صحيفة بريطانية : 8 أيام أمضاها جندي إسرائيلي بريطاني في جنوب لبنان و هذا ما وثّقه
كشف تحقيق نشرته صحيفة “تايمز” البريطانية عن يوميات جندي إسرائيلي بريطاني يُدعى يوسي (31 عاماً)، بعد قضائه 8 أيام في جنوب لبنان وشهد مواجهات مع “حزب الله”.
وقال: “تم تدريب معظم هؤلاء الرجال في إيران ثم اكتسبوا خبرة القتال في سوريا. إنّهم الأفضل على الإطلاق، نخبة النخبة”.
انتقل يوسي إلى إسرائيل في سن الثامنة عشرة من لندن، وهو جندي احتياطي مظلي في الجيش الاسرائيلي، على الرغم من أنّه يعمل في وقت السلم في التجارة الإلكترونية. تضم وحدته جنوداً من خليط من المهن، بما في ذلك طالب ومزارع ومحام.
وفق التحقيق، “غزا يوسي ورفاقه في السلاح لبنان في العشرين من تشرين الأول (أكتوبر)، كجزء من هجوم أوسع نطاقاً يهدف إلى السماح لستين ألف إسرائيلي بالعودة إلى منازلهم في المستوطنات الحدودية، بعد أن أجبرتهم الهجمات الصاروخية المتواصلة من حزب الله على الفرار. وقد صدرت التعليمات إلى لواءين، يضم كل منهما ما يصل إلى ألفي جندي، باجتياح إحدى البلدات القريبة من الحدود، والبحث عن مداخل الأنفاق ومخابئ الأسلحة المخبأة تحت حظائر الدجاج، أو المدفونة في بساتين الزيتون أو المخبأة في أساسات المباني”.
وأضافات الصحيفة: “منذ غزو لبنان، خسرت إسرائيل 37 جندياً، معظمهم من جنود الاحتياط، بسبب ترسانة حزب الله من الطائرات بدون طيار والصواريخ، ويبدو أن قوات رضوان النخبوية لا تزال قادرة على شن حرب عصابات على أرض يعرفونها جيّداً. لكن إسرائيل وجّهت بعض الضربات القوية، حيث زعمت أنّها دمّرت 80 في المائة من صواريخ المجموعة وقتلت قائد رضوان في جنوب لبنان في غارة جوية على عيترون، وكل ذلك أثناء تفجير الأنفاق ومصادرة الأسلحة”.
ويتابع التحقيق: “لمدّة ثمانية أيام في جنوب لبنان، عاش يوسي على النقانق والتونة، ولم ينم أكثر من ثلاث ساعات في الليلة، وكان يرتدي دروعاً واقية طوال الوقت ولم يسمح لقدميه بالتنفّس ولو مرة واحدة.
وسرد المحطّات قائلاً: “كنا نجوب ما يقرب من مئة عقار، بحثاً عن أسلحة وأنفاق. وكان ما يقرب من واحد من كل خمسة عقارات يحتوي على شكل من أشكال البنية التحتية للحزب، بدءاً من البنادق وبنادق AK47 إلى قاذفات الصواريخ ومداخل الأنفاق”.
صباح أحد الأيام، عثر لواء المظليين 226 على فحم للنرجيلة وطعام نصف مأكول، ما يشير إلى أن “حزب الله” لم ينسحب بالكامل من المدينة الواقعة على بعد ميل ونصف من إسرائيل.
وأردفت الصحيفة: “كان يوسي يخطّط لتطهير الحي الذي يشتبه في اختباء المقاتلين فيه، وذلك من خلال التقدّم في مبنى تلو الآخر. وبعد تطهير المبنى الأول، كان يوسي يستعد لدخول المبنى الثاني عندما قرّرت وحدته التحقّق من وجود فخاخ.
وتابع الجندي: “أرسلنا طائرة بدون طيار عبر النافذة ووجدنا المبنى بأكمله مفخّخاً بالمتفجّرات. لا أستطيع أن أصف مدى حظي لكوني على قيد الحياة”.
بحسب التحقيق البريطاني، “لاحظ أحد أصدقاء يوسي بعد فترة وجيزة ظلالاً تتحرّك تحت شاحنة زرقاء. كان هناك رجلاّن مسلّحان، أحدهما يحمل بندقية “AK47″. بدأ أحد المسلّحين على يسار يوسي في إطلاق النار، فأصابه الصمم جزئياً لأنّه لم يكن لديه الوقت لوضع سدادات أذنيه وأطلق قناص على يمينه النار أيضاً. ومن خلال مناظيرهم، رأوا طلقات القناص ترتد عن الخرسانة وأمروه بالتصويب إلى أعلى. وبسبب تفوّقهم في السلاح وحصارهم، لم يكن لدى مقاتلي حزب الله الضالين أي فرصة للنجاة. وتم التقاط اللحظات الأخيرة لهم من طائرة إسرائيلية بدون طيار”.
لفتت الصحيفة إلى أن مشاركة المواطنين البريطانيين في الجيش الإسرائيلي مثيرة للجدل. فقد قُتل بنيامين نيدهام (19 عاماً) أثناء القتال في غزة العام الماضي، وقُتِل ناثانيل يونغ (20 عاماً) في السابع من تشرين الأول عندما اجتاحت “حماس” موقعاً حدودياً للجيش الإسرائيلي.
ورغم جهود الناشطين المؤيدين للفلسطينيين لإجبار الحكومة البريطانية على تغيير موقفها، فإنّها لا تزال تسمح للمواطنين بالخدمة في “القوّات المسلحة المعترف بها شرعياً في بلد جنسياتهم الأخرى”، بما في ذلك الجيش الإسرائيلي.
ويوسي، الذي طلب عدم ذكر اسمه الحقيقي، عاد الآن إلى لبنان هذا الأسبوع. وخلال إجازته التي استمرت 3 أيام مع زوجته وابنه البالغ من العمر 15 شهراً، خصّص بعض الوقت لكتابة مذكّرات عن تجاربه وأعاد مشاهدة اللقطات التي سجّلها على كاميرا الفيديو الخاصة به.
يبدأ روايته على الحدود مع لبنان حيث يحمل الجنود الإسرائيليون سعف النخيل احتفالاً بعيد العرش اليهودي. لكنّه سرعان ما يغضب بمجرّد عبوره الحدود، ويلقي باللوم على قوات الأمم المتحدة لفشلها في مراقبة “حزب الله” جنوب نهر الليطاني.
ويقول وهو يشير إلى قاعدة لقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) بالقرب من مبنى مفخّخ: “يمكنهم رؤية كل شيء من برج المراقبة. ما هو هدفهم؟ في الواقع، أود أن أقول العكس: إنهم متواطئون في الأمر”.
وختم، قبل يوم واحد من عودته شمالاً: “لبنان معتاد على استدراجك وإبقائك هناك لفترة طويلة للغاية”. (annahar)
[ads3]