دويتشه فيله : لماذا ” يتمنى ” البعض في ” حزب البديل ” إقصاء ألمانيا من يورو 2024 ؟

 

يشجع ساسة بارزون المنتخب الألماني في بطولة كأس أوروبا لكرة القدم 2024. غير أن بعضا من ساسة حزب البديل ينظرون إلى المنتخب من زاوية مختلفة تماشيا مع مواقف الحزب بشأن الهجرة، إذ يعتبرونه “متنوعاً” و”غير ألمانيِّ” بما يكفي.

وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ شخصية حاضرة في ميادين عدة: الصحة والسياسة والرياضة. ومؤخراً حضر مباراة المنتخب الألماني أمام نظيره المجري على ملعب شتوتغارت، وأمام نظيره السويسري على ملعب فرانكفورت، وكذلك حضر المباراة الأخيرة للألمان أمام الدنمارك في دور الـ16 والتي انتهت بفوز “الماكينات” بهدفين مقابل هدف يتيم.

نشر السياسي من الحزب الديمقراطي الاشتراكي بعض صور سيلفي له ولأعضاء آخرين في الحكومة، مثل المستشار أولاف شولتس، ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك، ووزيرة الداخلية الفيدرالية نانسي فيزر.

من جهتها، تحرص وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك على “التغريد” في ختام مباريات منتخب بلادها ضمن منافسات هذه البطولة. وكذلك تفعل وزيرة الداخلية نانسي فيزر. بينما يميل المستشار أولاف شولتس إلى الابتعاد عن وسائل التواصل الاجتماعي، وتجري وسائل الإعلام التقليدية مقابلات معه لتسأله عن رأيه وانطباعاته وتوقعاته عن المنتخب. ونستشف من مقابلاته حماسته للمنتخب وبعض من قلة الخبرة في كرة القدم.

وبشكل عام، فإن كبار السياسيين في ألمانيا يسايرون المزاج السائد في البلاد من حيث الفرح باستضافة الحدث الأوروبي وسلمية احتفالات المشجعين وأداء المنتخب.

ومع كل نصر للمنتخب تكبر الآمال بصيف يزينه لقب ألماني في بطولة تحتضنها ألمانيا. مناطق المشجعين ممتلئة، والأعلام ترفرف في كل مكان.

في المقابل، هناك عدد من السياسيين داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا”، الحزب الشعبوي اليميني ذي توجه يميني متطرف أحيانا، لهم مواقف مختلفة تجاه هذا المنتخب. فعلى تطبيق تيك توك وصف ماكسيميليان كراه، الذي كان المرشح الأول لحزب “البديل من أجل ألمانيا” في الانتخابات الأوروبية، الفريق الألماني بأنه فريق “مرتزقة” وفريق “مثليين”، وأضاف أن كأس الأمم الأوروبية لا تعني له شيئاً. كراه طُرد بعد ذلك من الحزب لكن ليس بسبب هذه التصريحات.

في ذات السياق هاجم بيورن هوكيه، زعيم المجموعة البرلمانية للحزب الشعبوي في ولاية تورينغن شرقي ألمانيا، خلال بطولة أوروبا في صحيفة “فيلتفوخه” الأسبوعية السويسرية كرة القدم “التي تتسرب فيها أيديولوجية قوس قزح (المثلية الجنسية) من كل مسامها”. وأردف: “تابعت كأس العالم عام 1990 في إيطاليا والذي انتزع بطولته المنتخب الألماني، وكأس العالم لعام 2006 في ألمانيا باعتبارها لحظات سعادة. ولكنه اليوم “لم يعد بإمكاني التماهي مع منتخبنا الوطني”.

بعض لاعبي المنتخب يتحدرون من أصول أجنبية. أم جوناثان تاه ألمانية ووالده من ساحل العاج. بنيامين هينريش هو ابن لأب ألماني وأم من غانا. أب أنطونيو روديغر ألماني وأمه من سيراليون. الكابتن إيلكاي غوندوغان وإمري تشان ودينيز أونداف من أصول تركية، وفالديمار أنطون له جذور روسية. والد ليروي ساني من السنغال، ووالد جمال موسيالا من نيجيريا.

بات المنتخب الألماني انعكاسا لتنوع المجتمع الألماني الحديث. فحوالي 25 مليون نسمة من مجموع السكانالبالغ عددهم 84 مليون نسمة، هم من أصول مهاجرة، بينما نحو 15 بالمائة من السكان لا يحملون الجنسية الألمانية.

العديد من أعضاء وأنصار حزب “البديل”، بالإضافة إلى أشخاص آخرين في ألمانيا لا يمنحون بالضرورة أصواتهم لهذا الحزب، لا تروقهم الحقيقة السابقة الذكر. فخم يرون الأجانب سببا للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. ويذهب البعض بالتطرف والكراهية العلنية إلى أقصى الحدود. ولذا نجد تعليقات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي تهاجم اللاعبين ذوي البشرة السوداء مثل تاه أو روديغر أو ساني أو هينريش.

وقبيل انطلاق نهائيات بطولة أمم أوروبا، أثار استطلاع رأي ضجة كبيرة داخل البلاد، وموضوع الاستطلاع كان حول المنتخب الوطني وتواجد اللاعبين من أصول مهاجرة بين صفوفه. العديدون أعربوا عن سخطهم من فكرة هذا الاستطلاع من أساسه، وعلى رأسهم المدرب يوليان ناغلسمان، بينما قال 21 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع إنهم يريدون رؤية المزيد من اللاعبين ذوي “البشرة البيضاء” في المنتخب الألماني. وبلغت نسبة ناخبي حزب “البديل من أجل ألمانيا” ضمن هؤلاء، 47 بالمئة. هذا الاستطلاع عزز النقاش داخل الحزب المعروف بمواقفه المعادية للهجرة والمسلمين حول صورة المنتخب الألماني “الدخيل”.

وفي هذا السياق، قالت النائبة عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، سيراب غولر، في برنامج حواري تلفزيوني: “أكاد أراهن أن الذين يسمون أنفسهم وطنيين (حزب البديل من أجل ألمانيا) يصلون كل يوم حتى يتم إقصاء المنتخب الوطني من ثمن النهائي ليقولوا: لقد قلنا لكم ذلك، إنهم ليسوا ألمانا حقيقيين. ولهذا السبب خرجنا من البطولة”. وسيراب غولر ولدت وترعرعت في ألمانيا وهي من أسرة تركية من الطبقة العاملة.

هنا تجدر الإشارة إلى أنه وفي تصريح أدلى به إلى الصحافة الألمانية في المؤتمر العام للحزب قبل أيام، قال بيورن هوكيه، من بين أبرز قادة حزب “البديل” أنه لم يعد يتابع مباريات المنتخب حتى قبيل نهائيات مونديال 2014، ويبدو أن حتى انجازات المنتخب ’نذاك في الفوز باللقب العالمي أو حتى الفوز على البرازيل بسبعة أهداف مقابل هدف يتيم، وهو انجاز ستحتفظ به كتب التاريخ مطولا. كل هذه الانجازات لم تنجح في تغيير نظرته إلى المنتخب “غير الألماني” بما يكفي. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها