دويتشه فيله : وفيات بالمئات .. حجاج يروون تفاصيل ” فاجعة الحج “
امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بصور ولقطات مصورة مأساوية لوفيات وإصابات بين حجاج مصريين خلال أداء مناسك الحج في المشاعر المقدسة بالسعودية.
ورسميا، قالت مصادر سعودية إن ما لا يقل عن 550 حاجا لقوا حتفهم لأسباب مرتبطة بارتفاع درجات الحرارة القياسي، ويفوق ذلك حصيلة وفيات العام الماضي، والتي بلغت أكثر من 240 حالة وفاة.
وأضافت المصادر السعودية أن الحجاج المصريين شكلوا نصف عدد المتوفين بما يصل إلى أكثر من 300 حالة.
لكن حسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى أعداد أعلنتها الدول المعنية ودبلوماسيون، ارتفع عدد الوفيات إلى أكثر من 900 شخص غالبيّتهم مصريون. وبالإضافة إلى المصريين، يشمل هذا العدد 132 إندونيسيًا و68 هنديًا و60 أردنيًا و35 تونسيًا و13 من كردستان العراق و11 إيرانيًا و3 سنغاليين.
ونقلت نفس الوكالة عن دبلوماسي عربي شرط عدم الكشف عن اسمه قوله اليوم الأربعاء (19 يونيو/حزيران 2024) إن عدد الوفيات في صفوف الحجّاج المصريين ارتفع إلى “600 على الأقل”، بعد أن أفاد دبلوماسيان عربيان عن وفاة 323 مصريًا على الأقلّ في حصيلة سابقة. وحسب نفس المصادر فإن معظم الوفيات لأسباب مرتبطة بالطقس الحار.
ويبحث أصدقاء وعائلات حجّاج مفقودين في المستشفيات في السعودية وينشرون مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي سعيًا للحصول على أي معلومات عن أحبائهم، فيما يسيطر عليهم خوف شديد من الأسوأ مع تزايد أعداد القتلى.
وتصدر وسم #الحجاج_المصريين مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم صعوبة المشاهد التي تبادلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن الواقع ربما كان أكثر مرارة وسط تباين الأراء حيال الأسباب وراء أن الحجاج المصريين شكلوا معظم الضحايا.
وفي رسالة عبر الواتس آب، قالت الحاجة المصرية إحسان من محافظة أسوان، لـ DW عربية “بصراحة الحج هذا العام آخر بهدلة. كان صعبا للغاية خاصة أثناء رمي الجمرات كان الناس ملقاه على الأرض”.
وأضافت “في كل مرة أقول للعناصر الأمنية المشرفة على الحج في حاج مرمي في الأرض. كانت مسافة رمي الجمرات بعيدة وفي نفس الوقت كانت درجة حرارة الشمس مرتفعة للغاية”.
وفي ضوء فقدان عدد كبير من الحجاج المصريين، قام رواد على منصات التواصل الاجتماعي بنشر صور لحجاج مفقودين.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي حالة جدل حيال الأسباب بين من يحاول إلقاء اللؤم على مخالفة أنظمة وتعليمات الحج أو ما يُطلق عليه (الحج بلا تصريح) من جهة أو من حمل السلطات السعودية أو المصرية مسؤولة ذلك متهمة إياها بالإهمال من جهة أخرى.
وقبل بدء مناسك الحج، دشنت السلطات السعودية حملة لضبط المخالفين لقوانين الحج إذ ذكر الفريق محمد بن عبدالله البسامي، مدير الأمن العام السعودي الذي يرأس أيضا اللجنة الأمنية للحج، أنه جرى إعادة أكثر من 171 ألف مقيم غير مسجلين لأداء الحج.
وكانت الداخلية السعودية قد أعلنت منع دخول مكة المكرمة أو البقاء فيها لكل من يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها خلال الفترة بداية من موسم الحج وحتى انتهاء المناسك.
وفي مقابلة مع DW عربية من مكة المكرمة، سلط أحد مشرفي الحج بإحدى شركات السياحة المصرية الخاصة لأكثر من خمس سنوات، الضوء على أسباب الفاجعة بحسب ما عاصره.
وقال المشرف، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، “درجة الحرارة كانت مرتفعة فيما كانت الناس غير ملتزمة وغير واعية. تحرك الجميع بناء على قراراته من دون تنظيم، فضلا عن أنه لم يكن هناك خيام كافية”.
وشدد على عدم حدوث أي تدافع، قائلا: “الناس كانت سعيدة بالوقوف على عرفة. وجهة نظري أن الناس كانت شايفة (تدرك) أن درجة الشمس شديدة فكان يجب أن تتجنب ذلك وكان يجب ان تتفادى الصعود إلى قمة الجبل. الناس لم تكن تعي أن الوقوف بعرفة لا يعني صعود قمته بل يكفي الوقوف في أي مكان على المشعل”.
وكان التلفزيون الرسمي السعودي قد ذكر أن درجات الحرارة قد ارتفعت الإثنين (17 يونيو / حزيران) إلى 51.8 درجة مئوية في الظل بالمسجد الحرام في مكة.
ورسميا، أعلنت السلطات المصرية تكثيف الجهود “لتقديم الخدمات للحجاج المصريين وتسهيل إجراءات دفن المتوفيين والبحث عن المفقودين”، بحسب بيان الخارجية المصرية.
ودشن القطاع القنصلي بالخارجية المصرية غرفة عمليات لاستقبال اتصالات المواطنين الخاصة بطلب البحث عن المفقودين أو شحن جثامين ذويهم ممن وافتهم المنية.
وتسبب التدافع وحرائق في الخيام وغيرها من الحوادث في وفاة المئات أثناء الحج في خلال الثلاثين عاما الماضية.
من جانبه، سلط مشرف الحج الذي تحدث إلى DW عربية، الضوء على إجراءات يتعين اتخاذها لتفادي هذه المأساة في مقبل الأعوام.
وقال “يجب زيادة التوعية للحجيج، للأسف الناس تفتقد إلى التوعية بدرجة كبيرة. حقيقة الدولة عليها التزامات، لكن سلوك البعض كان يشير إلى نقص التوعية”.
وقال “اقصد بالتوعية التوعية الدينية بأداء مناسك الحج، فعلى سبيل المثال الدولة ليس بمقدورها وضع مظلات شمسية على قمة جبل عرفات”. (DW)
[ads3]