أحد المفرج عنهم ألماني محكوم بالإعدام .. صفقة تبادل سجناء كبيرة بين ألمانيا وأمريكا وروسيا

 

قطع المستشار الألماني أولاف شولتس إجازته وسافر إلى مدينة كولن (كولونيا) لاستقبال المواطنين الألمان ممن تم الإفراج عنهم ضمن صفقة تبادل السجناء الكبيرة بين روسيا والغرب.

وقال شولتس في تصريحات أدلى بها في مطار كولن/ بون إنه أجرى اتصالا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن، عبر له فيها الأخير عن امتنانه وشكره “لتعاون بلدينا في هذه المسألة الهامة”.

وأضاف شولتس تعليقا على الصفقة التي ضمت الإفراج مبكرًا من السجن الألماني عن “فاديم كيه.”: “لم يكن اتخاذ القرار بترحيل قاتل محكوم عليه بالسجن مدى الحياة بعد بضع سنوات فقط من السجن أمرًا سهلاً على أحد”.

وأضاف شولتس للصحفيين “كان لابد من موازنة مصلحة الدولة في رؤية معاقبته (فاديم كيه.) مقابل الخطر الذي يهدد أجساد، وفي بعض الحالات، حياة أبرياء في السجون الروسية وسجناء سياسيين”.

وكانت الحكومة الألمانية قد دافعت عن إطلاق سراح الروسي “فاديم كيه.”، المدان بارتكاب جريمة قتل في حديقة تيرغارتن بالعاصمة برلين وإعادته إلى روسيا في إطار صفقة تبادل السجناء بين واشنطن وموسكو، والتي تم الإعلان عنها في وقت سابق الخميس.

وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن هيبشترايت، في برلين: “لم تتخذ الحكومة الألمانية هذا القرار بسهولة”، مشيرا إلى أنه “كان هناك تعارض بين المصلحة الوطنية في تنفيذ عقوبة السجن بحق مجرم مدان وبين حرية وسلامة، وفي بعض الحالات حياة، أشخاص أبرياء مسجونين في روسيا بشكل غير عادل لأسباب سياسية.”

وتابع هيبشترايت أن التضامن مع الولايات المتحدة كان دافعا آخر وراء اتخاذ هذا القرار، بالضبط مثل واجب حماية المواطنين الألمان.

وأضاف المتحدث باسم المستشار الألماني أنه تم في نهاية المطاف، وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة وشركاء أوروبيين، تحقيق الإفراج عن 15 شخصا كانوا محتجزين “بشكل غير قانوني” في روسيا، موضحا أن من بين هؤلاء الألماني “ريكو ك.”، الذي صدر قرار بالعفو عنه وذلك بعد حكم بالإعدام كان صدر عليه فيبيلاروسيا.

وأردف: “لم يكن من الممكن إتمام عملية الإفراج إلا من خلال ترحيل مواطنين روس ذوي خلفية استخباراتية كانوا محتجزين في أوروبا، وتسليمهم إلى روسيا”.

يذكر أن “فاديم كيه.” حكم عليه بالسجن مدى الحياة في ألمانيا بعدما أدين بقتل جورجي كان يطلب الحماية في ألمانيا، في منتزه تيرغارتن. ودعت الحكومة الألمانية القيادة الروسية والبيلاروسية إلى الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين “المحتجزين ظلما”.

وفي نطاق العملية، تم نقل 10 أشخاص -بينهم طفلان إلى روسيا- و13 آخرين إلى ألمانيا، و3 إلى الولايات المتحدة.

وجرت عملية التبادل في العاصمة التركية أنقرة. وتم عبر العملية نقل 26 شخصا إلى تركيا على متن 7 طائرات، منها اثنتان من الولايات المتحدة، وواحدة من كل من ألمانيا وبولندا وسلوفينيا والنرويج وروسيا.

ودخلت عملية التبادل هذه التاريخ باعتبارها الأكثر شمولا بين الولايات المتحدة وروسيا وألمانيا في السنوات الأخيرة، وتم إنشاء قنوات الحوار الخاصة بالعملية من قبل الاستخبارات التركية. التي جمعت الأطراف بتركيا في يوليو/تموز الماضي.

وضمن نطاق العملية طرحت للتبادل شخصيات مهمة كانت جميع الأطراف تطالب بها منذ مدة طويلة وورد ذكرها في وسائل الإعلام المحلية للدول المعنية.

ومن بين هذه الشخصيات، إضافة إلى غيرشكوفيتش وويلان المسجونين في روسيا، المواطن الألمانيريكو كريجر المسجون في بيلاروسيا (محكوم بالإعدام)، والمعارض الروسي إيليا ياشين، والضابط بجهاز الأمن الفدرالي الروسي فاديم كراسيكوف المسجون في ألمانيا.

وشملت الصفقة مراسل صحيفة «وول ستريت جورنال» إيفان غيرشكوفيتش الذي اتهمته موسكو بالتجسس، والجندي السابق في مشاة البحرية الأميركية بول ويلان الذي أدين أيضاً بالتجسس، فضلاً عن الكثير من المنشقين الروس وبينهم فلاديمير كارا مورزا وإيليا ياشين.

وقالت الرئاسة التركية إن السجناء أُطلقوا من سجون سبع دول، هي الولايات المتحدة، وألمانيا، وبولندا، وسلوفينيا، والنرويج، وروسيا وبيلاروسيا، ونُقلوا إلى تركيا على متن سبع طائرات.

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها