ألمانيا تعد بزيادة تأشيرات العمل للهنود بأكثر من أربعة أضعاف

وعدت ألمانيا بزيادة كبيرة في عدد تأشيرات العمل الممنوحة للهنود المهرة خلال زيارة المستشار أولاف شولتس الذي استضافه رئيس الوزراء ناريندرا مودي في نيودلهي، الجمعة (25 تشرين الأول/أكتوبر 2024).

يقوم الزعيم الألماني بزيارته الثالثة للهند منذ العام الماضي ويرافقه فيها العديد من وزراء حكومته بهدف إجراء مناقشات بين ثالث وخامس أكبر اقتصادين في العالم.

ووافقت إدارة شولتس على زيادة عدد التأشيرات الممنوحة سنوياً للعمال الهنود المهرة إلى 90 ألفا، مقابل 20 ألفا في الوقت الحالي. وقال شولتس: “رسالتنا هي أن ألمانيا مفتوحة أمام العمال المهرة”.

وأشاد مودي بالقرار باعتباره نعمة اقتصادية لكلا البلدين بقوله: “عندما تلتقي ديناميات الهند ودقة ألمانيا، عندما تلتقي الخبرة الهندسية الألمانية والابتكار الهندي … يتم رسم مستقبل أفضل لمنطقة المحيطين الهندي والهادئ وكذلك للعالم بأسره”.

وقعت الهند وألمانيا لأول مرة اتفاقية هجرة قبل عامين لتسهيل دخول المحترفين والطلاب الهنود. وتعهدت برلين كذلك تيسير إجراءات عملية تقديم طلبات التأشيرة وتحسين الاعتراف بالمؤهلات المهنية الهندية في ألمانيا.

وأظهرت البيانات الرسمية أن نحو 2500 مهاجر تقدموا بطلبات لدخول ألمانيا من أجل البحث عن فرص عمل منذ يونيو/حزيران بموجب برنامج “بطاقة الفرص” الجديد الذي طرحته الحكومة الألمانية. وسجلت وزارة الداخلية الألمانية نحو 550 طلبا ناجحا شهريا منذ دخول الإجراء حيز التنفيذ في يونيو/حزيران الماضي. ويسمح الإجراء للعمال المهرة بدخول البلاد للبحث عن عمل.

وتعتقد الوزارة أن هذه الآلية سوف تجذب العاملين المؤهلين للانضمام للقوة العاملة في ألمانيا في قطاعات رئيسية تحاول جاهدة العثور على من يحلون محل الموظفين المتقاعدين. وجرى إصدار أغلب التأشيرات حتى الآن بموجب البرنامج الجديد، للهند بمعدل 780 تأشيرة، تليها الصين وتركيا وباكستان.

وتسمح بطاقة الفرص الحالية للمهاجرين المهرة الذين يحملون درجات جامعية معترفا بها ويتحدثون الإنجليزية أو الألمانية، بدخول البلاد دون عرض عمل قائم.

ووصل شولتس إلى الهند في وقت متأخر الخميس، وهي ثالث زيارة له بعد زيارة دولة في شباط/فبراير 2023 ومشاركته في قمة مجموعة العشرين في نيودلهي في وقت لاحق من ذلك العام.

وقالت وزارة الخارجية الهندية هذا الأسبوع إن الشراكة بين البلدين “تعمقت” على مر السنين.

وألمانيا والهند شريكتان في مجال الدفاع، وقامت القوات البحرية من كلا الجانبين بمناورات بحرية مشتركة في وقت سابق من هذا الأسبوع في المحيط الهندي. وكان الهدف من المناورات “تعزيز الاتصال البحري بين البلدين والتوافق بين البحريتين”، وفق بيان صادر عن البحرية الهندية الخميس.

وقال شولتس “نريد تعميق تعاوننا في مجال الدفاع وأن نتفق على التقريب بين جيشينا. … رسالتنا بصورة عامة واضحة: نحن بحاجة إلى مزيد من التعاون وليس العكس”.

لكن البلدين يختلفان بشأن العلاقات مع روسيا. ففي حين تدعم ألمانيا أوكرانيا بقوة، حضر مودي هذا الأسبوع قمة مجموعة بريكس في قازان بوسط روسيا، حيث عقد لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أما حكومة مودي فحافظت على العلاقات طويلة الأمد مع موسكو حتى مع سعيها إلى إقامة شراكات أمنية أوثق مع حلفائها الغربيين.

ناقش شولتس أيضاً خلال زيارته برنامج الهند الطموح لزيادة إنتاج “الهيدروجين الأخضر”، وهو مصدر نظيف للطاقة يزداد عليه الطلب في ألمانيا مع تقلص إمدادات النفط والغاز الروسية وسعي برلين إلى تحقيق أهدافها المناخية بالاعتماد على الطاقات النظيفة والمتجددة. واتفق ممثلو البلدين على “خريطة طريق الهيدروجين الأخضر” الثنائية الجمعة، وإن لم يتم نشر تفاصيلها بعد.

ومن المتوقع أن يسافر شولتس وفريقه إلى غوا السبت لتفقد السفن البحرية قبل العودة إلى ألمانيا مساء. (DPA-AFP-DW)[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها