إيطاليا تدرس فرض ضرائب سياحية جديدة مع تنامي الاحتجاجات المناهضة للسياحة

بعد تضاعف الاحتجاجات ضد السياحة في إيطاليا والمطالبة باعتماد سياسات للسيطرة على أعداد الزوار، تدرس البلاد زيادة الضرائب السياحية لمواجهة التأثير السلبي للسياحة على حياة السكان.

شهدت مناطق عدّة في إيطاليا هذا الصيف احتجاجات ضد “السياحة المفرطة”، واعتبر المتحتجون أن مراكز المدن التاريخية فقدت طابعها التقليدي وأصبحت معظم الشقق متوفرة لقضاء العطلات قصيرة الأجل، وطالبوا بضبط التدفقات السياحية بما يتناسب مع حياة السكان.

وبموجب الاقتراح الجديد، يمكن أن ترتفع ضريبة قضاء ليلة واحدة في مدينة إيطالية، والتي تبلغ حاليًا 5 يورو، إلى 25 يورو للغرف الفندقية الأغلى ثمنًا، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز”.

ينطلق الهدف من هذه الخطوة بمساعدة المدن التي تعاني من مشاكل في السيولة على زيادة دخلها، وكذلك تعزيز “السياحة المسؤولة” على حساب السياحة الجماعية.

في هذا السياق، قالت وزيرة السياحة الإيطالية دانييلا سانتانشي إن هذا الإجراء سيجعل السياح ”أكثر مسؤولية”. ولفتت إلى أنها بصدد الاجتماع مع الهيئات الصناعية في أيلول/ سبتمبر من أجل تعديل القواعد الضريبية المتعلقة بالسياحة.

في الوقت الحالي، لا يمكن فرض ضريبة السياحة إلا على عواصم المقاطعات ومجالس المدن التي تضم أكبر عدد من الزوار وجمعيات البلديات.

ومن المحتمل أن يتم تخصيص العائدات ليس فقط للتدخلات في قطاع السياحة، كما يجري حاليًا، ولكن أيضًا لأنشطة أخرى، مثل جمع النفايات ومعالجتها.

يعد تنظيف الشوارع مشكلة خاصة في المدن الكبيرة مثل روما ويرتبط أيضًا بالتدفق الكبير للسياح، على الرغم من أن تكلفة هذه الخدمة حتى الآن ترتبط فقط بالضرائب التي يدفعها السكان.

على الرغم من أن ما يتم التداول به هو مجرد اقتراح حكومي مدرج في مسودة مشروع القانون في الوقت الحالي، إلا أنه أثار غضب العاملين في قطاع الفنادق والسفر، واعتبر البعض أنه يمكن أن يؤدي إلى إبطاء النمو وتكبيد البلاد خسائر كبيرة.

رفض اتحاد أصحاب الفنادق الرئيسي “Federalberghi” تمامًا اقتراح الحكومة بالقول: “رجال الأعمال السياحيين لا يتفقون مع مقترح زيادة الضرائب”، مضيفاً في بيان: “الهدف المشترك يجب أن يكون دعم النمو، وليس إبطائه”.

من جانبها، قالت ماريا كارميلا كولاياكوفو، رئيسة “كونفيندوستريا ألبيرجي”، في بيان في وقت سابق من هذا الشهر: “يقدم القطاع مساهمة مهمة في اقتصاد البلاد، خاصة مع نمو المسافرين الدوليين، بعد السنوات الصعبة لكوفيد-19”.

وتابعت: “لكن المنافسة الأجنبية قوية وشرسة، ونحن بحاجة إلى سياسات حذرة لا تؤثر على القدرة التنافسية لأعمالنا ووجهاتنا. لا يمكننا أن نكون مجرد ماكينة صراف آلي للبلديات”.

وقد شهدت السياحة في إيطاليا انتعاشًا ملحوظًا بعد جائحة كوفيد-19، وكان عام 2023 عاماً قياسياً بالنسبة للقطاع، حيث تم تجاوز مستويات ما قبل الوباء، مع أكثر من 134 مليون وافد و451 مليون ليلة مبيت.

إلاّ أن الكثير من الأصوات المناهضة للسياحة ارتفعت في أوروبا هذا الصيف، واندلعت احتجاجات في العديد من البلدان بما في ذلك إسبانيا وهولندا واليونان، حيث يعترض السكان على التأثير السلبي لأعداد الزائرين المفرطة على حياتهم. (euronews)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها