى الشعبي.
وبحسب الموقع، سلطت دراسة حديثة، بتكليف من مؤسسة كوربر، الضوء على المخاطر المتصاعدة التي يواجهها رؤساء البلديات المحليون، كاشفة أن 40% من رؤساء البلديات الصغيرة إما تعرضوا للإهانة أو التهديد أو الاعتداء الجسدي؛ بسبب أدوارهم السياسية.
وهذه النسبة مثيرة للقلق بشكل خاص عند مقارنتها بمسح عام 2021، الذي أشار إلى أن 57% من المسؤولين المنتخبين المتفرغين واجهوا تحديات مماثلة، لافتاً إلى أن المد المتصاعد للتطرف اليميني يشكل عاملا مهما وراء التهديدات.
وحدد نحو 35% من المشاركين التطرف اليميني باعتباره تحديا كبيرا لمجتمعاتهم في السنوات المقبلة، موضحاً أن هذا الشعور كان أكثر وضوحاً في شرق ألمانيا، حيث أفاد ربع السياسيين المحليين بزيادة في الميول المناهضة للديمقراطية.
وزادت حوادث العنف ضد المسؤولين المحليين من تفاقم المخاوف، وذكر أن عضو الحزب الديمقراطي الاشتراكي من يسار الوسط، مايكل مولر، شهد من كثب المخاطر المرتبطة بموقفه السياسي، فقد تم تفجير عبوة حارقة خارج منزله؛ ما أدى إلى نشوب حريق لاحق هدّد عائلته.
ووقع الحادث، الذي يخضع الآن للتحقيق بتهمة محاولة القتل، بعد وقت قصير من دعوة مولر إلى مظاهرة ضد المتطرفين اليمينيين، كما أن التهديدات لا تقتصر على العنف الجسدي.
وأصبح الخطاب عبر الإنترنت عدائيا بشكل متزايد؛ ما دفع الكثيرين إلى الانسحاب من النقاش العام، مشيراً إلى هجوم عام 2015 على عمدة مدينة كولونيا، هنرييت ريكر، ومقتل رئيس منطقة محلية في كاسل، والتر لوبكي، عام 2019، وكلاهما ارتكبهما متطرفون يمينيون.
ويفتقر السياسيون المحليون إلى الحماية الممنوحة لكبار المسؤولين، مثل المركبات المدرعة وتفاصيل الأمن الشخصي، إلا أن البعض يتخذ تدابير استباقية لمعالجة هذه المشكلة.
وتعمل عمدة مدينة زوسن، ويبكي شاهين شوارزويلر، بنشاط مع شتاينماير منذ عام 2018 لرفع مستوى الوعي بشأن التهديدات التي يواجهها السياسيون المحليون؛ إذ أدت جهودها إلى إنشاء بوابة “Stark im Amt” التي تقدم الدعم للمسؤولين المنتخبين.
يشار إلى أنه واستجابة للمخاوف المتزايدة، كشفت الحكومة الفيدرالية عن خطة عمل من 10 نقاط ضد التطرف اليميني في آذار 2022، تتضمن تدابير لحماية المسؤولين المنتخبين، وإنشاء نقطة اتصال جديدة على مستوى البلاد للسياسيين المحليين، من المقرر إطلاقها هذا الصيف.
بدوره، شدد ماركوس كوبر، وهو من المنتدى الألماني لمنع الجريمة، على ضرورة حماية ممثلي البلديات، واصفا إياهم بـ”المحرك الرئيسي” للنظام الديمقراطي.
ومع استمرار تصاعد التهديدات ضد الساسة المحليين، أصبحت حماية الديمقراطية على المستوى الشعبي مصدر قلق للسلطات الألمانية. (DW)
[ads3]