وسائل إعلام ألمانية : فضيحة فساد تهز ألمانيا .. مئات الملايين من إعانات الأطفال تتسرب إلى الخارج

 

شهدت ألمانيا فضيحة جديدة تتعلق بالاحتيال على الأموال العامة، حيث كشفت تحقيقات حديثة عن تحويل مبالغ ضخمة من إعانات الأطفال إلى دول أجنبية.

وبحسب الأرقام الرسمية، يتجاوز حجم الأموال التي تخرج من ألمانيا سنوياً كإعانات للأطفال المقيمين في الخارج 500 مليون يورو.

أثارت مداهمة نفذتها الشرطة في مبنى سكني كبير بمدينة دويسبورج، يُعرف باسم “العملاق الأبيض”، الشكوك حول وجود شبكات احتيال منظمة تستغل نظام إعانات الأطفال.

وتركزت التحقيقات على التحقق من صحة بيانات الأشخاص المسجلين في المبنى والذين يتلقون مساعدات اجتماعية، للتأكد من أنهم يقيمون بالفعل في تلك الشقق.

الأسباب والأرقام

أرجعت السلطات الألمانية أسباب تحويل هذه المبالغ الضخمة إلى الخارج إلى عدة عوامل، منها:

* الإقامة المؤقتة: حصول بعض الأطفال على إعانات أثناء إقامتهم المؤقتة في الخارج، مثل المشاركة في برامج التطوع.

* العمل في الخارج: استحقاق الأطفال لإعانات إذا كان أحد والديه يعمل في ألمانيا.

* الحالات الاحتيالية: وجود حالات احتيال منظمة تستغل النظام للحصول على أموال بطرق غير مشروعة.

وتظهر الأرقام ارتفاعاً ملحوظاً في قيمة الأموال المحولة إلى الخارج، حيث بلغت في عام 2023 نحو 525.7 مليون يورو، مقارنة بـ 35.8 مليون يورو في عام 2010.

بولندا أكبر المستفيدين

تتصدر بولندا قائمة الدول التي تستقبل أكبر حصة من إعانات الأطفال الألمانية، حيث تحصل على أكثر من 40% من إجمالي المبالغ المحولة، وتأتي رومانيا وكرواتيا في المرتبة الثانية والثالثة على التوالي.

القوانين الأوروبية والتحديات

تعود أصول هذه الظاهرة إلى القوانين الأوروبية التي تنظم صرف إعانات الأطفال للمواطنين الأوروبيين المقيمين في دول أخرى. ورغم محاولات ألمانيا تعديل هذه القوانين لتقليل المبالغ المحولة، إلا أن البرلمان الأوروبي رفض هذه المقترحات.

تعتبر قضية الاحتيال على إعانات الأطفال في ألمانيا قضية معقدة تتطلب حلولاً شاملة. فمن جهة، يجب على السلطات الألمانية تكثيف جهودها لمكافحة الاحتيال، ومن جهة أخرى، يجب على الاتحاد الأوروبي مراجعة القوانين الحالية لضمان صرف هذه الإعانات بشكل عادل وشفاف.

 [ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها