دويتشه فيله : عندما تغلق فولكسفاغن صنبور المال على كرة القدم

قد يدفع تراجع أرباح عملاق صناعة السيارات الألمانية فولكسفاغن، المجموعة إلى إعادة النظر في رعايتها لكرة القدم. تُعد فولكسفاغن شريكاً مهماً للأندية والاتحادات ليس فقط على الصعيد الوطني، بل حتى على الصعيد الدولي.

“نحن ندعم كرة القدم”، هذا هو شعار برنامج فولكسفاغن لرعاية كرة القدم. بالمعنى الأدق يعني هذا الشعار “نحن نقود كرة القدم”: حيث توفر المجموعة السيارات لأندية كرة القدم أو المنتخبات الوطنية. ولكن بالمعنى الأوسع يمكن أن يعني أيضاً: “نحن نشجع كرة القدم”، لقد تبنت فولكسفاغن قضية تطوير كرة القدم نحو مزيد من التنوع والمساواة بين الجنسين. ولكن إلى أي مدى ستستمر المجموعة في المشاركة في كرة القدم في المستقبل؟

تمر فولكسفاغن بأزمة كبيرة، وتفيد التقارير أن الشركة تخطط لإغلاق ثلاثة مصانع في المانيا، حيث يخشى عشرات الآلاف من الموظفين على وظائفهم. وعلى هذه الخلفية، من الممكن تمامًا أن تقلل فولكسفاغن من رعايتها لكرة القدم. ففي نهاية المطاف، من المحتمل أن يكون الالتزام المالي في هذا المجال في حدود ثلاثة ملايين يورو سنوياً. وكجزء من أزمة فولكسفاغن الكبرى الأخيرة التي أعقبت فضيحة الانبعاثات في عام 2015، سمحت الشركة المصنعة للسيارات بانتهاء صلاحية بعض اتفاقيات الرعاية، على سبيل المثال مع ناديي شالكه 04 و1860 ميونيخ التقليديين.

وشركة فولكسفاغن التي تأسست عام 1937 في عهد النظام النازي، كانت أكبر شركة مصنعة للسيارات في العالم في عام 2023 بمبيعات قياسية تجاوزت 320 مليار يورو. وفي العام الماضي، قامت الشركة بتسليم أكثر من تسعة ملايين سيارة للعملاء ووظفت ما يقرب من 685,000 شخص في جميع أنحاء العالم.

فولكسفاغن تتمتع بتقليد يمتد إلى ما يقرب من 80 عاماً من الدعم المالي لكرة القدم. فقد انبثق نادي فولفسبورغ من “الرابطة الرياضية لشركة فولكسفاغن فولفسبورغ” في عام 1945 بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ويلعب نادي الدوري الألماني في مقر شركة فولكسفاغن “دور المنارة” في استراتيجية الرعاية، حسب المجموعة. ولا يُعرف بالضبط مقدار الأموال التي تضخها فولكسفاغن في الشركة التابعة المملوكة بالكامل لها. وبسبب الهيكل القانوني، فإن فولكسفاغن غير ملزمة بالكشف عن الأرقام. ويشاع حالياً أن المبلغ يتراوح بين 70 و80 مليون يورو سنوياً. وأصبح فريق فولفسبورغ للرجال بطلاً لألمانيا في عام 2009 وفائزاً بكأس الاتحاد الألماني لكرة القدم في عام 2015. وفاز فريق فولفسبورغ للسيدات في فولفسبورغ بألقاب كثيرة: فاز بدوري أبطال أوروبا مرتين، وبطل ألمانيا سبع مرات، وبطل كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم إحدى عشرة مرة.

تعتبر فولكسفاغن نفسها “شريكاً موثوقاً لأنديتها المحلية” ليس فقط في فولفسبورغ. ففي المدن الألمانية الأخرى التي توجد فيها مصانع فولكسفاغن تدعم المجموعة أيضاً أندية كرة القدم المحلية حتى مستوى الهواة، على سبيل المثال في هانوفر وبراونشفايغ وكاسل ودريسدن وتسفيكاو. كما تعمل فولكسفاغن أيضاً مع نادي بايرن ميونيخ بطل ألمانيا القياسي – في قطاع الشباب. وبالإضافة إلى ذلك، تعد شركة أودي المملوكة بالكامل لشركة فولكسفاغن أحد أكبر رعاة نادي بايرن ميونيخ، حيث تمتلك 8.3% من أسهم الشركة وتوفر سيارات الشركة للمحترفين، من بين أمور أخرى.

وتصف فولكسفاغن التزامها تجاه الاتحاد الألماني لكرة القدم (DFB) بأنه “مثال بارز” على رعايتها لكرة القدم. وترعى المجموعة كأس الاتحاد الألماني لكرة القدم منذ عام 2012. وأصبحت فولكسفاغن الشريك الرئيسي لأكبر اتحاد وطني لكرة القدم في العالم منذ عام 2019. وقد مدد الطرفان اتفاقية الرعاية هذا العام حتى عام 2028، ولكن حسب تقارير إعلامية، خفضت فولكسفاغن دعمها من حوالي 30 مليون يورو إلى حوالي 20 مليون يورو سنوياً. فولكسفاغن هي ما يسمى بشريك الاتحاد الألماني لكرة القدم في مجال التنقل، وهي تزود المنتخب الوطني للرجال وفريق الاتحاد الألماني لكرة القدم للسيدات بالسيارات، من بين أشياء أخرى.

فولكسفاغن هي أيضاً شريك دولي لاتحادات كرة القدم وفرقها الوطنية لسنوات عديدة. وترتبط المجموعة باتفاقيات مماثلة مع فرنسا وصيفة بطل العالم(منذ عام 2014) وإيطاليا (منذ عام 2023) وهولندا (منذ عام 2021) وسويسرا (منذ عام 2014) وفنلندا (منذ عام 2017) والدنمارك (منذ عام 2019) ولوكسمبورغ (منذ عام 2018). كما توجد أيضاً شراكات مع اثنين من مستضيفي كأس العالم الثلاثة القادمين: في كندا، ترعى فولكسفاغن الدوري الوطني للمحترفين للرجال، الدوري الكندي الممتاز. أما في الولايات المتحدة الأمريكية، فإن المجموعة “شريك متقدم” لاتحاد كرة القدم الأمريكي: من بين أمور أخرى، يظهر شعار فولكسفاغن على قمصان التدريب للمنتخبات الوطنية الأمريكية – سواءً منتخبات الرجال أو السيدات، ويستمر العقد حتى نهاية كأس العالم 2026.

كما أن اتفاقيات التعاون الدولية الأخرى محدودة زمنياً أيضاً. وبالتالي يمكن أن تتركها فولكسفاغن عندما تنتهي صلاحيتها لأسباب تتعلق بالتكلفة. وقد أظهرت بطولة أوروبا 2024 في ألمانيا أنه ليست كل رعاية رياضية في فولكسفاغن ثابتة. فبعد أن كانت فولكسفاغن راعياً لسيارات الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في نهائيات البطولة الأوروبية السابقة، قررت المجموعة عدم القيام بذلك في البطولة التي تقام على أرضها وتركت المجال لشركة بي أي دي الصينية لصناعة السيارات الكهربائية والسبب هو: “برنامج الكفاءة وخفض التكاليف على جميع المستويات، بهدف تأمين استمرارية فولكسفاغن في المستقبل”. بعبارة أخرى: يتعين على فولكسفاغن تحقيق التوفير وهذا يسرى على مجال الرعاية للرياضة. (DW)

[ads3]

التعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي عكس السير وإنما عن رأي أصحابها