ألمانيا: لقاءات بين شبان مسلمين وأفراد من الشرطة لتعزيز الثقة
نقلت قناة “إن دي آر NDR” الألمانية أن شباباً وشابات مسلمين اجتمعوا مع أفراد شرطة نساءً ورجالاً في حديقة مخصصة لهواية التسلُّق مثلاً على الأشجار أو الحيطان.
وخلال الفعالية طُرحت مسائل للنقاش تسعى لكسر الأحكام المسبقة، وتبادل فيها المشاركون النقاشات حول أمور كان يعتقدها كل طرف عن الآخر، وطُرحت مثلاً أسئلة حول فُرص عمل المهاجرين والمهاجرات لدى الشرطة وأيضاً حول إنْ كانت المسلمات المشاركات يرتدين الحجاب طوعاً أم كرهاً.
تأتي هذه المحادثات العميقة بين الطرفين في إطار مشروع “خلق الأمن معاً” المموَّل حكومياً الهادف إلى الحد من الأحكام المسبقة وبناء الثقة في كلا الاتجاهين وإظهار مدى التنوع في أوساط أفراد الشرطة.
ولتحقيق هذه الغاية تتعاون منظمة الشباب المسلم في مدينة أوسنابروك بانتظام مع إدارة الشرطة في إقامة فعاليات لتبادل الأفكار وتعميق الثقة، والمرة السابقة كانت فعالية شواء في الصيف واجتمع فيها الطرفان لتبادل أطراف الحديث وتعميق معرفة كل منهما بالآخر.
وناقش اجتماع الصيف أيضا قوة وسائل التواصل الاجتماعي حين تنتشر فيديوهات يُصوَّر فيها عنف الشرطة وهو ما قد يتم إخراجه من سياقه وهذا يخلق حالة من الشك والارتياب تجاه الشرطة.
وتأتي أهمية مثل هذه الفعاليات خصوصا لأن بعض الشباب المسلم لديهم تاريخ من الهروب أو الهجرة وكانت لهم تجارب سيئة مع الشرطة في بلدانهم الأصلية في الماضي وبالتالي فقد انعدمت لديهم الثقة في أفراد الشرطة أينما كانوا، كما أن الثقة بين بعض الشباب المسلمين وأفراد الشرطة في ألمانيا قلت بسبب بعض التصرفات التي صدرت من أفراد الشرطة خصوصا في المظاهرات المناصرة لغزة مؤخرا في عام 2024 والتي قد تُجتَزأ أحياناً عن سياقاتها.
كما أن استبياناً -كان أُجري بين نوفمبر / تشرين الثاني 2021 وأكتوبر / تشرين الأول 2022 ونقلته وكالة الأنباء الألمانية- لاحظ أن 11% من أفراد الشرطة -سواء الاتحادية أو في الولايات- بألمانيا لديهم أحكام مسبقة وعداء تجاه المسلمين، وأن هذه النسبة ارتفعت إلى 17% في الاستبيان الثاني الذي أجري في الفترة بين نوفمبر / تشرين الثاني 2023 ومارس / آذار 2024.
ولذلك جاءت هذه المبادرة للتعارف وتبادل الأفكار والحوار بين الشباب والشابات المسلمين وأفراد الشرطة الألمانية نساءً ورجالاً من أجل تعزيز بناء الثقة بينهما وانفتاح أكبر لكل منهما على الآخر ضمن مشروع مدعوم حكومياً يأمل في اجتذاب المزيد من المهاجرين للعمل في صفوف الشرطة وتعزيز اللُّحمة المجتمعية بل وإشراك المساجد في هذا الجُهد. (DW)
[ads3]