ألمانيا : جدل بشأن إعادة لاجئي أوكرانيا العاطلين عن العمل

رفضت رئيسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي ساسكيا إسكين، وهو الحزب ينتمي إليه المستشار الألماني أولاف شولتس، اقتراحا من حزب الاتحاد المسيحي الاجتماعي ومقره بافاريا بضرورة إعادة لاجئي الحرب الأوكرانيين العاطلين عن العمل إلى وطنهم.

وعارضت إسكين، في تصريحات لصحيفة “أوغسبورغر ألغماينه” من المقرر نشرها في طبعة الصحيفة غداً الإثنين، واطلعت عليها مسبقا وكالة الأنباء الألمانية، اقتراحا قدمه ألكسندر دوبرينت الذي يرأس مجموعة الاتحاد المسيحي الاجتماعي المحافظة في البرلمان الاتحادي (بوندستاغ) في برلين.

وسلطت إسكين الضوء على نقص مرافق رعاية الأطفال، في معرض إشارتها إلى أن العديد من اللاجئين هم من النساء اللواتي لديهن أطفال، وأضافت قائلة: “إنني على يقين من أن الاتحاد المسيحي الاجتماعي يمكنه تقديم المزيد من المساعدة في بافاريا”.

وقالت إسكين: “ليست مهمة الحكومة تنفيذ المقترحات على حساب اللاجئين الأوكرانيين، ولكن ضمان وجود بنية تحتية اجتماعية فعالة لجميع الأشخاص الذين يريدون العيش بأمان في بلادنا”.

وقال دوبرينت في حديث نشرته صحيفة “بيلد” واسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم الأحد (23 يونيو/ حزيران 2024): “بعد مرور أكثر من عامين على بدء الحرب، فيجب أن يكون الوضع هو: احصل على وظيفة في ألمانيا أو عد إلى المناطق الآمنة في غربي أوكرانيا”.

يُذكر أنه في الآونة الأخيرة طالب العديد من وزراء الداخلية في الولايات بوقف دفع الإعانات الاجتماعية المعروفة في ألمانيا باسم “أموال المواطن” للاجئي الحرب من أوكرانيا، ومنحهم أموال أقل في إطار قانون إعانات طالبي اللجوء. وقد رفضت الحكومة الاتحادية هذا المطلب.

وانضم دوبرينت إلى قائمة المنتقدين للقواعد الحالية، مشيراً إلى أن منح اللاجئين الأوكرانيين إعانات “أموال المواطن” كان الغرض منه في الأساس تقديم مساعدات سريعة لهم في بداية الحرب الروسية على أوكرانيا، موضحاً أن هذا النوع من الإعانات تحول منذ فترة طويلة إلى مثبط للعمل، حيث يتمسك الكثير من الأوكرانيين في ألمانيا بتلقي المساعدات الاجتماعية.

وأشار خبير شؤون سوق العمل في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، مارتن روزمان، في تصريحات لـ”بيلد آم زونتاغ” إلى أن العديد من اللاجئين الأوكرانيين هم أمهات عازبات، وقال: “العقبات التي يواجهها اللاجئون الأوكرانيون عند بدء حياتهم العملية هي غياب رعاية الأطفال، ونقص المهارات اللغوية، وطول فترة الاعتراف بالمؤهلات المهنية”، واصفا اقتراح إخراجهم من إعانات “أموال المواطن” وإدراجهم في إجراءات اللجوء الاعتيادية بأنه “هراء شعبوي”.

يُذكر أن لاجئي الحرب الأوكرانية لم يكن لهم خلال الأشهر الأولى بعد بدء الحرب في 24 شباط/ فبراير 2022، سوى الحق في الحصول على الرعاية بموجب قانون إعانة طالبي اللجوء. ومنذ حزيران/ يونيو 2022، حصلوا على إعانة الدعم الأساسي، وهي نفس المخصصات التي يحصل عليها الألمان من متلقي إعانة المواطنين. (DPA – DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها