3 دولة أوروبية تعترف رسمياً بدولة فلسطين
أعلنت كل من النرويج وإيرلندا وإسبانيا، الأربعاء، اعترافها رسميا بدولة فلسطين اعتبارا من 28 مايو/أيار الجاري.
وقبل هذا التطور، سبق أن اعترفت 8 بلدان أعضاء في الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين، وهي: بلغاريا وبولندا وتشيكيا ورومانيا وسلوفاكيا والمجر وإدارة جنوب قبرص الرومية والسويد.
وفلسطين دولة بصفة مراقب بالأمم المتحدة لكن غير عضو، وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012.
* النرويج: لا سلام دون دولة فلسطينية
أوضح رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستوره في مؤتمر صحفي، أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين وفق ما يتماشى مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأضاف: “في خضم الحرب التي أسفرت عن مقتل وجرح عشرات الآلاف، يجب أن نحافظ على البديل الوحيد الذي يقدم حلاً سياسيًا للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء: دولتان تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام وأمن”.
وأكد ستوره أنه “لن يكون هناك سلام في الشرق الأوسط دون حل الدولتين، ولا يمكن أن يكون هناك حل الدولتين دون دولة فلسطينية، بمعنى آخر، الدولة الفلسطينية شرط أساسي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط”.
وشدد على أن “الاعتراف بدولة فلسطين يبعث برسالة قوية إلى الدول الأخرى لتحذو حذو النرويج وعدد من الدول الأوروبية الأخرى وتعترف بدولة فلسطين”.
بدورها، أكدت الخارجية النرويجية في بيان أنه تم إبلاغ السلطات الفلسطينية والإسرائيلية بقرار الحكومة الاعتراف بدولة فلسطين.
وذكرت الحكومة النرويجية في بيان، أن الاعتراف الرسمي بدولة فلسطين يدخل حيز التنفيذ في 28 مايو.
* أيرلندا: من تاريخنا نتعلم
في السياق ذاته، أعلن رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس في مؤتمر صحفي في العاصمة دبلن، اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين، موضحا أن القرار اتخذ الشهر الماضي.
وقال هاريس: “هذا يوم تاريخي ومهم لأيرلندا ولفلسطين، تحدثت مع عدد من القادة والنظراء الآخرين، وأنا واثق من أن المزيد من الدول ستنضم إلينا في اتخاذ هذه الخطوة المهمة في الأسابيع المقبلة”.
وتابع: “اليوم، تعلن أيرلندا والنرويج وإسبانيا أنها تعترف بدولة فلسطين، سيتخذ كل منا الآن أي خطوات وطنية ضرورية لتفعيل هذا القرار”.
وأضاف هاريس: “رسالة أيرلندا إلى الدول الحرة في العالم باستقلالها عام 1919، كانت بمثابة نداء للاعتراف الدولي باستقلالنا مع التركيز على هويتنا الوطنية المتميزة ونضالنا التاريخي وحقنا في تقرير المصير والعدالة”.
وأردف: “اليوم، نستخدم اللغة نفسها لدعم الاعتراف بفلسطين كدولة”.
وقال هاريس: “نفعل ذلك لأننا نؤمن بالحرية والعدالة كمبادئ أساسية للقانون الدولي، والسبب الذي يجعلنا نؤمن بأن السلام الدائم لا يمكن ضمانه إلا على أساس الإرادة الحرة لشعب حر”.
وتابع: “الاعتراف هو إجراء ذو قيمة سياسية ورمزية قوية، وتعبير عن وجهة نظرنا بأن فلسطين تمتلك ويجب أن تكون قادرة على الدفاع عن الحقوق الكاملة للدولة، بما في ذلك تقرير المصير والحكم الذاتي والسلامة الإقليمية والأمن، وفي الوقت نفسه تعترف فلسطين بالتزاماتها بموجب القانون الدولي”.
وشدد هاريس على أن الاعتراف بفلسطين “هو اعتراف إضافي بالحق المشروع في إقامة دولة، وهو بيان دعم لا لبس فيه لحل الدولتين، وهو الطريق الوحيد الموثوق لتحقيق السلام والأمن لإسرائيل وفلسطين وشعبيهما”.
وقال: “لا ينبغي لقرارنا الاعتراف بفلسطين أن ينتظر إلى أجل غير مسمى، خاصة عندما يكون هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به، إنه قرار يتم اتخاذه على أساس موضوعي”.
هاريس استحضر كوارث الحرب الإسرائيلية الدائرة في غزة قائلا: “لا يمكننا تجاهل حقيقة أننا نتعامل مع الأمر في الوقت الذي يعيش فيه الفلسطينيون في غزة أفظع معاناة ومجاعة وكارثة إنسانية لا يمكن تصورها والتي تتكشف في الوقت الراهن”.
وتساءل: “كيف يمكن لأي شخص أن يبرر نوم الأطفال ليلاً، دون أن يعرفوا ما إذا كانوا سيستيقظون؟..”، ولفت إلى حقيقة أساسية هي أن “الأطفال أبرياء، وأطفال إسرائيل وفلسطين يستحقون السلام”.
وشدد على أنه “لا ينبغي أن يكون هناك المزيد من التوغل العسكري في رفح، ولا المزيد من صواريخ حماس أو حزب الله (جنوب لبنان) التي يتم إطلاقها على إسرائيل”.
وقال هاريس إن الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي “يستحقان مستقبلا مليئا بالأمل يحدده النجاح”.
وتابع: “قرار اليوم بالاعتراف بفلسطين اتخذ للمساعدة في خلق مستقبل سلمي، حلّ الدولتين هو السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف التي تتوالى على مدى الأجيال”.
وأضاف: “تمامًا كما أدى الاعتراف بأيرلندا دولة إلى إنشاء جمهوريتنا المسالمة الآن، نعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية ستسهم في تحقيق السلام والمصالحة في الشرق الأوسط، سلام يحترم التطلعات المشروعة لجميع شعوب المنطقة في العيش باحترام وعدالة وأمن وكرامة، بعيداً عن العنف أو التهديد بالعنف”.
*إسبانيا: مجرد بداية
من جانبه، أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في كلمة بالبرلمان اعتراف بلاده رسميا بدولة فلسطين.
وقال سانشيز إن “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض الاستماع إلى المجتمع الدولي بينما يواصل قصف البنية التحتية المدنية ومنع المساعدات التي تشتد الحاجة إليها”.
وأضاف أن الاعتراف بفلسطين “ليس النهاية، إنه مجرد بداية”، وأن إسبانيا ستواصل الضغط على المجتمع الدولي لاتخاذ إجراءات في هذا الإطار.
وأضاف سانشيز: “الشيء الأكثر وضوحا بالنسبة لنا هو أن نتنياهو لا يعمل من أجل السلام في فلسطين، المعركة ضد حماس مشروعة بعد أحداث أكتوبر الماضي، لكن نتنياهو يتسبب في إحداث قدر كبير من الألم والدمار والاستياء في غزة وبقية فلسطين إلى الحد الذي يجعل حل الدولتين في خطر شديد”.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي يقود رئيس الوزراء الإسباني حملة أوروبية لمحاولة حشد الدعم للاعتراف بدولة فلسطينية.
* بلجيكا.. “فرصة تاريخية”
وفي أعقاب قرارات الدول الثلاث، كتبت وزيرة التعاون الإنمائي البلجيكية كارولين غينيز في منشور على منصة “إكس”: “بعد النرويج وإسبانيا، يجب على بلجيكا أيضًا أن تقرر اليوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
وأضافت: “سأطالب بهذا مجددا اليوم بما يتماشى مع اتفاق الائتلاف، وأعوّل على الدعم من جميع الزملاء (الوزراء)، يجب ألا نفوّت هذه الفرصة التاريخية”.
* غضب إسرائيلي
وبعد إعلان الدول الثلاث قرارها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، قررت الخارجية الإسرائيلية، الأربعاء، استدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا في تل أبيب.
وقالت الخارجية الإسرائيلية، في بيان: “بعد عودة سفيري إسرائيل من أيرلندا والنرويج، أمر وزير الخارجية يسرائيل كاتس بعودة سفيرنا في إسبانيا فورا للتشاور بعد نية إسبانيا الاعتراف بالدولة الفلسطينية”.
كما “أمر كاتس باستدعاء سفراء إسبانيا والنرويج وأيرلندا لتوبيخهم الشديد ومشاهدة فيديو” بشأن هجمات فصائل فلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق البيان.
وفي ذلك اليوم، هاجمت فصائل، بينها “حماس”، قواعد عسكرية ومستوطنات بمحاذاة غزة؛ ردا على “جرائم الاحتلال الإسرائيلي اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى”، حسب الفصائل.
وردا على اعتراف الدول الثلاث بفلسطين، أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش رفضه تحويل عائدات الضرائب (المقاصة) إلى السلطة الفلسطينية، وطالب بتقييد تحركات مسؤوليها وتكثيف الاستيطان بالأراضي المحتلة.
وترفض إسرائيل وحليفتها الولايات المتحدة اعتراف دول أخرى منفردةً بالدولة الفلسطينية، وتعارضان مساعي فلسطين للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، بدلا من وضع “دولة مراقب غير عضو” القائم منذ 2012.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، استخدمت واشنطن سلطة النقض “الفيتو” في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار يوصي الأمم المتحدة بقبول عضوية دولة فلسطين. (ANADOLU)
[ads3]