شركة تيسلا تقطع نصف مليون شجرة في ألمانيا

 

أغضبت عملاقة السيارات الكهربائية الأميركية تيسلا نشطاء البيئة في ألمانيا، بعدما تسببت بقطع 500 ألف شجرة في الموقع الذي تُوسِّع فيه مصنعها على مشارف العاصمة برلين.

ويحتلّ العشرات من المتظاهرين، منذ أشهر، منطقة الغابات الواقعة خارج محيط الموقع الذي يقع فيه المصنع المذكور في ولاية براندنبورغ.

وسبق أن وصف رجل الأعمال الأميركي مالك تيسلا إيلون ماسك المحتجّين الذين أضرموا النيران في الموقع في مارس/آذار (2024) بـ”أغبى الإرهابيين البيئيين”.

وزعم ماسك -آنذاك- أن “وقف إنتاج السيارات الكهربائية من المصنع، بدلًا من المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري، هو أمر غبي للغاية”.

وفي يوليو/تموز، حصلت شركة تيسلا على ترخيص من الحكومة الألمانية لتوسيع مصنع غروينهايد (Gruenheide)؛ ما سيؤدي إلى مضاعفة سعته الإنتاجية لنحو مليون سيارة سنويًا، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وتسبَّب تطوير مصنع ضخم تابع لشركة تيسلا بالقرب من العاصمة الألمانية برلين في قطع قرابة 500 ألف شجرة، وفق صور التقطتها الأقمار الصناعية، نشرتها صحيفة ذا غارديان.

وأثار بناء المصنع المذكور جدلًا ساخنًا، بل وأشعل موجات احتجاجات ضخمة، ومناقشات بشأن التنازلات والمقايضات المتضمنة في تطوير الاقتصاد الأخضر.

وانتقد الملياردير الأميركي إيلون ماسك الشرطة المحلية في ألمانيا لسماحها بخروج الاحتجاجات التي أشعل فتيلها المتظاهرون اليساريون.

وتُظهِر الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية إزالة 329 هكتارًا من الغابات في موقع تطوير المصنع خلال المدة بين مارس/آذار (2020) ومايو/أيار (2023)، بحسب شركة كايروس (Kayrros) للاستخبارات البيئية.

ويُترجَمْ هذا الرقم إلى قرابة 500 ألف شجرة، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.

ومنذ مايو/أيار (2024)، احتجّ نشطاء المناخ على التوسع المخطط له لمصنع تيسلا في ألمانيا، وحاولوا مرارًا اقتحام الموقع.

وبلغ غضب المحتجين مداه، بعد أن أشعلت مجموعة منهم النيران في أحد أبراج الكهرباء، وأوقفت الإنتاج من المصنع لأيام قلائل في شهر مارس/آذار (2024).

وقالت إحدى الناشطات في تحالف “اغلقوا صنبور تيسلا” كارولينا درزيو، إن تحليل الأقمار الصناعية أظهر أن إنتاج الشركة من السيارات الكهربائية قد تسببَ في تدمير الطبيعة المحلية، إضافةً إلى الخسائر العالمية الناجمة عن أنشطة تعدين المعادن.

وأضافت درزيو: “في إحدى المناطق الأشد جفافًا في ألمانيا، دُمرت أجزاء كبيرة جدًا من البيئة، وبناءً عليه يتعين إسدال الستار على التوسع في الأنشطة التي تؤدي إلى تدمير الغابات وتعريض منطقة مياه الشرب المحمية للخطر”.

وقال كبير المحللين في كايروس أنطوان هالف: إن “مصنع تيسلا في ألمانيا قد أدى إلى قطع الأشجار؛ وهو ما يتعين وضعه في نصابه الصحيح مقابل فائدة استبدال السيارات الكهربائية بمحركات الوقود الأحفوري”.

وأشار هالف إلى أن الأشجار المفقودة تعادل قرابة 13 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهي الكمية المنبعثة سنويًا من متوسط 2800 سيارة وقود أحفوري في الولايات المتحدة الأميركية.

وتابع: “ولذا فإن تلك هي نسبة ضئيلة جدًا من عدد السيارات الكهربائية التي تُنتِجها تيسلا وتبيعها كل رُبع عام”، بتصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.

وواصل: “دائمًا ما يكون لديك مقايضات؛ ولذا يتعين عليك أن تكون على علم بطبيعة تلك المقايضات”.

وخلال شهر يوليو/تموز (2024)، حصلت خطة تطوير مصنع تيسلا لمضاعفة الإنتاج إلى مليون سيارة سنويًا، على ترخيص من قبل وزارة البيئة في ولاية براندنبرغ الألمانية.

وسُجلت عشرات الحوادث البيئية بموقع مصنع تيسلا في ألمانيا، الذي يشهد –كذلك- إنتاج ملايين خلايا البطاريات-، بما في ذلك تسربات وقود الديزل والدهان والألمنيوم.

وكانت تيسلا قد أقرّت بوقوع حوادث عدّة في موقع المصنع خلال البناء، ومنذ بداية العمليات، غير أنها أكدت أن تلك الحوادث لم يَنتُجْ عنها أيّ خسائر بيئية، وأنها اتخذت الإجراءات اللازمة متى تطلَّب الأمر.

وتقيس كايروس عمليات إزالة الغابات مستعملةً الصور البصرية الملتقَطة بالقمر الصناعي سينتينل2، التي تصل دقّتها إلى 10 أمتار، ومتاحة للعامة.

وتُعالَج البيانات المستقاة من تحليل الصور آليًا، لكنها تُفحَص للتأكد من مصداقيتها بوساطة خبراء متخصصين.

وفي هذا الصدد قالت كايروس، إن أداة كشف إزالة الغابات الخاصة بها قد طورت خصوصًا لمساعدة الشركات على الالتزام باللوائح المنظمة لإزالة الغابات في الاتحاد الأوروبي، والتي ستحظر استيراد السلع ذات الصلة بتدمير الغابات بدءًا من العام المقبل (2025).

ومن الممكن أن تُستعمَل أداة كايروس -كذلك- في مراقبة الغابات المستعمَلة بصفتها تعويضات للكربون في سوق الكربون الطوعية، بحسب الشركة.

وتعويض الكربون هو تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أو غازات الدفيئة الأخرى للتعويض عن الانبعاثات الناتجة في مكان آخر، وتُقاس التعويضات بالأطنان من مكافئ ثاني أكسيد الكربون. (attaqa)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها