سي إن إن : قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا .. كابوس الاضطرار لنقل حيوانك الأليف على متن طائرة
إنه سيناريو كابوس لأي محب للحيوانات: الاضطرار إلى اصطحاب حيوانك الأليف المحبوب على متن طائرة ثم اكتشاف أنه فُقِد أثناء النقل.
هذا ما حدث لأليسا كوب ووالدتها ماري غوميز كوب عندما اختفت قطتهما رودري على متن رحلة جوية في أوروبا في 8 مارس/ آذار.
بعد مرور أكثر من شهر على تسليم حاملة القطط الفارغة والمكسورة لغوميز كوب، لا يزال الثنائي يناضلان من أجل الحصول على إجابات حول مصير حيوانهما الأليف، وتريدان رفع مستوى الوعي بشأن الحيوانات الأخرى المفقودة أثناء النقل أيضًا.
لكن على نحو رئيسي، تريدان فقط العثور على رودري، القطة التي تعاني من رؤية جزئية وبلغت عامها الأول في الأول من أبريل/ نيسان. وعوض ذلك، قالتا إن شركة النقل، الخطوط الإيجية الجوية اليونانية، وشركة التعامل مع الأمتعة التابعة لها، توقفتا الآن عن الرد عليهما.
كان اللقاء الأول للثنائي مع رودري في سبتمبر/ أيلول 2023.
غوميز كوب وزوجها، زوج أم أليسا، ألمانيان ولكنهما يملكان منزلًا في جزيرة كريت اليونانية حيث يعتنيان بحوالي 60 قطة ضالة يطعمانها، وينقلانها إلى الطبيب البيطري لتلقّي العلاج الطبي، وإخصائها في بلد لا يتم فيه معاملة القطط الضالة بشكل جيد دومًا. كما يرتّبان أيضًا عمليات التبني، وغالبًا ما ينقلان القطط والكلاب بعيدًا عن الجزيرة إلى منازل جديدة في وجهات حول أوروبا.
في سبتمبر/ أيلول الماضي، كانت أليسا كوب تقيم معهما عندما عثروا على قطة صغيرة تعيش في كومة من القمامة.
قالت كوب: “لقد رأيناها مرات عدة ورأينا أنّ إحدى عينيها لم تكن موجودة، وكانت في حالة سيئة حقًا”.
تابعت: “أمسكنا بها، وأخذناها إلى الطبيب البيطري الذي أغلق عينها المفقودة جيدًا، لكنه قال إنّ عينها الثانية كانت تتحوّل إلى اللون الأبيض، وأنها ستصبح كذلك عندما تكبر وتصبح جاهزة للخصي”. ونصحهم بنقلها بالطائرة إلى مستشفى للحيوانات في ألمانيا لأنهم يستطيعون التعامل مع الأمر بشكل أفضل هناك.
أصبحت رودري بسرعة عضوًا محبوبًا جدًا في العائلة. عندما أخذوها إلى المنزل لأول مرة، قالت كوب، “نظفت أمي عينها، وبعد دقائق قليلة كانت في حضنها، ونامت لساعات. لقد كانت ممتنة للغاية وأرادت احتضانها”.
لذلك، في 8 مارس/ آذا، استعدت غوميز كوب لنقل رودري جوًا إلى ميونيخ، حيث ستعتني أليسا بالقطة بعد علاجها.
لكن رودري لم تصل إلى ألمانيا. وبعد مرور شهر، لا تزال الأسرة لا تعلم ما مصيرها.
كانت رودري إحدى ثلاث قطط تم تسجيل وصولها على متن رحلة طيران إيجه رقم 331 من خانيا في جزيرة كريت، إلى أثينا. ومن هناك، وبعد رحلة قصيرة أقل من ساعة بقليل، كان مقرر تحميلها على متن رحلة أخرى لشركةالخطوط الإيجيه الجوية إلى ميونيخ، حيث ستتبنى الحيوانان عائلة ألمانية جديدة، وعرضت غوميز إيصالهما بعدما وضعت وزوجها كل قطة في حاملتها الخاصة ومكّنا جوانب كل منها برباطات كابل ومسامير إضافية، تحسبًا من أي شيء.
ومن المفارقات أن الشركة اليونانية تسمح للركاب بحمل قطة واحدة في المقصورة، لكن غوميز كوب رأت أنه من الأفضل تحميل القطط الثلاثة في عنبر الطائرة، حيث أنها جميعًا كانت ضالة في السابق.
وأوضحت كوب: “لا ترتاح كل حيوانات التي تم إنقاذها بوجود عدد كبير جدًا من الأشخاص حولها، لأنها قد تخاف من الناس أكثر من خوفها من الضوضاء العالية”.
هناك العديد من التجارب الجيدة لجهة نقل الحيوانات مع الخطوط الإيجية، “فقررت أنه من الأفضل وضعها في العنبر. الطيران أمر مرهق للحيوانات، لكن من الأفضل الطيران مدة خمس ساعات عوض العيش في الشارع”.
وفي مطار خانيا، قام ممثل لشركة طيران إيجه بفحص الأوراق وأجاز الرحلة للحيوانات. وكانت الأسرة قد دفعت 360 يورو (390 دولارًا) مقابل القطط الثلاث.
وصلت غوميز كوب التي كانت تسافر إلى أثينا من دون أي مشكلة. لكن عندما كانت تنتظر ركوب رحلتها التالية إلى ميونيخ، تقول ابنتها، اقترب منها أحد موظفي المطار وأخذها إلى الطائرة التي ستسافر إلى ميونيخ.
قالت كوب: “لقد أروني الصندوثان، وأنّ أحدهما تمّ كسره”، ما ترك حفرة كبيرة بما يكفي لتمريرها قطة، وكانت حقيبة الحمل فارغة.
“سئلت إن كانت أعطتهم صندوقًا مماثلا [في خانيا]، وأين كان الحيوان. ثم طلبوا منها التحقق إذا كان الحيوانان الآخران موجودين في الصندوق الآخر.
عندها أدركت أن رودري كان مفقودًا.
قالت كوب: “أخبروها أنهم لا يعرفون ما حدث. لم يتمكن أحد من تقديم إجابات لها وأنّ ذلك حدث في خانيا”.
حثّ مسؤولو المطار والدة كوب على ركوب الرحلة التالية كما هو مخطط لها، عوض البحث عن رودري على الأرض. أخذ الموظفون حقيبة النقل المتبقية إلى منطقة الانتظار حيث قررت القيام بالرحلة لأنّ على القطتين الأخريين الوصول إلى منزلهما الجديد في ألمانيا.
لم تر رودري مرة أخرى.
ونظمت العائلة حملة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الشهر الماضي للعثور على رودري، فعكست صورة محبطة عن جهودها لنقله، قائلة إن أيًا من مطاري خانيا أو أثينا سيتحملان مسؤوليتهما.
قامت غوميز كوب بأربع رحلات إلى أثينا بعد تلقي بلاغات عن مشاهدات محتملة، لكن لم يُسمح لها بداية إلا بتفتيش المناطق العامة. قامت شركة طيران إيجه بتغطية ثلاث من رحلاتها الثمانية للبحث عن رودري.
بعد تلقي حفنة أخرى من مشاهدات رودري المحتملة في خانيا. سُمح لغوميز كوب بالدخول إلى منطقة تحميل الطائرات مرة واحدة، لكن لم يُسمح لها بالعودة منذ ذلك الحين. وتقول العائلة إن الجهود اللاحقة للعثور على القطة اصطدمت بجدار، حيث قام الموظفون في المطارين بإزالة الملصقات، وأعاد العمال من خانيا حاملة القطط.
وقال متحدث باسم شركة فرابورت اليونان، التي تدير مطار خانيا، لـCNN، إنها بذلت كل ما في وسعها ضمن لوائح الطيران لتحديد موقع رودري، وأكد أن شركة الطيران وشركة المناولة الأرضية، Goldair Handling، مسؤولتان عن النقل الآمن للحيوانات الحية.
وأفادت شركة Goldair إنها اتبعت البروتوكولات في محاولة العثور على القطة. وجاء في بيانها: “نحن نحقق في الظروف المحيطة بالضرر الذي لحق بحاملة رودري، بهدف تنفيذ إجراءات وقائية لمنع وقوع حوادث مماثلة في المستقبل”.
أما مطار أثينا الدولي فأفاد أن ليس لديه ما يؤشر إلى أن القطة وصلت إلى منشآته وأن شركة الطيران وشركة المناولة الأرضية هما المسؤولتان، رغم أنها سمحت للعائلة بتفتيش منشآتها.
وقال متحدث باسم الشركة: “لقد أنشأنا أيضًا قناة اتصال مباشرة مع العائلة.. [و] قمنا بدعوة الأسرة للبحث عن رودري في المطار بما يتماشى مع البروتوكولات والإجراءات الأمنية المعمول بها”.
بالنسبة لكوب، فإن عدم القدرة على تفسير ما حدث للقطة، يشير إلى قضايا أوسع وأكثر إثارة للقلق.
“كيف لا يعرفون ماذا وأين حدث ذلك؟ إن مهمتهم هي معرفة ما يجري في المطار. أعتقد أنها مشكلة أمنية كبيرة”.
وفي الأثناء، لم ترد الخطوط الجوية الإيجية على العائلة منذ أكثر من شهر. وفي رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بينهما التي اطلعت عليها CNN، قال ممثل خدمة العملاء إن القطط الثلاثة تم تحميلها بشكل صحيح على متن الطائرة في خانيا، لكن عند وصولها إلى أثينا، لاحظ أحد عملاء المنحدر أن أحد القفصين قد تعرض للتلف وأن رودري مفقودة. تقول عائلة كوب إن كاميرات المراقبة لا تظهر القطط التي يتم تحميلها على متن الطائرة.
ولم ترد شركة الطيران على أسئلة محددة من CNN، لكنها قالت إنها فعلت كل ما في وسعها، وتجري تحقيقًا لمنع تكرار الحادث.
وجاء في الرد: “لقد كان الحفاظ على التواصل المفتوح مع أولياء رودري أولويتنا منذ اللحظة التي علمنا فيها بالوضع، وقد تم إبلاغهما بجهودنا لتحديد موقع رودري والتزامنا ببذل كل ما في وسعنا لتسهيل سفرهم فيما لا يزالون يقومون بإجراءات خاصة للسبب عينه”. ولم تعلق على عدم الرد على الأسرة منذ 13 مارس/آذار.
بالنسبة لعائلة كوب، لا يقتصر الأمر على رودري فقط. فمنذ أن انتشرت قصتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، اتصل بهم “العديد من الأشخاص”، كما تقول أليسا كوب، وشاركوا قصصًا مماثلة عن اختفاء حيواناتهم الأليفة.
وخلصت كوب: “الأمر عينه دومًا، إذا عثروا على الحيوانات الضائعة، فالسبب محض صدفة وليس لأنهم بذلوا جهدًا ما. إنهم لا يغيرون طريقة عملهم. كيف يمكنهم بيع تذاكر بـ120 يورو لنقل حيوان صغير واحد، ثم يحدث شيء كهذا؟”. (CNN)
[ads3]