دراسة: 68 بالمئة من اللاجئين الذين وصلوا ألمانيا قبل 8 سنوات يعملون
أظهرت دراسة حديثة أجراها معهد أبحاث التوظيف (IAB) وجود علاقة مباشرة بين طول المدة التي قضاها طالبو اللجوء في ألمانيا ومعدلات توظيفهم، إذ ارتفعت معدلات توظيف اللاجئين الذين وصلوا إلى ألمانيا بين عامي 2013 و2019، وبلغ معدل التوظيف 60% بعد سبع سنوات من وصولهم، و68% بعد ثماني سنوات من وصولهم.
التقرير، يستند إلى استطلاع IAB-BAMF-SOEP، الصادر عن مكتب الهجرة واللجوء الألماني الـBAMF.
وبحسب التقرير فإنه في العام 2022، بلغت نسبة التوظيف بين اللاجئين الذين وصلوا في عام 2015 ، 64%، فيما تبيّن أن 90% من جميع اللاجئين العاملين يعملون في وظائف مؤمنة اجتماعيًا.
البحث أشار إلى أنه لم ترتفع معدلات التوظيف مع طول مدة الإقامة فحسب، بل تحسنت أيضًا نوعية العمالة، فعلى سبيل المثال في عام 2022، كان 76% من اللاجئين العاملين الذين وصلوا في عام 2015 يعملون بدوام كامل.
بينما بلغ متوسط الدخل الشهري الإجمالي للموظفين الذي وصلوا عام 2015 ويعملون بدوام كامل إلى 2570 يورو، حيث تجاوز هؤلاء عتبة الأجور المنخفضة في ألمانيا لعام 2022 البالغة 12.50 يورو.
كذلك كان في عام 2022 متوسط الدخل لجميع اللاجئين العاملين 2250 يورو، و متوسط الأجر في الساعة 13.70 يورو.
رئيس قسم الأبحاث في معهد IAB هيربرت بروكر أشار إلى أن “الأطر المؤسسية وأطر السياسات ضرورية لتحقيق الاندماج في سوق العمل. ويرتبط تسريع إجراءات اللجوء والتخفيض التدريجي لفترات حظر العمل بزيادة معدلات توظيف اللاجئين”.
من جانبٍ آخر يسلط تقرير IAB الضوء على العقبات المستمرة التي يواجهها اللاجئون عند البحث عن عمل في ألمانيا، بما في ذلك القيود المفروضة على حرية التنقل وقيود التوظيف.
أثناء عملية طلب اللجوء في ألمانيا، لا يُسمح عمومًا للأفراد الذين ينتظرون الموافقة على وضعهم كلاجئين بالعمل، وهو إجراء قد يستغرق عدة أشهر، بالإضافة إلى ذلك، يواجه العديد من اللاجئين تحديات في تلبية متطلبات محددة لإتقان اللغة.
وترى الرئيسة التنفيذية لمنظمة jobs4refugees فرانزيسكا هيرشيلما بمقابلة مع قناة “يورونيوز” أن “الحكومة الألمانية تمول البرنامج الوطني لتعليم اللغة للوافدين الجدد حتى المستوى الأساسي B1، وهو ليس كافياً للوظائف الأكثر تعقيداً والأفضل أجراً”.
وتشير هيرشيلما أيضًا إلى أن ألمانيا “تواجه صعوبات في الاعتراف بنقل المهارات والمؤهلات، حتى في الحالات التي لم تضيع فيها السجلات أثناء الحرب والنزوح، فإن إجراءات الاعتراف… غالباً ما تكون غير ناجحة لأن معظم البلدان ليس لديها برامج تدريب مهني مماثلة وبعض المهن تتطلب شهادة ألمانية”.
الأبحاث السابقة التي أجراها IAB تشير إلى أن 70% من اللاجئين وطالبي اللجوء يعبرون عن رغبتهم في العمل، كما تعمل الحكومة بنشاط على تفكيك الحواجز التي تحول دون دخول سوق العمل، بسبب النقص الحالي في المهارات وتهدف أيضًا إلى تمكين طالبي اللجوء من العثور على عمل.
ومع ذلك، على الرغم من هذه الجهود، لا يزال العديد من طالبي اللجوء والمنظمات التي يقودها اللاجئون يواجهون عقبات بيروقراطية، بما في ذلك الأعمال الورقية المكثفة والإجراءات المعقدة للاعتراف بالمؤهلات الأجنبية، مما يؤخر حصولهم على فرص العمل.
وفي حين أن معدل التوظيف بين اللاجئين الذكور يبدو واعداً بعد عدة سنوات في ألمانيا، إلا أنه لا يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للنساء.
ومن بين اللاجئين الذين وصلوا في عام 2015، كان 31% فقط من النساء يعملن في عام 2022، مقارنة بـ 75% من الرجال. غالبًا ما ترتبط أسباب ذلك بالصعوبات في تأمين رعاية الأطفال بالإضافة إلى الحواجز اللغوية.
وبرأي يوليا كوسياكوفا رئيسة قسم الأبحاث في IAB فإن النساء” يستفدن، على وجه الخصوص، من دورات الاندماج التي يقدمها المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين، كذلك يمكنهن الوصول إلى الاستشارات المهنية التي تقدمها مراكز العمل ووكالات التوظيف، والتي ترتبط بشكل إيجابي بمعدلات التوظيف. لذلك فإن البدء المبكر لهذه التدابير يمكن أن يؤدي إلى تسريع إدماج اللاجئين في سوق العمل”.
من جهة أخرى فإن متطلبات الإقامة تعيق الدخول إلى سوق العمل، وأن الإقامة في مرافق الاستقبال ترتبط سلباً بالاندماج في سوق العمل. بالنسبة للرجال الذين يعيشون في مساكن جماعية، فإن احتمال الحصول على عمل أقل بخمس نقاط مئوية، وبالنسبة للنساء، يقل بثلاث نقاط مئوية عما لو كانوا يعيشون في مساكن خاصة.
وبالنهاية رصد البحث تفاقم انعدام الأمن الوظيفي بين اللاجئين بسبب جائحة كوفيد-19، خاصة وأن المهاجرين ممثلون بشكل غير متناسب في قطاع الخدمات المتأثر بشدة. (infomigrants)[ads3]