رغم تراجع التضخم .. ألمانيا: أسعار السلع الغذائية ما تزال مرتفعة

 

ما تزال أسعار السلع الغذائية في ألمانيا مرتفعة رغم تراجع معدل التضخم. ويرى خبراء أن ذلك يعود إلى التغير المناخي الذي ضرب إنتاجية المحاصيل الزراعية في بعض الدول التي تستورد منها ألمانيا.

ووفق البيانات الألمانية الرسمية التي نشرها مركز الإحصاء، تراجع التضخم في ألمانيا خلال الفصل الأول من هذا العام، بعد أن شهد ارتفاعات قياسية، وبلغ أدنى مستوياته منذ ثلاث سنوات خلال مارس/ آذار الماضي، وأضحت العديد من السلع الاستهلاكية أرخص بفعل تراجع أسعار الطاقة.

ووفق خبراء، فإن اتجاهات التراجع في الأسعار لم تنعكس على منتجات أخرى، مثل المنتجات الزراعية، بسبب عامل الطقس والتحول المناخي.

وقال مؤسس معهد المناخ الجديد، الخبير نيكلاس هوهنه، في مقابلة مع شبكة “أن تي في” الألمانية، مساء السبت، إن حالات الجفاف والفيضانات والعواصف كان لها تأثير كبير بإنتاج الغذاء في العديد من الدول التي تستورد منها ألمانيا. وأضاف: “علينا أن نتكيف مع التغير الكبير في الطقس، الذي أثر سلباً في المنتجات الزراعية”.

وأضاف: “على القطاعات الزراعية أن تتكيف مع التغير المناخي، ويتكيف كذلك المنتجون، وإلا فإن التغير المناخي سيكون مكلفاً للغاية مع تغيّر مناطق بأكملها بفعل الظروف المناخية المختلفة”.

ووفقاً لهوهنه، فإنه “مع تحسين خيارات الزراعة فمن الممكن تعويض خسارة المحصول جزئياً (..) من المهم للغاية أن يتصرف المنتجون ببصيرة، وأن ينظروا من كثب كيف يتغيّر المناخ، وما النباتات التي تعيش في ظل هذه الظروف المتغيرة”.

وأعرب الخبير ذاته عن اعتقاده بأنه “من غير المرجح أن يقوم غالبية المنتجين بذلك، وبالتالي فإن الأسعار سوف تستمر في الارتفاع بالمستقبل”.

ولم يستبعد احتمال تأثر المواد الغذائية الأساسية بالزيادات الحادة في الأسعار مع النقص الهائل في المنتجات الزراعية، مبرزاً أن “تغير المناخ سيكون خطراً على الإمدادات الغذائية العالمية”، مطالباً المنتجين من المزارعين بالتنويع لأنها أنجع الطرق لتقليل المخاطر.

وفي خضم ذلك، تظهر حالياً الارتفاعات في أسعار السلع، مع تأثرها بالتكلفة وقلة الإنتاج. ومن بين السلع التي ارتفعت أسعارها في السوق الألماني، الكاكاو وعصير البرتقال والزيتون والطحين التي زادت أسعارها بشكل كبير في محلات السوبر ماركت في البلاد.

وفي بداية شهر إبريل/ نيسان الحالي، وصل سعر طن الكاكاو الخام 10 آلاف دولار، بعد أن كان معدل السعر خلال الأعوام الماضية يصل فقط لنحو 3 آلاف دولار.

أما أسعار البرتقال المستورد إلى دول الاتحاد الأوروبي فزادت أسعاره بنسبة تصل إلى 89% العام الماضي، وكل ذلك مع تراجع المحاصيل في الولايات المتحدة والبرازيل وغيرها بفعل الاحتباس الحراري، ما يجعلها أقل جودة ونوعية.

وبحسب ما أفاد المكتب الفيدرالي الألماني للإحصاء، فإن تكلفة زيت الزيتون ارتفعت خلال مارس/ آذار بما نسبته 54% مقارنة بالعام الماضي. ويعود ذلك إلى الحصاد الضعيف للزيتون، ما أدى إلى ارتفاع الأسعار. وفي إسبانيا، أكبر منتج في العالم للزيتون، تراجعت العائدات مثلاً بما يزيد عن النصف، كما تراجعت إنتاجية الزيتون كذلك في كل من اليونان وإيطاليا.

ويعزو الخبراء والمزارعون ذلك إلى التغير المناخي، حيث بات فصل الشتاء معتدلاً، ولا يحمل الكثير من البرودة. ووفقاً لخبراء، فإن من أسباب الارتفاعات القياسية للأسعار مع زيت الزيتون، نقص المعروض من بعض المواد الغذائية المستوردة نتيجة لتغير المناخ، كطول فترات الجفاف والفيضانات، والأمراض التي تطاول بعض النباتات، فضلاً عن ضمور محاصيل مثل ثمار الكاكاو في كل من غانا وساحل العاج في قارة أفريقيا.

وحسب قناة “أن تي في” الإخبارية الألمانية، أظهرت دراسة مشتركة أجراها معهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ والبنك المركزي الأوروبي أن زيادة متوسط درجات الحرارة يمكن أن يرفع أسعار الغذاء في منطقة اليورو بنسبة تصل إلى 3.2 نقاط مئوية سنوياً، وبنسبة تضخم إجمالي تصل إلى 1.18 بالمائة.

وينطبق هذا التأثير بالتساوي على البلدان الأكثر ثراًء وفقراً في القارة. بدورها، دعت وكالة البيئة الأوروبية شركات مبيعات التجزئة والمنتجين الاستعداد لعواقب تغيّر المناخ، وأن أوروبا تحتاج إلى تدابير عاجلة وإضافية، استعداداً للعواقب الكارثية لتغير المناخ. (alaraby)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها