يورونيوز: 7 أخطاء فادحة في محيط بايدن كلفت الكثير و أجهضت آمال الرئيس المسن ليكمل المشوار

 

بعد سلسلة أخطاء فادحة ارتكبها الفريق الاعلامي للرئيس الأميركي جو بايدن، أصبحت النتيجة صعبة التغيير: تداعى بايدن الحر، لن ينقذه شيء سوى الانسحاب. فما هي الأخطاء الاستراتيجية التي قام بها فريق العلاقات العامة وحالت دون خوض بايدن الانتخابات الرئاسية؟

بعد أدائه المتعثر في المناظرة الرئاسية في 27 يونيو أمام المرشح الجمهوري دونالد ترامب، ازداد التشكيك حول قدرة الرئيس البالغ من العمر 81 عامًا الفوز بالانتخابات، ليصبح بعدها أول رئيس حالي يتنحى عن إعادة انتخاب محتملة منذ ليندون جونسون في عام 1968.

كانت هذه بعض اللحظات الرئيسية التي أدت إلى سقوط بايدن.

1-انقلاب المناظرة: من نيسان/أبريل إلى حزيران/يونيو

رغم تخوفات بعض أعضاء الحزب الديمقراطي حول جدوى المناظرة، أصر بايدن وفريقه الاعلامي على خوضها ضد ترامب في يونيو/ أيار الماضي، وعملوا مع قناة “سي إن إن” أن تكون صياغة القواعد التي اعتقدوا أنها في صالحهم، من حيث عدم وجود جمهور، وعدم وجود مرشحين من طرف ثالث، وغيرها من الشروط التي ” ستكون في صالح بايدن”. غير أن المناظرة ساهمت بشكل كبير في تسليط ضوء غير إيجابي على بايدن بعد أن تعثر أكثر من مرة، فأصبح من الجلي عدم قدرته على خوض الانتخابات.

2-اضطراب الرحلات الجوية الطويلة

آثار التعب ظهرت على الرئيس بشكل واضح في رحلاته الجوية، فقد طار بايدن إلى أوروبا مرتين وإلى الساحل الغربي على مدى 14 يوماً. بعدها أفادت عدة أطراف مقربة له بأنه “لا يبدو بخير”.

3- ليلة سيئة

في استوديوهات شبكة “سي إن إن” تعثر بايدن في كلماته وتناسق أفكاره. وقد لفتت طريقة إلقائه ومظهره وصوته انتباه المراسلين على الفور، فطلبوا من مساعديه تفسيراً لذلك. فكانت إجابتهم بأن الرئيس “مريض بسبب نزلة برد”

ورغم ”التفسير المنطقي“ ظلت إجاباته المفككة عنصر مفاجئة لجميع الحضور، مما دفع أحد الاستراتيجيين الديمقراطيين إلى وصف ذلك بأنه ”كارثة”.

ترامب استغل حالة بايدن بتكراره معلومات مغلوطة أثناء المناظرة منها أنه فاز بالفعل في انتخابات 2020. لكن بايدن فشل في دحضها، متفوهًا بجمل وأفكار لم تكتمل. الأمر الذي دفع ترامب بمهاجبته قائلًا: ”لا أعرف حقًا ما قاله في نهاية تلك الجملة. لا أعتقد أنه يعرف ما يقول.“

4-التداعيات – من 27 حزيران/يونيو إلى 2 تموز/يوليو

في الساعات التي تلت المناظرة، بدأت الدعوات لتنحي بايدن تتهافت لاسيما من قبل الديمقراطيين الذين يرون خسارتهم كعين الشمس. وفي اليوم التالي اعترف الرئيس بأدائه الضعيف قائلًا: ”أعلم أنني لست شابًا صغيرًا، لأقول ما هو واضح“. وقال في 2 يوليو: ”كدت أن أنام على المنصة“.المتبرعون أصيبوا بخيبة أمل، وشددوا بأنهم بحاجة إلى رؤية تحول في أداء المرشح.

في هذا السياق، قال النائب الديمقراطي في مجلس النواب جيم كلايبورن – وكان له الفضل في فوز بايدن في عام 2020 – في 2 يوليو بأنه سيدعم نائبة الرئيس كامالا هاريس إذا رحل بايدن واقترح فكرة ”انتخابات تمهيدية مصغرة“ إذا تنحى بايدن.

وقالت رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي، وهي حليفة بايدن منذ فترة طويلة، إنه من المشروع التساؤل عما إذا كان أداء بايدن في أتلانتا ”حلقة“ عابرة أم حالة. وألمحت أيضاً إلى أن بايدن سيحتاج إلى دراسة قراره في السباق الرئاسي.

5- انهيار السد

فشل بايدن في تهدئة جوقة المعارضين في أول مقابلة له بعد المناظرة، في 5 يوليو، وقال بايدن لمذيع قناة ABC الإخبارية جورج ستيفانوبولوس إن ”الرب وحده“ هو من يستطيع أن يخرجه من السباق.

أما أكثر ما كان مدعاة للقلق بالنسبة لبعض الديمقراطيين، هو تصريح بايدن بأنه يمكن أن يقبل البقاء في السباق والخسارة أمام ترامب ”طالما أنه بذل ما في وسعه“.

الأمر الذي دفع 36 نائباً ديمقراطياً أمريكياً ديمقراطياً إلى المطالبة بخروج بايدن من السباق على مدار 24 يوماً بعد المناظرة.

6- حلف شمال الأطلسي، استطلاعات الرأي – من 9 إلى 12 تموز/يوليو

حاول بايدن جاهدًا “ترميم” صورته في الخطابات شديدة اللهجة التي استعملها بعد المناظرة في الحملة الانتخابية وفي قمة حلفاء الولايات المتحدة في حلف شمال الأطلسي. لكن خلال الأسبوع الثاني من شهر يوليو، خلط بايدن بين اسم نائبته هاريس ومنافسه الجمهوري ترامب، واسم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

بعدها أظهرت استطلاعات الرأي أن بايدن يتخلف عن الديمقراطيين الآخرين في العديد من الولايات والدوائر الانتخابية الرئيسية التي يحتاج الديمقراطيون للفوز بها في نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من أن استطلاعات الرأي على مستوى البلاد لا تزال تشير إلى سباق متقارب.

بايدن ظل مقتنعًا بأنه المرشح الأفضل لمواجهة ترامب، وأنه قادر على التعافي من هذه الانتكاسة كما فعل مرات عديدة من قبل، وهو رأي عدد من مقربيه.

7- إطلاق النار على ترامب – 13 تموز/يوليو

أثناء إلقائه خطابًا في بنسلفانيا، تعرض ترامب لإطلاق نار أدى إلى إصابة أذنه. فانتشرت على نطاق واسع صوره وهو يرفع قبضته في تحد واضح. الجمهوريون تحدثوا عن العناية الإلهية، والتفوا حول مرشحهم الذي أصبحت هزيمته أصعب. أما الحزب الديمقراطي فقد شعر بالقلق لأنه علم أن طريق النصر أصبح أكثر وعورة.. وهكذا انسحب بايدن. (euronews)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها