إيران تعدم مواطناً إيرانياً ألمانياً .. و وزارة الخارجية الألمانية تعلق

دانت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك بشدة “النظام اللاإنساني” لإيران، بعد إعدام السلطات الإيرانية الألماني-الإيراني جمشيد شارمهد البالغ 69 عاما.

وقالت بيربوك مساء اليوم الاثنين (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2024) إن “قتل جمشيد شارمهد يظهر مرة جديدة طبيعة النظام اللاإنساني الذي يحكم طهران: نظام يستخدم الموت ضد شبابه وسكانه ورعايا أجانب”، مضيفة أن برلين أوضحت مرارا “أن إعدام مواطن ألماني ستكون له عواقب وخيمة”.

وكان زعيم المعارضة الألمانية فريدريش ميرتس قد دان تنفيذ حكم الإعدام بحق الألماني-الإيراني جمشيد شارمهد ووصفه بأنه “جريمة بشعة”. ودعا ميرتس وهو رئيس حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي في منشور له على منصة إكس (تويتر سابقا) إلى طرد السفير الإيراني في برلين.

وقال ميرتس إن “تنفيذ حكم الإعدام بحق مواطننا جمشيد شارمهد جريمة بشعة. وكانت المحاكمة بمثابة استهزاء بالمعايير الدولية للإجراءات الدستورية. لقد أظهر النظام الإيراني مرة أخرى طابعه اللاإنساني”.

وبعدما قدم ميرتس التعازي لـ”عائلة شارمهد وأحبائه” قال السياسي الألماني: “أدعو الحكومة الاتحادية (الألمانية) إلى الرد بشكل حاسم. لقد فشل نهج ’الدبلوماسية الهادئة’ مع إيران. يجب طرد السفير الإيراني وخفض العلاقات الدبلوماسية إلى مستوى القائم بالأعمال”.

وكان الموقع الرسمي للسلطة القضائية الإيرانية “ميزان” قد أفاد اليوم أنه تم تنفيذ حكم الإعدام بحق جمشيد شارمهد المدان بتهم تتعلق بالإرهاب.

وتمت عملية الإعدام في الصباح.وفي إيران، عادة ما تنفذ أحكام الإعدام شنقا.

وأيدت المحكمة العليا الحكم الصادر ضد شارمهد في نيسان/أبريل 2023، بتهمة “إشاعة الفساد في الأرض”، رغم مطالبات نشطاء حقوق الإنسان بوقفه، ودعوات ألمانية لإلغاء الحكم. وانتقدت برلين بشدة الحكم ودعت إلى إطلاق سراح شارمهد ومن المرجح أن يؤدي إعدامه إلى تجدد التوتر في العلاقات بين إيران وألمانيا.

وقالت إيران إنه قاد جماعة مؤيدة للملكية اتهمتها بالوقوف وراء تفجير دام عام 2008 على مسجد أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة أكثر من 200 آخرين، فضلا عن التخطيط لشن مزيد من الهجمات في البلاد من خلال جمعية المملكة الإيرانية غير المعروفة وجناحها المسلح في توندار.

وتقول جماعة تندر، ومقرها لوس أنجليس، إنها تسعى إلى استعادة النظام الملكي الإيراني الذي أطاحت به الثورة الإسلامية عام 1979. وتدير المنظمة محطات إذاعية وتلفزيونية معارضة للنظام الإيراني في الخارج.

وقالت وكالة (أ ب )، إن إيران اتهمت شارمهد أيضا بـ “الكشف عن معلومات سرية” عن مواقع الصواريخ التابعة للحرس الثوري الإيراني شبه العسكري خلال برنامج تلفزيوني في عام 2017.

وقال القضاء الإيراني في إعلان إعدامه، إنه: “بدون أدنى شك، سيتم الوفاء بالوعد الإلهي ضد مؤيدي الإرهاب، وهذا وعد مؤكد”.

وشككت عائلته في هذه المزاعم وعملت لسنوات على إطلاق سراحه. ولم يتسن على الفور الاتصال بها للتعليق.

وقالت منظمة العفو الدولية إن الإجراءات ضد شارمهد كانت “محاكمة بالغة الظلم” لأنه حرم من الاتصال بمحام مستقل ومن “الحق في الدفاع عن نفسه”. وأضافت المنظمة في أحد التقارير عن قضيته: “قال المحامي الذي عينته الحكومة إنه ما لم يحصل على 250 ألف دولار من الأسرة، لن يدافع عن جمشيد شارمهد في المحكمة وإنه سيجلس هناك فقط”.

ورغم ذلك، أشارت منظمة العفو الدولية إلى أن شارمهد كان يدير موقعا إلكترونيا لجمعية المملكة الإيرانية وجناحها العسكري في توندار تضمن “إعلانات المسؤولية عن الانفجارات داخل إيران”، رغم أنه نفى بشكل متكرر تورطه في الهجمات.

وفي عام 2020، أعلنت وزارة الاستخبارات الإيرانية نبأ اعتقاله في بيان وصفه بأنه “قائد جماعة تندر الإرهابية، الذي وجه أعمالا مسلحة وإرهابية في إيران انطلاقا من أمريكا”.

وكان شارمهد في دبي في عام 2020 ، في محاولة للسفر إلى الهند لإبرام صفقة تجارية تتعلق بشركته للبرمجيات. وكان يأمل في السفر على متن رحلة ترانزيت رغم جائحة فيروس كورونا المستجد آنذاك، التي عطلت حركة السفر العالمي في ذلك الوقت.

وتلقت عائلة شارمهد رسالة أخيرة منه في 28 يوليو/تموز 2020، ومن غير الواضح كيف حدثت عملية الاختطاف. لكن بيانات التتبع أظهرت أن هاتف شارمهد المحمول سافر جنوبا من دبي إلى مدينة العين في 29 يوليو/ تموز وعبر الحدود إلى عمان.

وفي 30 يوليو/تموز، أظهرت بيانات التتبع أن الهاتف المحمول سافر إلى مدينة صحار الساحلية العمانية، حيث توقفت الإشارة. وبعد يومين، أعلنت إيران أنها اعتقلت شارمهد في “عملية معقدة”. ونشرت وزارة الاستخبارات صورة له وهو معصوب العينين. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها