هل سيصبح ” التحرش اللفظي ” جريمة جنائية يعاقب عليها القانون في ألمانيا ؟

 

في مبادرة لوزارة العدل في ولاية ساكسونيا السفلى الألمانية، تسعى السلطات لإدراج التحرش اللفظي والإشارات غير اللائقة ضمن الجرائم في القانون الجنائي.

ويتناول الاقتراح “Catcalling” أو التحرش بالكلمات والإيماءات، حيث يمكن معاقبته بغرامة مالية أو السجن لمدة تصل إلى عام.

ويستشهد الاقتراح بمواقف تحرش شائعة في الحياة اليومية، مثل تلك التي وثقتها مجموعة “Catcalls of Düsseldorf”، والتي تنشر قصص النساء اللواتي تعرضن للتحرش وتقوم برسم هذه القصص على الأرض في الأماكن التي وقعت فيها، لزيادة الوعي العام حول هذه السلوكيات.

وتشير المجموعة إلى أن “الصفير والنظرات المثيرة والتعليقات الجارحة ليست مجاملات”.

ورغم أن التحرش اللفظي لا يزال غير مجرم في القانون الألماني، يُنظر إليه بجدية في دول أوروبية أخرى كفرنسا وهولندا وبلجيكا، حيث يعتبر مخالفة قانونية ويواجه المخالفون غرامات فورية.

في هولندا، مثلاً، صدر حكم مؤخراً على رجل بغرامة قدرها 280 يورو بعد ملاحقته لامرأة والتلفظ بعبارات غير لائقة.

وترى وزيرة العائلة في ولاية شمال الراين وستفاليا، جوزيفين بول، أن التحرش اللفظي له تأثيرات نفسية خطيرة على النساء والفتيات ويجب التعامل معه بحزم.

وتشير إلى أهمية تعزيز بيئة آمنة للنساء من خلال القوانين، مؤكدة أن مسألة الحماية من جميع أشكال العنف الجنسي يجب أن تكون أولوية.

وتؤكد النساء اللواتي يلجأن إلى مراكز الاستشارات مثل مركز “Frauenberatungsstelle” في دوسلدورف أنهن يعانين من التحرش اللفظي يومياً، ليس فقط في أماكن السهر، ولكن في الأماكن العامة ووسائل النقل.

وتوضح المستشارة لينا لوين أن الفرق بين المغازلة والتحرش واضح، حيث “تكون المغازلة تفاعلاً متبادلاً، بينما التحرش فعل أحادي الجانب يشعر الضحية بعدم الراحة”.

وتدعو هذه المبادرة إلى تغيير في السلوك الاجتماعي من خلال تعزيز القوانين التي تدين مثل هذه السلوكيات، مع التأكيد على أهمية تقديم إشارات واضحة تدعم حقوق النساء في العيش بأمان وكرامة.[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها