هذه هي أكثر الوظائف إرهاقاً في أوروبا

بعض الوظائف أكثر إرهاقاً من غيرها، وتحديدا في بعض القطاعات. “يورونيوز بزنيس” ألقت نظرة في القارة الأوروبية لمعرفة الدول التي فيها أكبر عدد من الموظفين المجهدين.

قد تؤدي حالة انعدام اليقين العالمية والتقليصات المتزايدة في التوظيف إلى جعل العثور على فرصة عمل أكثر صعوبة، وفي الوقت نفسه، فإن ارتفاع تكاليف المعيشة يزيد من أهمية تمسك الأشخاص بوظائفهم الحالية، حتى وإن كانت مرهقة للغاية.

وسلطت شركة بريطانية في تقرير لها الضوء على أكثر الوظائف إرهاقاً التي وجدتها في المملكة المتحدة، ومن أجل الوصول إلى هذه الحقيقة استخدمت بيانات هيئة الصحة والسلامة التنفيذية.

وجمعت البيانات معلومات عن معدلات الاكتئاب والتوتر والقلق والتي رأى المستجيبون بأن وظيفتهم الحالية أو الأخيرة هي المسؤولة الأولى عنها بشكل أساسي.

وتظهر تلك المعلومات، بأن ضباط الشرطة والاختصاصيين الاجتماعيين يشعرون بتوتر كبير، وقال واحد من بين كل 50 شخصاً تقريباً إنه كان هناك تأثير سلبي لوظيفتهم على صحتهم العقلية.

في العديد من الحالات، يأتي الكثير من ضغوط العمل من حقيقة أن الحدود بين العمل والحياة الشخصية أصبحت ضبابية بشكل متزايد، ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى ممارسة العمل عن بُعد. في كثير من الحالات، فإن نوع العمل والصناعة يجعل من الصعب أيضًا أن تكون غير متاح تمامًا، مثل خدمات الطوارئ.

ويقول العضو المنتدب في شركة متخصصة في التأمين الشخصي، في استطلاع أجرته وكالة “يوغوف” المتخصصة في الاستطلاعات: “إن الإغلاق الكامل ليس خياراً بالنسبة لبعض الأشخاص. وهذا صحيح بشكل خاص بين الشركات الصغيرة التي نعمل معها، إذا كان لديك شغف بعملك، فلن يتوقف ذلك في الساعة الخامسة مساءً كل ليلة أو في بداية العطلة”.

ووجدت دراسة “ليبايا” أن 56% من الموظفين الهولنديين قالوا إنهم يشعرون بالتوتر، إلى جانب 67% من الموظفين في بلجيكا، والأمرمفسه بالنسبة لحوالي 70% من الموظفين في المملكة المتحدة ، بالإضافة إلى 71% من هذه الفئة في ألمانيا.

كما كان التعليم وقطاع صناعة السيارات والرعاية الصحية والخدمات العامة والمالية من أكثر القطاعات التي تسبب الإجهاد في العمل في ألمانيا.

كما صوّت الموظفون في هولندا أيضاً على أن الرعاية الصحية والتعليم والخدمات العامة من أكثر القطاعات التي تسبب الإجهاد، إلى جانب قطاعي المطاعم والمعلومات والاتصالات.

وفي المملكة المتحدة، وباستثناء وظائف الشرطة والمهن الاجتماعية والرعاية الاجتماعية والإسكان، اعتُبر التمريض أيضاً من أكثر الوظائف التي تسبب الإجهاد. كما يندرج العمل في مجال التعليم ضمن هذا القطاع أيضاً، حيث شملت وظائف التدريس في التعليم الابتدائي والثانوي والعالي.

كما شهدت وظائف الموارد البشرية والوظائف الإدارية الحكومية الوطنية مستويات عالية من الإجهاد.

ووفقاً لـ 29% من الموظفين الهولنديين الذين استطلعت “ليبايا” آراءهم، كان الموظفون أنفسهم مسؤولين بشكل رئيسي عن حل أو منع ارتفاع ضغوط العمل، وعبر عن هذا الشعور 47% من الموظفين البلجيكيين، وكذلك 49% من الموظفين البريطانيين و51% من الألمان.

ومع ذلك، كشف حوالى 57% من الموظفين الهولنديين أيضاً أنهم يرغبون في الحصول على مزيد من الدعم من أصحاب العمل في التعامل مع الضغوط ، كما أعرب 57% من الموظفين الألمان عن نفس الشعور. ووافق على ذلك أيضا 67% من الموظفين البلجيكيين و65% من الموظفين البريطانيين.

وقالت سارة ألبون، المديرة التنفيذية للصحة والسلامة والبيئة، على الموقع الإلكتروني للصحة والسلامة والبيئة: “إن الوقاية من الإجهاد المرتبط بالعمل أو معالجته يمكن أن يوفر فوائد كبيرة للموظفين، ويحسن تجربتهم في العمل وصحتهم بشكل عام؛ وكذلك لأصحاب العمل بما في ذلك زيادة الإنتاجية وانخفاض التغيب عن العمل وانخفاض معدل مغادرة الموظفين”.

احتلت لندن المركز الأول لأكثر المدن الأوروبية تعرضا للإجهاد النفسي، وذكرت دراسة أجرتها وكالة “إنستانت أوفيسز” أن 91% من العمال البريطانيين قد عانوا من كميات “عالية أو شديدة” من الإجهاد خلال العام الماضي.

كما اضطر حوالي 20% من الموظفين البريطانيين إلى أخذ إجازة من العمل خلال هذه الفترة بسبب الآثار الصحية النفسية لهذا الضغط النفسي.

واستندت الدراسة إلى عدد عمليات البحث على “غوغل” عن الشعور بما يسمى الاحتراق النفسي وشمل ذلك كموقع ولامجال العمل.

وبلغ عدد عمليات البحث على “غوغل” في لندن عن المواضيع المتعلقة بالإرهاق في العمل على “غوغل” 2,240 عملية بحث عن مواضيع متعلقة بالإرهاق في الشهر. كما لم تكن المدن الأوروبية الأخرى مثل أمستردام وبرلين بعيدة عن ذلك، حيث بلغ عدد عمليات البحث على عملاق محركات البحث عن هذه المواضيع 520 و420 عملية بحث على التوالي شهرياً.

وكان من أهم أسباب ارتفاع مستويات الإجهاد، الذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى الإنهاك، ارتفاع الأعباء الملقاة على الموظفين، بالإضافة إلى زيادة المهام غير مدفوعة الأجر. كما ساهم العمل الكثير من العمل الإضافي غير مدفوع الأجر بشكل منتظم في ذلك، وكذلك الشعور بالعزلة في العمل.

وبالمثل، تسبب القلق بشأن الأمن الوظيفي والتكرار في الكثير من التوتر، إلى جانب قبول المزيد من العمل بأجر بسبب المخاوف المالية. وفي بعض الحالات، أدى التخويف والتنمر من قبل الزملاء إلى زيادة مستويات التوتر بشكل كبير.

وشملت علامات الإرهاق صعوبة التركيز، وفقدان الأهداف، وانخفاض الشعور بالفخر في العمل وفقدان الحماس، والإحباط والصداع غير المبرر والتغيرات في الشهية أو عادات النوم وغيرها. (Euronews)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها