ترحيب و تفاؤل حذر في ألمانيا بعد نتائج انتخابات فرنسا
بعد الانتكاسة التي مني بها اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية المبكرة في فرنسا، شعرت ألمانيا بارتياح. وقال المستشار أولاف شولتس اليوم الاثنين في نورنبرغ: “أنا والحكومة الاتحادية بأكملها نشعر بالارتياح”. بالنسبة للرئيس إيمانويل ماكرون، كان الأمر سيكون بمثابة “تحدٍ كبير” لو كان “حزب يميني شعبوي” سيقود الحكومة.
وشدد شولتس على الأهمية الخاصة للعلاقات الألمانية الفرنسية من أجل أوروبا مسالمة وحرة. وأعرب عن أمله في أن ينجح ماكرون في “تشكيل حكومة بناءة”. وقال المستشار الألماني: “لا غنى عن فرنسا للمهام الرئيسية المقبلة على مستوى الاتحاد الأوروبي، وهي مواصلة تطوير الاتحاد وقبول الأعضاء الجدد. “هذا ممكن فقط مع فرنسا”.
ووصف المتحدث باسم الحكومة ستيفن هيبشترايت مزاج الحكومة الفيدرالية في ضوء نتائج الانتخابات بالإشارة إلى أن “هناك ارتياح لأن الأشياء التي كنا نخشى حدوثها لم تحدث”. في إشارة منه إلى الفوز الانتخابي الذي تنبأت به استطلاعات الرأي لحزب التجمع الوطني الشعبوي اليميني، والذي انتهى بشكل مفاجئ إلى المركز الثالث فقط.
وأعرب نائب المستشار الألماني روبرت هابيك عن ارتياحه لنتائج الانتخابات البرلمانية في فرنسا. وقال هابيك، الذي يشغل أيضا منصب وزير الاقتصاد، في مستهل عطلته الصيفية في شتوتغارت، إنه لم يحدث تقدم لليمين. وذكر هابيك أنه على الرغم من أن تشكيل الحكومة أصبح معقدا جدا الآن، فإنه يرى أنه من الجيد للغاية أن تتعاون أحزاب الوسط ويسار الوسط والطيف اليساري لمنع فرنسا من الانجراف نحو القومية، مشيرا إلى أن نتيجة الانتخابات مشجعة.
وقال هابيك، المنتمي لحزب الخضر، إن هذا سيمثل الآن تحديا هائلا – خاصة بالنسبة لفرنسا نفسها، وكذلك أيضا بالنسبة لأوروبا، التي تمر حاليا بمرحلة إعادة تنظيم بعد انتخابات البرلمان الأوروبي، وبالنسبة للعلاقات الألمانية-الفرنسية، معربا عن أمله في أن تجد فرنسا بسرعة الموقف الذي تحتاجه أوروبا في هذا الوقت العصيب، مؤكدا أن الأمر لن ينجح بدون فرنسا.
ورغم نجاح التحالف اليساري في الانتخابات البرلمانية الفرنسية، لا يرى رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، ميشائيل روت، مدعاة لوقف التحذير من خطر الشعبويين. وقال روت في تصريحات للنسخة الإلكترونية لصحيفة “تاغس شبيغل” الألمانية اليوم الاثنين (8 تموز: يوليو 2024) “لقد تم إيقاف مسيرة القوميين اليمينيين والمتطرفين اليمينيين. هذا إنجاز عظيم للفرنسيين… لكن لا يزال من السابق لأوانه وقف التحذير، لأن الشعبويين القوميين من اليمين واليسار أصبحوا أقوى من أي وقت مضى. وتيار الوسط أضعف من أي وقت مضى. وبذلك فشل إيمانويل ماكرون فشلا ذريعا”.
وحققت الجبهة الشعبية الجديدة اليسارية مفاجأة وحلت في المقدمة بعد الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، مع تراجع اليمين المتطرف إلى المركز الثالث، حسبما توقعت محطتا “تي أف 1″ و”فرانس 2” بعد إغلاق مراكز الاقتراع أمس الأحد. وجاء تحالف الرئيس إيمانويل ماكرونالوسطي في المرتبة الثانية. وإذا كانت التوقعات صحيحة، فمن غير المرجح أن يحقق أي معسكر أغلبية مطلقة من 289 مقعدا.
وقال روت إن مشروع ماكرون السياسي ينص على عدم السماح لليسار أو اليمين بتقرير مستقبل البلاد وأوروبا، بل للوسط، وأضاف: “في الواقع، لقد مزق ماكرون الوسط السياسي”. ودعا روت الأحزاب المعتدلة إلى التعاون، وقال: “سيكون من الجيد أن تتضافر القوى المؤيدة لأوروبا والملتزمة بالديمقراطية الليبرالية … عندها يمكن إيقاف الشعبويين والقوميين. لكن مقابل ذلك سيتعين دفع ثمن أعلى. ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الأحزاب المعتدلة في فرنسا مستعدة لدفع هذا الثمن. سيتعين على الجميع القفز إلى نهر عريض للغاية”.
وحذر السياسي المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي من أن يضطلع أيقونة اليسار القديم جان-لوك ميلانشون بدور مهم في السياسة الفرنسية، وقال: “ميلانشون مناهض لألمانيا بكل معنى الكلمة. إنه لا يختلف كثيرا عن السيدة لوبان في خطاباته المناهضة لألمانيا وأوروبا…ليس هناك سبب للثقة بميلانشون. إنه أيديولوجي مناهض لأوروبا ومتهور”. (DW)
[ads3]