من سائق إلى رجل أعمال و الحصيلة ملايين الدولارات .. لبنان : توقيف سوري استولى على ممتلكات شيخ قطري

 

أوقف القضاء رجل أعمال سوري بتهمة الاحتيال على شيخ قطري وسرقة مبالغ مالية منه تقدّر بـ 28 مليون دولار عبر التزوير والمناورات الاحتيالية.

ونقل موقع “هنا لبنان” عن مصدر قضائي قوله إن المحامية العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية نازك الخطيب أمرت بتوقيف السوري أحمد محمد سعيد الجبه جي، وادعت عليه بجرائم “الاحتيال والسرقة والتزوير” وأحالته مخفوراً على قاضي التحقيق في جبل لبنان، طالبة استجوابه وإصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقّه.

توقيف رجل الأعمال السوري، جاء بناء على شكوى تقدّم بها المحامي اللبناني محمد يموت، بوكالته عن الشيخ “حمد. ج. أ. ث” وهو أحد أفراد العائلة الحاكمة في دولة قطر، وشغل سابقاً مناصب رسمية متعددة ومرموقة، أبرزها قائد الشرطة ووزير الاقتصاد والتجارة وهو شخصية دبلوماسية مرموقة ومعروفة دولياً، وبيّنت الشكوى أنّ المدعي “يملك عدداً كبيراً من العقارات في مناطق لبنانية مصنّفة سياحية من الدرجة الأولى ومرتفعة الثمن، كما يملك العديد من العقارات في سوريا وتركيا، وأنّ المدعي أقام في الفترة الممتدة ما بين عامي 2006 و2012، بين لبنان وسوريا وقطر، أما المدعى عليه فكان يعمل سائقاً لديه. وبعد وفاة والدة المدعي سرق المدعى عليه سندات العقارات العائدة لها، ثم أوهم الشيخ القطري بأنه سيعمل على استعادة تلك السندات ويتولّى نقل ملكيتها على اسمه (المدعي) ويستحصل على سندات ملكية جديدة بعد نقلها على اسمه، كما سيقوم ببناء أسوار مرتفعة للعقارات بهدف الحفاظ عليها، وبناءً على ذلك راح يطلب الأموال منه بحجة تسجيل العقارات وتسديد الرسوم والضرائب المتوجبة عليها وظلّ مواظباً على هذا الأسلوب من العام 2012 حتى العام 2023، حتى بلغت قيمة الأموال التي سحبها من المدعي 28 مليون دولار أميركي، كان آخرها مبلغ 190 ألف دولار تسلمه عبر مكتب للصرافة في بيروت”.

وأفادت وقائع الشكوى، أنّ المدعى عليه “أقنع المدعي بشراء عقار في دمشق بقيمة ستة ملايين دولار لضمّه إلى عقار يملكه الشيخ القطري، على أن يتمّ بيع هذه العقارات إلى الدولة الروسية بمبلغ يجري التفاوض حوله بقيمة 80 مليون دولار لبناء أكبر سفارة لها في الشرق الأوسط، وبالفعل استحصل أحمد الجبه جي على المبلغ المذكور، وأرسل إيصالات مزورة يزعم أنه سدد عبرها الأموال، وعندما طلب الشيخ القطري منه تسليمه السندات العائدة للعقارات التي يملكها، أرسل صوراً عن هذه السندات عبر تطبيق “واتساب”، وعندما دقق فيها محامٍ سوري بتكليف من الشيخ القطري تبين له أنّ جميع هذه المستندات مزورة، ولمّا طالبه بأصل المستندات وبراءة الذمة عن العقارات، بدأ يماطل ويغدق الوعود الكاذبة”.

وما إن كُشِفت ألاعيب المدعى عليه، جرى فتح تحقيق بناء على الدعوى المذكورة المقدمة أمام النيابة العامة في جبل لبنان أواخر شهر آذار الماضي، وخلال التدقيق تبين أن المدعى عليه كان يتنعّم بهذه الأموال، حيث اشترى لنفسه عقارات ومنازل فخمة جداً في لبنان وإمارة دبيّ وتركيا وعدداً من السيارات الفارهة ذات الأرقام المميزة. وأوضح المصدر القضائي، أنّ القاضية نازك الخطيب التي أشرفت شخصياً على التحقيقات الأولية التي أجرتها شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي “وضعت يدها على عشرات الوثائق والمستندات التي تثبت ارتكاب المدعى عليه لجرائم الاحتيال والاختلاس والسرقة بالمناورات الاحتيالية مستغلاً ثقة المدعي به”، مشيراً إلى أنّ السوري أحمد الجبه جي الذي “كان يعمل سائقاً لدى المدعي براتب لا يزيد عن 300 دولار أميركي، بات يقدّم نفسه على أنه رجل أعمال كبير، ولديه ممتلكات واسعة بينها منزل فخم جداً في منطقة الرابية في جبل لبنان”.

ولدى الاتصال بوكيل الشيخ القطري المحامي محمد يموت، للاستيضاح حول مآل هذه الدعوى، تحفّظ الأخير عن التعليق أو إعطاء المعلومات حولها، واكتفى بالقول “القضية باتت بعهدة القضاء وننتظر قراره”.

 

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها