النتائج النهائية للانتخابات الأوروبية في ألمانيا .. تقدم كبير لليمين المتطرف و خسارة لأحزاب الحكومة
فاز التحالف المسيحي في ألمانيا (يمين الوسط) في انتخابات البرلمان الأوروبي، وجاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي في المركز الثاني، حسبما أكدت الهيئة الانتخابية الوطنية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الاثنين (العاشر من يونيو/ حزيران 2024) بعد فرز جميع الأصوات.
وجاءت النتائج الأولية متوافقة مع توقعات سابقة. ومنيت أحزاب الائتلاف الحاكم الذي يقوده المستشار أولاف شولتس بخسائر في صناديق الاقتراع، حيث جاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي الاشتراكي وحزب الخضر خلف حزب البديل من أجل ألمانيا.
وحصل التحالف المسيحي (المكون من الحزب المسيحي الديمقراطي والحزب المسيحي الاجتماعي البافاري) على 30% من الأصوات. وحقق حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للمهاجرين والمتشكك في الاتحاد الأوروبي مكاسب كبيرة، حيث حصل على 15.9 في المئة من الأصوات، ارتفاعا من 11% في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019.
وجاء في المرتبة الثالثةالحزب الاشتراكي الديمقراطي المنتمي إليه شولتس بحصوله على 13.9 في المئة، ليسجل أسوأ أداء في انتخابات ديمقراطية على مستوى ألمانيا منذ أكثر من قرن لتيار يسار الوسط، والذي كان تاريخيا أحد الأحزاب المهيمنة في السياسة الألمانية. وحل في المرتبة الرابعة حزب الخضر بحصوله على 11.9 في المئة متراجعا من 20.5 التي سجلها في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 2019.
في المقابل حصل الحزب الديمقراطي الحر – الشريك الثالث الأصغر في الائتلاف الحاكم، على 5.2 في المئة. وحصل الحزب الشعبوي الذي تأسس حديثا “تحالف زارا فاغنكنشت” على نسبة 6.2 في المئة، في حين حصل حزب “اليسار” على 2.7% فقط.
وفي معاقل حزب البديل من أجل ألمانيا في شرق ألمانيا، تصدر الحزب الشعبوي الساحة. وكما هو الحال في العديد من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، توقع المراقبون زيادة كبيرة في دعم الأحزاب اليمينية في انتخابات البرلمان الأوروبي. وكانت بعض استطلاعات الرأي قد قدرت دعم حزب البديل من أجل ألمانيا بأكثر من 20% قبل بضعة أشهر، لكن هذه الأرقام انخفضت بشكل كبير في أعقاب عدد من الفضائح الأخيرة التي تورط فيها الحزب.
وفي النمسا، تصدر حزب الحرية “إف بي أو” اليميني المتطرف الانتخابات الأوروبية التي جرت الأحد في النمسا، محققا بذلك أول فوز له في انتخابات وطنية.
وحصل الحزب على 25.7% من الأصوات وفقا لنتائج شبه كاملة نشرتها وسائل الإعلام مساءً، يليه مباشرة حزب “أو في بي” المحافظ (24.7%)، ثم حزب “إس بي أو” الاشتراكي الديموقراطي (23.2%). وحصل حزب الخضر من جهته على 10.7%.
وكان حزب الحرية النمساوي قد فاز بثلاثة مقاعد فقط في البرلمان الأوروبي في انتخابات عام 2019، وهو رقم يُتوقع أن يتضاعف في البرلمان الجديد. وقال زعيم الحزب هربرت كيكل أمام مناصريه في فيينا “لقد كتب الناخبون صفحة من التاريخ”، متحدثا عن “رغبة في بدء حقبة سياسية جديدة في النمسا وأوروبا”.
عند وصوله إلى رئاسة الحزب عام 2021، تمكن كيكل من استمالة الناخبين خصوصا من خلال خطابه “المعارض للّقاحات” خلال جائحة كوفيد-19، في بلد شهد اتخاذ إجراءات صحية صارمة بلغت حد منع الأشخاص الذين لم يتلقّوا تطعيمات من الخروج من منازلهم.
وفيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، يدافع السياسي البالغ 55 عاما عن “حياد” النمسا، منتقدا الدعم المقدّم لأوكرانيا والعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على موسكو. وبعد هذا النجاح في الانتخابات الأوروبية، يأمل حزب الحرية بالفوز في الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في نهاية أيلول/ سبتمبر، من دون وجود ما يضمن له العثور على شركاء كي يتمكن من الحُكم. (DW)
[ads3]